مدير عام السلطة للتطوير الاقتصادي في المجتمع العربي أيمن سيف:

المؤتمر الذي سيعقد يوم غد هو ليس هدفًا بل وسيلة للوصول الى الاهداف التي نصبوا اليها

 نحن نتحدث عن نمط جديد في البناء وبمستوى أعلى نريد أن نعطي للأزواج الشابة المجال لان يسكنوا بجانب بيوتهم وتحت اجواء مناسبة جدا

يوجد لدينا مشكلتين فيما يتعلق بالتخطيط والبناء الاولى هي مشكلة تخصيص ميزانيات لتمويل الخرائط التفصيلية داخل البلدات العربية والامر الثاني هو انه يوجد نقص كبير في الوحدات السكنية

 أكد مدير عام السلطة للتطوير الاقتصادي في المجتمع العربي أيمن سيف خلال زيارته الى مدينة الطيرة على أنه يتم تخصيص ميزانيات كبيرة من أجل تطوير الوسط العربي في مجالات عديدة التي تكمن في دمج المواطنين العربي في سوق العمل، ومعالجة قضية السكن وتوفير وحدات سكنية كذلك دعم التعليم والمواصلات العامة. كما أشار الى أنه "سيقام يوم غد مؤتمر إقتصادي في مدينة تل أبيب بمشاركة رئيس الحكومة وستة وزراء اخرين"، للحديث عن دمج الوسط العربي في الاقتصاد الاسرائيلي، وغيرها من القضايا الاخرى. موقع العرب تحدث الى سيف، وكان لنا معه هذا الحديث.

 العرب: هل لك أن تشرح لنا عن ماهية المؤتمر الذي سيعقد يوم غد وعن أهدافه؟
 أيمن سيف: مؤتمر السلطة للتطوير الاقتصادي يقام للمرة الثالثة على التوالي برعاية رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، والهدف منه هو طرح الخطوات والمشاريع التي نقوم بها في سبيل تطوير الوسط العربي من الناحية الاقتصادية، بالإضافة لطرح برامج تتعلق بميزانيات جديدة التي ستخصص للوسط العربي ايضا في السنوات القادمة".

العرب: ما هي الميزانيات التي ستعرض في هذا المؤتمر؟
 أيمن سيف:نحن نتحدث هنا عن تنفيذ مشاريع قمنا بها خلال السنوات الاخيرة، لا سيما أنه في عام 2012 أقر العديد من القرارات لتطوير الوسط العربي، فعلى صعيد التشغيل كان هنالك قرار حكومي لتخصيص ميزانية بقيمة 730 مليون شيقل لدمج ما يقارب 50 الف مواطن عربي لسوق العمل، ونحن كسلطة التطوير الاقتصادي بالتعاون مع وزارة الاقتصاد مسؤولين عن تنفيذ هذه الخطة، كذلك الامر سنعرض مشاريع عديدة وقيمة التي ستخرج الى حيز التنفيذ وسيكون لها إنعكاسات إيجابية على الوسط العربي.
ولا بد من الاشارة الى أننا نهتم ايضا في قضايا التخطيط والبناء، حيث يوجد قرارات مهمة وجيدة في هذا الجانب التي ستنفذ قريبًا، مثل تسويق 700 وحدة سكنية في الحي السكني الجديد في الناصرة كذلك الامر في سخنين، اذ إستطعنا حتى هذا اليوم تسويق 300 وحدة سكنية، وخلال المؤتمر سوف يكون شرحا وافيا عن تلك المواضيع".

العرب: في سياق حديثك ذكرت الوحدات السكنية، كما تعلم أن هذه القضية تقلق بال الكثيرين وعلى رأسهم الازواج الشابة الذين لا يجدون لهم مأوى، هل يمكن أن تخصصوا ميزانيات خاصة لتسويق وحدات سكنية في كل الوسط العربي؟
 أيمن سيف: يوجد لدينا مشكلتين فيما يتعلق بالتخطيط والبناء، الاولى هي مشكلة تخصيص ميزانيات لتمويل الخرائط التفصيلية داخل البلدات العربية، والامر الثاني هو انه يوجد نقص كبير في الوحدات السكنية، التي تعرقل حل مشاكل كل الازواج الشابة، لا سيما أننا نضع هذه القضية في سلم الاولويات. اليوم يوجد لدينا ميزانية بقيمة 550 مليون شيقل لدعم مجال التخطيط وبناء وحدات سكنية على أراضي الدولة والاراضي الخاصة أيضا، كما أننا نخطط اليوم لتوفير حوالي 30 الف وحدة سكنية في كثير من البلدات العربية، وهذا يعتبر إنجاز كبير، الذي يدعوا الازواج الشابة لان يسكنوا في بيوت مبنية بشكل قانوني. نحن نتحدث عن نمط جديد في البناء وبمستوى أعلى، نريد أن نعطي للأزواج الشابة المجال لان يسكنوا بجانب بيوتهم، وتحت اجواء مناسبة جدا".

العرب: ماذاعن أسعار تلك الوحدات السكنية؟
 أيمن سيف: أسعار تلك الوحدات مقارنة مع الوسط اليهودي مقبولة جدا، ومن ضمن القرارات الحكومية، فنحن نوفر مساعدة وهبة للمبادرين الذين يسعون الى بناء الوحدات السكنية بنسبة 50% من تكلفة المشروع، بهدف التقليص من أسعار الوحدات السكنية في الوسط العربي".

العرب: تتحدثون عن إهتمامكم الكبير في قضايا تشغيل المواطنين العرب، لكن ما نراه أن نسبة البطالة ترتفع وهنالك محلات ومصانع تغلق، كيف تفسر ذلك؟
 أيمن سيف: دعنا نتحدث أولا عن تشغيل النساء العربيات في سوق العمل الذي يصل اليوم الى 27% بينما في السنوات السابقة وصلت النسبة الى 21%، لذلك فأن هنالك إرتفاع مستمر في هذا الجانب. يوجد لدينا تحدي كبير جدا لخلق أماكن عمل جديدة لأبناء الوسط العربي للأكاديميين بما فيهم النساء، حتى أننا أقمنا 11 مركزا للتشغيل داخل البلدات العربية، كي تساعد الاخرين الانخراط في سوق العمل، كما أننا نسعى الى تطوير المناطق الصناعية، اذ لا يمكن أن نجد أماكن عمل في الوقت الذي نرى المناطق الصناعية لدينا بمستوى غير مقبول، إذ لدينا ميزانية بقيمة 400 مليون شيقل لاقامة مناطق صناعية، فعلى سبيل المثال أقمنا منطقة صناعية في كفر قاسم، ونسعى في هذه الايام لإقامة منطقة صناعية في الطيبة، باقة الغربية، أم الفحم، شفاعمرو، سخنين، ونحن في موجودين في مرحلة التنفيذ لتطويرها، والمرحلة القادمة ستكون جلب شركات من خارج الوسط العربي كي تقيم مصانعها داخل البلدات العربية لخلق أماكن جديد، تمام كما حصل في الناصرة عندما تم ادخال شركة "امدوكس" التي تشغل 120 شخص من الوسط العربي، ونحن بصدد الحديث مع شركات اخرى وكبيرة لافتتاح مصانع تشغيلية".

العرب: ما هو دوركم فيما يتعلق بالتعليم؟
 أيمن سيف: هذا الموضوع مهم جدا، ولو أن الحكومة استثمرت الميزانيات اللازمة لدعم جهاز التربية والتعليم في الوسط العربي على كافة اشكاله، لرأينا تقليص في نسبة المشاكل، لذلك رأينا في الحكومة على أنه يجب بلورة خطة متعددة السنوات لاستثمار ميزانيات خاصة لدعم التعليم والتعليم الاكاديمي، كي نرفع من مستوى التحصيل وتهيئة الوسط العربي ودمجه في الاقتصاد الاسرائيلي".

العرب: كونك تشغل وظيفة كبيرة داخل الحكومة، هل تشعر أن لك تأثير على تطوير الوسط العربي؟
أيمن سيف: سلطة التطوير الاقتصادي بدأت بإقامتها في عام 2008، وكنت لوحدي في هذه الفترة، واليوم يوجد فيها 14 موظفا اكاديميا من الوسط العربي. بدانا العمل بدون ميزانيات واليوم نتحدث عن مشاريع نحن المسؤولين عن تنفيذها بقيمة أكثر من 2 مليارد شيقل،  لدعم التشغيل والمواصلات العامة، التعليم، وأعتقد أن هذا إنجاز كبير، خاصة وأن تلك الميزانيات لم تكن موجودة ، واليوم خصصت بدعم كامل من رئيس الحكومة ومدير عام مكتبه. نحن اليوم امام تحدي كبير لتنفيذ مشاريع، وهذا الامر يحتاج الى لمشاركة الوسط العربي والسلطات المحلية العربية والقطاع الخاص العربي، واعتقد انه لدينا تعاون ايجابي جدا مع تلك الهيئات".

 العرب: ما هو رأيك في وزير المالية الجديد يائير لبيد؟
أيمن سيف: أعتقد أن وزير المالية الجديد والحكومة الجديدة يؤمنون بدمج الوسط العربي في المجال الاقتصادي، وهذا الموضوع موجود ضمن أهداف الحكومة، بغض النظر عن إنتمائها السياسي، وهذا مهم جدا للحكومة، وكافة الهيئات تستوعب هذه النقطة.

العرب: ما هي الكلمة الاخيرة التي تريد أن توجهها للوسط العربي؟
أيمن سيف: بالنسبة لي المؤتمر الذي سيعقد يوم غد هو ليس هدفًا بل وسيلة للوصول الى الاهداف التي نصبوا اليها، فمن خلال المؤتمر نجمع ما بين كبار الممثلين في الحكومة من رئيس الحكومة وستة وزراء اخرين، وسيكون لدينا من القطاع الخاص العربي وجماهير عربية اخرى، ونريد ان يكون بيننا حوار مشترك كي نطور الوسط العربي اقتصاديًا".