الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 16:02

على أرجوحة الاقتصاد الإسرائيلي الهش/ بقلم:الشيخ محمد محاميد

كل العرب
نُشر: 21/10/13 18:47,  حُتلن: 17:36

الشيخ محمد محاميد في مقاله:

بلغت نسبة المواطنين الذين يعيشون تحت مستوى خط الفقر من مواطنين دولة إسرائيل "يهود وفلسطينيي الداخل" نسبة 20.9% من مجمل المجتمع الإسرائيلي الكلي بما فيه نحن الوسط العربي

في ظل هذا التخبط الاقتصادي الذي تشهده الحياة الاقتصادية في البلاد مؤخرا تلقى الاقتصاد الإسرائيلي صفعة أخرى وهي الارتفاع الكبير في أسعار الخضروات والتي تندرج ضمن السلع الأساسية في حياة أي مواطن

لا بد من قول كلمة حق لهذه الحكومة الفاشلة على كل المقاييس: إن كنتم غير قادرين على تصريف أمور العامة والإنسان البسيط بتوفير ابسط الاحتياجات الضرورية له فاستقيلوا

إن مهزلة التأخر القياسي للحكومة الإسرائيلية في عملية اختيار محافظ بنك إسرائيل المركزي لما يقارب اربعة اشهر والتي تصدرت المشهد الاقتصادي والسياسي والإعلامي بدولة إسرائيل بزخم كبير مؤخرا، والناتجة أصلا عن الصراعات الداخلية بالحكومة الحالية ما بيّن رئيس الوزراء "بنيامين ناتنياهو" ووزير ماليته "يائير لابيد" والتي حُسمت يوم الاحد الموافق 20.10.2013م باختيار "كارنيت فلوغ" لتخلف المحافظ السابق "ستانلي فيشر" في هذه الوظيفة المركزية بالحياة الاقتصادية.

ضعف الحكومة الحالية
إن هذه المستحدثات تحمل عدة رسائل مباشرة للداخل والخارج وعلى رأسها ضعف الحكومة الحالية المتخبطة بقراراتها والمشتتة كلمتها بين كل من "الليكود بيتنا بقيادة ناتنياهو وافيغدور ليبرمان والبيت اليهودي بقيادة نفتالي بينت" وبين "يش عاتيد" بقيادة يائير لابيد والتنوعا بقيادة تسيبي ليفني"، وكذلك هنالك رسالة لا تقل أهمية عن الرسالة الأولى ألا وهي حالة عدم الاستقرار الاقتصادي بدولة إسرائيل بل قولوا هشاشته وضعفه الذي بات من الواضح رؤيته ولمس اثره حتى في ادنى واقع الحياة، حيث بلغت نسبة المواطنين الذين يعيشون تحت مستوى خط الفقر من مواطنين دولة إسرائيل "يهود وفلسطينيي الداخل" نسبة 20.9% من مجمل المجتمع الإسرائيلي الكلي بما فيه نحن الوسط العربي، وذلك وفق الدراسات والأبحاث التي قامت عليها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD) والتي تشير إلى التدهور الحاد بالاقتصاد الاسرائيلي والذي جعله في قاع لائحة المنظمة المختصة بالدول المتطورة اقتصاديا وتكنولوجيا، مما يدفع الكيان الإسرائيلي إلى العالم الثالث إن استمر الهبوط الاقتصادي على هذه الوتيرة الكبيرة، بالإضافة لذلك لا يمكن توقع أي دعم امريكي او اوروبي ملموس وذلك نظرا لاهتزاز الاقتصاديّن الامريكي والأوروبي على حد سواء.

صفعة أخرى 

وفي ظل هذا التخبط الاقتصادي الذي تشهده الحياة الاقتصادية في البلاد مؤخرا، تلقى الاقتصاد الإسرائيلي صفعة أخرى وهي الارتفاع الكبير في أسعار الخضروات "كالخيار والطماطم وغيرها من الخضروات الاساسية" والتي تندرج ضمن السلع الأساسية في حياة أي مواطن، حيث تقف نسبة غير بسيطة من المجتمع الكلي في البلاد وأخص بالذكر المجتمع العربي الذي يعاني من الضعف الاقتصادي والمادي نتيجة ممارسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة والتي تستهدف اضعاف الوسط العربي وتقليم اظافره كلما نمت وقص أجنحته كلما برزت، وكل هذا بسبب نفاذ المحاصيل الزراعية في "الكيبوتسات" أي عند المزارعين اليهود الذين رفعوا الاسعار كما يفعلون سنويا حتى لا تتأثر أرصدتهم المصرفية، وهذا سيدفع إلى رفع نسبة العائلات التي تعيش تحت مستوى خط الفقر العالمي لا سيما بالمجتمع العربي بالداخل الفلسطيني.

إستقيلوا!
فهنا لا بد من قول كلمة حق لهذه الحكومة الفاشلة على كل المقاييس: "إن كنتم غير قادرين على تصريف أمور العامة والإنسان البسيط بتوفير ابسط الاحتياجات الضرورية له فاستقيلوا، وإذا المحاصيل الزراعية المحلية لا تسد حاجة الاستهلاك المحلي فاستوردوا لنا من الخارج مع اعفاء ضريبي حتى لا يجوع الناس، وكم أتمنى لو أن أحد نوابنا العرب الكرام بالكنيست يرفع مشروع قانون إصلاحي في خانة "التفضيل المُصحح" لمنطقة الجليل والمثلث مضمونه أن يتم السماح للمزارعين العرب بالنزول لحرث الاراضي المصادرة أصلا منهم او منحهم اراضي مشاع عامة عبر تأجيرهم اياها لفترة طويلة "خخيرا" مقابل اصلاحها وزراعتها حتى يكون الناتج المحلي كافي ووافي لسد الحاجة الاستهلاكية المحلية على الاقل، وفي ذلك مصلحة عظيمة لنا بالوسط العربي حيث سيتعزز اقتصادنا وستقل نسبة البطالة المرتفعة في صفوف مجتمعنا والتي صدعوا رؤوسنا بالحديث عليها، حتى تتوفر لأكبر نسبة ممكنة مقومات الحياة الكريمة".

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة