الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 20:02

من هو المعاق؟/ بقلم: الدكتور صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 09/11/13 21:58,  حُتلن: 08:12

الدكتور صالح نجيدات في مقاله: 

المعاق حقيقة من عطل عقله وجمدت حواسه وأمات مشاعره

فمن لم يفكر بعقله التفكير الصحيح ولم يعتقد بقلبه الاعتقاد السليم ومن لم ينتهج النهج القويم ويسلك الصراط المستقيم ويحترم أهله وجيرانه فهو معاق حقا

لمعاق هو الانسان الفاشل والمحبط والكسلان الذي يعيش بدون رسالة ولا هدف له في الحياة هو الانسان الطفيلي الذي يعيش على السرقات وهو الانسان العنيف الذي يعتدي على الناس

نحن بحاجة إلى عقول ذكية وأفكار سوية وأخلاق راقية وهمم عالية، أما الجثث الهامدة والاجسام البالية التي لا روح فيها ولا نور ولا مشاعر انسانية أو اجتماعيه أو وطنية فهي العبء الثقيل والعذاب الشديد على الناس وعلى الحياة 

هناك من يخلط بين المعاق جسديا والمعاق عقليا وأنا أقصد في مقالي هذا المعاق جسديا. يظن كثير من الناس أن المعاق هو من فقد الاهلية على الحياة الطبيعية من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذه الطائفة من الناس من أصيب بعاهة في ذهنه أو فكره أو نفسه و لكن المعاق حقيقة من عطل عقله وجمدت حواسه وأمات مشاعره وأصبح كألانعام في صورة أبن آدم ولهذا قال الله تعالى عن هذا الصنف: "لهم قلوب  لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها اولئك كألانعام بل هم أضل اولئك هم الغافلون".
فمن لم يفكر بعقله التفكير الصحيح ولم يعتقد بقلبه الاعتقاد السليم ومن لم ينتهج النهج القويم ويسلك الصراط المستقيم ويحترم أهله وجيرانه فهو معاق حقا، أما من اصيب بعاهة في جسمه فقد تكون هذه العاهة سببا لعظمته ونجاحه وتفوقه فهنالك مشاهير ونجوم اصيبوا في أبدانهم مثل أبن عباس عالم ألامه عمي في آخر حياته، والزمخشري مبتور الرجل، وروزفلت مقعد وبتهوفن أصم وغيرهم من المقعدين ومع هذا ملئوا الدنيا نجاحا ومجدا وأثرا طيبا.

عقول ذكية وأفكار سوية 
ومن ذوي الاحتياجات الخاصة من صار قصه في النجاح ومثلا في الابداع ومنهم من ألف الكتب وهو مقعد ومنهم من أسهم في مشاريع  مفيدة رغم شلله ورغم انه فاقد لبعض أعضائه، وبالمقابل عندنا ألاف مؤلفه من الشباب أالقوي أالمتين أالسمين الى درجة أن أحدهم يصرع الثور ويطرح البغل ويقلب الحمار على ظهره، ولكنه فاشل في الحياة ، فلا علم ولا فهم ولا ايمان راسخ ولا خلق  قويمولا مشاركة في الحياة ولا نفع يرجى منه، قال الله تعالى عنهم: "وذا رأيتهم تعجبك اجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسنده". نحن بحاجة إلى عقول ذكية وأفكار سوية وأخلاق راقية وهمم عالية، أما الجثث الهامدة والاجسام البالية التي لا روح فيها ولا نور ولا مشاعر انسانية أو اجتماعيه أو وطنية فهي العبء الثقيل والعذاب الشديد على الناس وعلى الحياة ومن هذا الصنف من الشباب المجرمين وتجار المخدرات  والزعران واللصوص وهم الذين يعتبر انتمائهم لمجتمعهم صفرا.

معاق بالعقل
الاِخوه الكرام، المعاق هو الانسان الفاشل والمحبط والكسلان الذي يعيش بدون رسالة ولا هدف له في الحياة، هو الانسان الطفيلي الذي يعيش على السرقات وهو الانسان العنيف الذي يعتدي على الناس. أكتب هذه المقالة بعد ما رأيت شجارا نشب بين أبناء عمومه على خلفية خلاف على أرض، فضربوا بعضهم ضربا مبرحا وسببوا لبعضهم  أضرارا جسدية بالغة الخطوة واعتقل الكثير منهم وهم من ذوي الاجسام القوية والعقول والنفوس الضعيفة الذين استهانوا بأواصر القرابة وحسن الجوار والانسانيه وضيعوا وبذروا أموالهم للمحامين والمستشفيات، اليس بربكم أن هؤلاء هم معاقون بعقولهم؟ هل رأيتم أن مشكلة تحل بالعنف؟ اليس العنف يزيد الطين بلا ويعقد الامور؟ أي خلاف نهايته الصلح الذي هو سيد الاحكام، فإذا كان الصلح هو الحل الاخير لكل مشكلة، فلماذا لا نتوجه الى الصلح مباشرة دون الخوض في الشجارات لنوفر على أنفسنا كل هذا العناء والمعاناة والخسارة والعداوة. اخوتي الكرام، هدانا وإياكم الله للخير وإتباع الطريق المستقيم.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

 

مقالات متعلقة