الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 04:02

علاقة المعلم بالطالب/ بقلم: الدكتور صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 09/11/13 07:58,  حُتلن: 08:18

الدكتور صالح نجيدات في مقاله:

على المعلم أن يكون قدوة ومثالا حسنا للطالب ويستعمل الاسلوب اللائق مع الطالب لتحسين العلاقة بينهما وهذه مسؤولية وزارة التربية والتعليم التي يجب عليها ترسيخ هذا النهج عند المعلمين

الوزارة تفتقر الى الكثير من الخطط التنموية في مجتمعنا العربي وعليها تحسين أوضاع التعليم في مدارسنا ووضع مناهج تعليميه تناسب روح العصر وحل مشكلة النقص في صفوف التدريس 

يسود أسلوب التعليم لدينا بعض الاشكالات وسوء التنظيم، ومع احترامي الشديد لكل المعلمين والمعلمات ، ولا اقلل من حقهم في الجهد المبذول في تدريسهم لأبنائنا، فالمعلم شمعة تحترق لتنير دروب الآخرين، ولكن قسما منهم يفتقر الى الكثير من فن ومهارات التعامل مع الطلبة، فتلك المهارات لا تأتي من فراغ أو أنها اجتهاد من المعلم، وإنما تأتي من خلال تلقي المعلم دورات خاصة من قبل وزارة التربية والتعليم تؤهله لذلك، فهناك سوء معامله أو تخطيط من حيث علاقة المعلم بالطالب، وهذا المطلب الأهم في عملية التدريس الذي هو جزء من "التربية والتعليم".

برامج لتحسين العلاقة بين المعلم والطالب
فالأحداث أو المشاكل على الساحة التعليمية تأتي من معلم مضغوط نفسيا، ففي الغالب حشد الطالب بالمعلومات، مفتقرا الى روح المرح في عملية التدريس، ومن ثم ينصب ضغط المعلم احيانا على الطالب بالشتم والإهانة خاصة الطلبة ذوي المستوى الدراسي المنخفض، كقوله " أنت تيس "، " أنت غبي"، وهكذا ، فتسود مشاعر الإحباط بين الطلبة وكره المعلم والتعليم والمدرسة، فتحدث نتيجة هذا الاسلوب المجرح من قبل المعلم الى حدوث مواجهات بين الطالب والمعلم وأحيانا مع أهله، فيجب على المعلم أن يكون قدوة ومثالا حسنا للطالب ويستعمل الاسلوب اللائق مع الطالب لتحسين العلاقه بينهما، وهذه مسؤولية وزارة التربية والتعليم التي يجب عليها ترسيخ هذا النهج عند المعلمين، وحسب اعتقادي الوزارة تفتقر الى الكثير من الخطط التنموية في مجتمعنا العربي وعليها تحسين أوضاع التعليم في مدارسنا ووضع مناهج تعليمية تناسب روح العصر وحل مشكلة النقص في صفوف التدريس ووضع برامج لتحسين العلاقة بين المعلم والطالب.
يا ترى من هو المسبب فيما وصلت اليه علاقة الطالب بالمعلم ؟
هل هو الطالب بإهماله أحيانا وسلوكه غير القويم أحيانا اخرى؟
أم هو المعلم بما يحمله من هموم ومشاكل وضغوط حياة؟
أم هي طرق واساليب التعلم الجامدة والمملة في كثير من الاحيان؟
أم هو دور الاهل الذين تناسوا من كثرة المشاكل والمشاغل اليومية أن يزرعوا في نفوس أبنائهم حب العلم واحترام المعلم ؟
يجب على الوزارة أن تجري أبحاثا  مطولة حتى تصل الى السبب الحقيقي لهذه العلاقة التي أحيانا تكون متوترة بين المعلم والطالب، وحتى تجري وزارة التربية والتعليم الابحاث وتصل الى النتيجة فإني أقترح الحلول التالية التي من شأنها تحسين العلاقة بين الطالب والمعلم وهي :

علاقة الطالب والمعلم
1 - يخصص لكل معلم مادة دراسية واحدة ينصب جهدة وتفكيره في تدريسها فقط.
2 - تأهيل المعلمين بتنمية مهارات فن التعامل مع الطالب والتحكم بغضبة ومن ثم سيطرته على سلوك الطالب بحب واحترام وتقدير وتنمية لغة الحوار بينهم. ومن الشروط الاساسية للمعلم أن يكون معدا تربويا ومهنيا وأن تكون شخصيته قوية وثقته بنفسه عالية .
3 - التوزيع المتساوي للمدارس ، فهناك مدارس تضم بصفوفها نحو 20 طالبا أو أقل، وهناك مدارس يصل عدد الطلبة في كلصف فيها إلى 30 طالبا أو ما يزيد على ذلك وهذا ما يتعب المعلم، وكذلك وضع الطلاب الذين يعانون من عسر التعليمفي صفوف خاصة لتسهيل سير العملية التعليمية على المعلم .
4 - وضع خطط تنموية وبرامج علميه وعمليه من قبل وزارة التربية، لتحسين طرق تدريس المنهاج وتوصيل المعلومة تكون بطريقة أقل حدة مما هو عليه.
5 - تغيير جذري لمناهج التعليم ووضع منهاج تدريس يلائم عقلية الطالب وليس ملائمة عقلية الطالب للمنهاج الدراسي .
علينا أن نعلم أن نهضة الأمم بدأت بالقلم والمعلم، واول صورة في القرآن نزلت على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هي: "اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الانسان من علق، اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم ..... "
الله والانبياء والرسل نادوا بالعلم والمعرفة فالعلم اساس الحياة ، وان الله يرفع بالعلم أقواما ويضع به آخرين، وطلب العلم فريضة  دون تحسين مناهج واساليب التعليم في مدارسنا والاهتمام بالطالب وقدراته وتحسين اداء المعلم فسيبقى التعليم في مجتمعنا  متخلفا. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة