الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 00:02

انتهت الانتخابات واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية - بقلم صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 25/10/13 06:51,  حُتلن: 13:42

صالح نجيدات:

مع انتهاء الانتخابات يجب انهاء حالة الانقسام والتوتر وعلى العقلاء والقاده الاجتماعيين ورؤساء المجالس المحلية والمدن ورجال الدين والتربية وكل انسان ينتمي الى هذا المجتمع أن يبادر الى إعادة اللحمة والوحدة والالفة

اختلافنا أمر طبيعي وله أهمية كبيرة، أي مكان يوجد به بشر يجب أن يكون الحوار هو همزة الوصل بينهم لذا كان لاختلاف الرأي ثقافة، فالاختلاف حق مشروع مادام لم يخرج عن إطار القانون والأدب، وقواعد الاحترام

انتهت الانتخابات للسلطات المحلية في البلاد، والتي احتدم النقاش بها وتشعبت وانقسمت ألاراء وانقسمت العائلة الواحدة على نفسها وتباعدت المواقف وتشنجت وحصلت الجدالات العنيفة والاختلافات، وأحياناً تطاولت فئة على اخرى ولكن بقي كل هذا الجدال تحت السيطرة وضمن المعقول والقانون، صحيح أن التصويت جرى على أساس عائلي أو طائفي وقليل على اساس حزبي وبعيداً عن الديمقراطية، ولكن أرى أن مجتمعنا يسير خطوات صغيرات نحو الديمقراطية ويحاول التقيد بقوانينها. ومع انتهاء الانتخابات يجب انهاء حالة الانقسام والتوتر وعلى العقلاء والقاده الاجتماعيين ورؤساء المجالس المحلية والمدن ورجال الدين والتربية وكل انسان ينتمي الى هذا المجتمع أن يبادر الى إعادة اللحمة والوحدة والالفة والعلاقات الأخوية والمودة والاحترام ورأب الصدع بين جميع شرائح المجتمع حتى تعود الحياة الى طبيعتها، فنحن أهل وجيران ولا يصح أن تبقى العلاقات متوترة .


يجب علينا أن نكون قدوة حسنة لابناءنا والجيل القادم وعلينا أن نعودهم على النهج الديمقراطي ونعلمهم بأن اختلاف الرأي حالة طبيعية فقد اقتضت مشيئة الله أن يخلق الناس مختلفين في قدراتهم الفكرية قال تعالى (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين)، فتختلف بسبب ذلك أنظارهم وإفهامهم، ويعطي هذا الاختلاف والتنوع للحياة مظهر التجدد ويبعدها عن التكرار والروتين، ويمكن من تنويع الإنتاج الإنساني ومن تكثير الصور الفكرية للموضوع الواحد، ويظل هذا الاختلاف المنتج للتنوع، إيجابيا ومفيدا مادام نابعا من تلك الفروق الفطرية، ومن التباين الموضوعي في البحث عن الحق، عندئذ يصبح الحوار ونحن مختلفون ممكنا ويصبح الاحترام المتبادل شرطا لاستمرار هذا الحوار.  الديمقراطية أعطت للإنسان حرية الفكر والكلام والعمل، ولكن ضمن حدود ألا يؤذي نفسه، وكذلك ألا يؤذي الآخرين، سواء بالقول أو الكتابة أو بأي وسيلة أخرى مادية كانت أو معنوية، أو الدعوة إلى التمييز العنصري أو الكراهية أو التحريض على العنف وإثارة الفتنة، كما يجب عدم الإسراف في استخدام هذا الحق بما يتجاوز الحدود القانونية أو يتنافى مع الثوابت العقيديه والقيم الأخلاقية للمجتمع.


تحقيق النهضة والتقدم والتفوق
اختلافنا أمر طبيعي وله أهمية كبيرة، أي مكان يوجد به بشر يجب أن يكون الحوار هو همزة الوصل بينهم لذا كان لاختلاف الرأي ثقافة، فالاختلاف حق مشروع مادام لم يخرج عن إطار القانون والأدب، وقواعد الاحترام، ولكن وللأسف هناك أناس لا يعرفون للحوار ثقافة أبدا، تراهم يطلون عليك بآرائهم، وكأنهم يحملون أسواطا يجلدونك بها، ينادون بحرية الرأي، فإن اختلفت معهم هاجموك ولم يدعوا لك مجالا للمناقشة يمارسون التحيز في الرأي.  إن أصحاب العقول لا يمكنهم أبدا أن يتقبلوا الرأي من أفواه صاخبة، أو أنفس متعالية، إنما الرأي النافع هو الذي يصدر من نفس متواضعة، كريمة الخلق، نبيلة الطبع، لها في الحياة تجربة تشفع لها، وسيرة حميدة تزكيها، يقودها عقل متعلم قادر على التخطيط، والاستنتاج.
وفي النهاية ان حرية الرأي تعد بحق مدخلا مهما إلى الوحدة بين فئات المجتمع، وذلك بما تحدثه في العقول من خصائص منهجية مشتركة تتكون بالتلاقي والحوار والتبادل فتنشأ من ذلك وحدة فكرية بالمعنى المنهجي، تفضى إلى التقارب في التحليل والتعليل والحكم، ينتهي بنا إلى الوحدة في الأهداف، والوحدة في طرق الإنجاز الموصلة إلى تلك الأهداف، أهداف تحقيق النهضة والتقدم والتفوق.

مقالات متعلقة