الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 22:01

تحديات جديدة أمام رئيس بلدية شفاعمرو الجديد/ بقلم: زياد شليوط

كل العرب
نُشر: 30/10/13 15:01,  حُتلن: 08:39

زياد شليوط في مقاله:

الناس والأهالي ينتظرون ويترقبون ترجمة النتيجة الى عمل وهناك من ينتظر أن يحصل عند الرئيس الجديد على ما لم يحصل عليه لدى الرئيس السابق

هل يمكن لرئيس بلدية أن يرضي كل الناس ويحقق لهم رغباتهم وطموحاتهم؟ بالطبع لا ومن هنا فالتحدي الأول تغيير مفاهيم الناس بأن رئيس البلدية هو لكل البلد وليس لفرد أو مجموعة أفراد

هناك من يرى في البلدية من قوائم العضوية أنها "كنز" مالي وهناك من يرى فيها دارا من الغنائم التي يجب أن يتقاسموها والبعض ينظر إليها كمركز قوة ونفوذ وقليلون يرون فيها خدمة للصالح العام

من الضروري بل من المطلوب وجود معارضة وفي حال عدم وجودها علينا ايجادها لأن للمعارضة دور هام وأساسي في العمل الديمقراطي السليم على أن تكون تلك المعارضة بناءة وتعمل للصالح العام 

ما هو منصب القائم بالأعمال وماذا نتوخى منه؟ هل هو منصب للجاه والراتب؟ أم هو منصب للخدمة والتفاني؟ هل هو لمجرد اللقب أم بهدف العمل؟ واذا اقتربنا من لغة الشارع أكثر وخاصة للذين يرون ووفق التقسيم المتعارف عليه، بأن هذا المنصب من حق عضو مسيحي فعليهم أن يحددوا لنا كيف يعرفون العضو المسيحي؟

عاشت شفاعمرو طوال الأيام العشرة الأخيرة، نهارات وليال من الاحتفالات وتبادل التهاني واستقبال وفود المهنئين ووداعهم في بيت رئيس البلدية المنتخب الأستاذ أمين عنبتاوي ومحيطه. أجواء جديدة في شفاعمرو وآمال جديدة، والجميع يتوخون فتح صفحة جديدة فعلا، والانطلاق في مسيرة العمل البلدي وفق ما وعدنا به رئيس البلدية المنتخب وحلفاؤه من قوائم وحركات وشخصيات.

الناس والأهالي ينتظرون ويترقبون ترجمة النتيجة الى عمل، وهناك من ينتظر أن يحصل عند الرئيس الجديد على ما لم يحصل عليه لدى الرئيس السابق. وبعض الأهالي أخذوا يساهمون بتشكيل الائتلاف البلدي ويوزعون المناصب، قبل أن يبت بها رئيس البلدية الجديد وقبل أن يتباحث بها مع حلفائه وقوائم العضوية في المجلس البلدي الجديد. ومن هنا تنبع التحديات الجديدة التي تواجه رئيس البلدية خاصة وحلفائه عامة، ويمكن تلخيصها بما يلي.

إرضاء كل الناس
الناس وما أدراك ما الناس؟ آلاف الناخبين الذين منحوك الثقة يريدون المقابل. فهل يمكن لرئيس بلدية أن يرضي كل الناس، ويحقق لهم رغباتهم وطموحاتهم؟ بالطبع لا ومن هنا فالتحدي الأول تغيير مفاهيم الناس بأن رئيس البلدية هو لكل البلد وليس لفرد أو مجموعة أفراد، وأن الكفاءات والقانون هما المعيار للعمل الصحيح، وعلى رئيس البلدية أن يطبق شعاره "بلدية لكل الناس"، دون أن يتسبب في ابتعاد مجموعات كبيرة عنه، كما حصل مع الرئيس السابق، وهذا الأمر يحتاج الى مهارة ووضوح رؤية متوفرة لدى الرئيس الجديد.

تركيب الائتلاف وتوزيع الغنائم
هناك من يرى في البلدية من قوائم العضوية أنها "كنز" مالي، وهناك من يرى فيها دارا من الغنائم التي يجب أن يتقاسموها، والبعض ينظر إليها كمركز قوة ونفوذ، وقليلون يرون فيها خدمة للصالح العام. هناك من توقع أن يحصل على منصب نائب رئيس، وهناك من جاهد للوصول الى منصب القائم بالأعمال، وبعد ظهور النتائج الأولية وبعدها النتائج الرسمية خابت آمال البعض وتعززت آمال آخرين، لكن السياسة لا أمان لها كما يقال، ويمكن أن تنقلب الأمور وتحدث مفاجآت لم تكن بالحسبان. خاصة وأن هناك بوادر لتشكيل ائتلاف شامل في البلدية الجديدة يشمل كل أو معظم القوائم، حيث دعا رئيس البلدية المنتخب جميع القوائم والتي حضرت الى داره مهنئة، سواء التي دعمته في الحملة الانتخابية أو التي لم تدعمه، الى دخول الائتلاف والعمل معا تحقيقا لشعاره "بلدية كل الناس"، حتى أنه أعلن أيضا وعلى الملأ رغبته باشراك القوائم التي لم يحالفها الحظ في الدخول للمجلس البلدي في عملية اتخاذ القرار والمساهمة في تطور المدينة ورقيها. كل هذا جميل وايجابي لكنه يحمل المخاطر في الآن ذاته، ولنا عبرة في الذي حصل مع الرئيس السابق، حيث بدأ عهده بائتلاف واسع فاخر به، وسرعان ما أخذ ذاك الائتلاف بالانحسار والانحلال إلى أن وصل إلى الأقلية داخل المجلس، وهذا الأمر ولد خلافات وخصومات ساهمت في سقوط الرئيس السابق في الانتخابات الأخيرة. إن تلبية طلبات وطموحات كل القوائم في تركيبة بلدية مثلما هو في شفاعمرو أمر ليس بسهل أو مريح، بل يمكن أن يشكل عائقا أمام مسيرة العمل البلدي ونجاح رئيس البلدية في مخططاته.

وجود معارضة
علاوة على أن اقامة ائتلاف شامل ليس صحيا وخطوة تضر بالديمقراطية. من الضروري بل من المطلوب وجود معارضة، وفي حال عدم وجودها علينا ايجادها، لأن للمعارضة دور هام وأساسي في العمل الديمقراطي السليم، على أن تكون تلك المعارضة بناءة وتعمل للصالح العام من منظورها الذي لا يشترط أن يتطابق مع منظور رئيس البلدية وادارته، وعلى المعارضة أن تكون العين الساهرة والمراقبة لسير عمل إدارة البلدية وتوجيه النقد له بهدف التقويم والاصلاح.


القائم بالأعمال واشكالية العضو المسيحي
كثيرون هذا الأسبوع، في الشارع والمجالس المختلفة تساءلون ماذا مع منصب القائم بأعمال رئيس البلدية؟ البعض يرى أن ذاك الطرف يستحق المنصب، والبعض الآخر يرى أنه يحق لطرف آخر أن يحصل على المنصب. أما السؤال الأهم والذي يجب طرحه بوضوح: ما هو منصب القائم بالأعمال وماذا نتوخى منه؟ هل هو منصب للجاه والراتب؟ أم هو منصب للخدمة والتفاني؟ هل هو لمجرد اللقب أم بهدف العمل؟ واذا اقتربنا من لغة الشارع أكثر وخاصة للذين يرون ووفق التقسيم المتعارف عليه، بأن هذا المنصب من حق عضو مسيحي فعليهم أن يحددوا لنا كيف يعرفون العضو المسيحي؟! ومن أكثر الادعاءات غرابة والتي سمعتها هذا الأسبوع في إشارة إلى ممثل حزب وطني وكأنه ليس من حقه هذا المنصب لأنه "وطني" أو "قومي"، وتساءلت وسألت ولم أتلق جوابا من المستغربين: أليس رواد الوطنية والقومية العربية والذين تفاخرون بهم، هم من المسيحيين؟ أليس من صان ونشر اللغة العربية من كبار الأدباء والباحثين واللغويين من المسيحيين، ومن بينهم رجال دين؟ ألا تحمل الكنيسة دعوة الشراكة والعيش المشترك ونبذ التفرقة على أساس ديني بين أبناء الشعب الواحد؟ ومن يحق له إسقاط المسيحية عن أي شخص مسيحي، ألم يقل لنا المعلم الأول سيدنا يسوع المسيح "لا تدينوا لكي لا تدانوا؟" وفي النهاية هل يمكن لمن ينتسب لحزب صهيوني أو يميني أن يعتبر مسيحيا، أما من ينتمي لحزب قومي أو يساري تسقط عنه المسيحية؟ وهذا تحد آخر ينتظر رئيس البلدية ايجاد الحل العملي له، وهدم اللجوء إلى ما لجأ إليه سابقوه في هذا المنصب، باعادة الكرة الى القوائم ذاتها كي تقع في خلافات جانبية وخصومات لا مبرر لها.

تفعيل الطاقات المحلية
وابتعدت عن استخدام تعبير "توظيف"، خشية أن يفهمها البعض توظيف في وظائف البلدية وهذا ليس المقصود، انما المقصود توظيف الطاقات هو استخدامها وتفعيلها، وهذا أيضا ما وعدنا به عنبتاوي في برنامجه الانتخابي ورؤيته للعمل البلدي. فهل سيتمكن الرئيس الجديد من استيعاب كل تلك الطاقات الكثيرة والعديدة، وارضاء طموحاتها وتطلعاتها؟  هناك عديد من التحديات الأخرى التي تواجه رئيس البلدية المنتخب وادارته الجديدة، وسنتوقف عند أهمها في مقال قادم.

(شفاعمرو)

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة