الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 06:02

لم لا نقبل الآخر؟؟/ بقلم زينب خليل عودة

كل العرب
نُشر: 21/10/13 11:58,  حُتلن: 18:23

زينب خليل عودة:

لِمَ لا نتقبل الآخر..؟ كل واحد مصرٌ على رأيه يتمترس في الموقع الذي يراه مناسبا لنفسه صوابا أو خطأ ويرمي حممه باتجاه الآخرين

هذه الرؤية تتحكم في مفاصل الحياة اليومية في أبسط الأمور أو أشدها تعقيدا خاصة المشهد السياسي العربي كل الأحزاب تنادي باحترام حرية الرأي وبالحرية والديموقراطية وصلاح الأمور قولا فقط للأسف

يتكرر المشهد نفسه ما بين الموظف والمسؤول وما بين الطالب والأستاذ بل يتجاوز هذا وذاك ليبلغ علاقة الأخوة في العائلة الواحدة لتتسع هوة الخلاف بين الجميع ويترتب على ذلك فيض من الأنانية والغيرة والغرور والاستكبار

يتراءى لعينيَ وأنا أستهل كلامي بهذه السطور.. هذا السيل من المذابح الدموية تتحفنا بها شاشات الفضائيات والأخبار في كل يوم، وفى كل بلد عربي على وجه الخصوص من العراق الى اليمن الى مصر وسوريا وليبيا وغيرها، ولا تقتصر على الدم المسفوك بل تتعداه إلى السياسة والعلاقات الاجتماعية والثقافة والرياضة ، باعتبارها المحاور الأساسية التي تدور في فلكها حركة الشعوب، ومنها الشعوب العربية، وحينما يشط بك التفكير لتتجول بين الفصائل والأحزاب منطلقا من البيت والشارع والمدرسة والجامعة والمؤسسة، يواجهك الصخب والصوت العالي والتعدي، والعنف والنزاع المباشر على كل ما يحيط بك ويعنيك.

الإستفادة من عباءة الدين
هنا يواجهك السؤال المركزي: لِمَ لا نتقبل الآخر..؟ كل واحد مصرٌ على رأيه يتمترس في الموقع الذي يراه مناسبا لنفسه صوابا أو خطأ، ويرمي حممه باتجاه الآخرين. هذه الرؤية تتحكم في مفاصل الحياة اليومية في أبسط الأمور أو أشدها تعقيدا . خاصة المشهد السياسي العربي، كل الأحزاب تنادي باحترام حرية الرأى وبالحرية والديموقراطية وصلاح الأمور قولا فقط للأسف. ولكن ما إن تتولى مقاليد السلطة هذه الفئة أو تلك ..؟ لتتبرأ من كل التزاماتها وما نادت به في تاريخها الطويل والأدهى والأمر أنها تسخر كل طاقاتها ووسائل الاعلام المختلفة والاتصال في بث الدعاية لها والتضليل والكذب وحتى اباحة ارتكاب المجازر ونزيف الدم هنا أو هنالك وبات المشاهد مضلل مغفل يبحث عن الحقيقة ولكن أين ؟ في مستنقع ووحل الاعلاميين والفيس بوك التوتير والقنوات الفضائية وغيرها ...وللأسف نرى بأعيننا تدمير الدول والأفظع تدمير المجتمعات العربية وهيكلة بنائها على أساسي ديني وعرقي وطائفي .. بل فاق التصور في لبس عباءة الدين وقت الاستفادة منها ثم التشبث بمبادئ أخرى للاستفادة أكثر وحكم العسكر وحكم المصالح وحكم الشياطين باتت مرجعيات قذرة لمستقبل مظلم وفق خطط جهنمية يقف من خلفها جهات داخلية وأخرى خارجية على رأسها أمريكيا واسرائيل والغرب وللأسف الشعوب العربية تساعد وتمرر تلك المخططات بكثرة الشر والباطل والمصالح وسياسية إما أنا وإما أنت .. وإما معي او ضدي .

الخلاص لا يصح إلا بالتعددية 
يتكرر المشهد نفسه، ما بين الموظف والمسؤول وما بين الطالب والأستاذ.. بل يتجاوز هذا وذاك ليبلغ علاقة الأخوة في العائلة الواحدة، لتتسع هوة الخلاف بين الجميع، ويترتب على ذلك فيض من الأنانية والغيرة والغرور والاستكبار والحقد والعداوة وأمراض نفسية تنخر بنية المجتمع، بعيدا من التجرد والتنافس الشريف، لتتحكم الأنا في أخلاق البشر وأديانهم ومبادئهم، وتتفاقم وتبلغ حد التكفير وإباحة الدماء وفتاوى القتل وقطع الرؤوس وانتزاع القلوب من أدنى الرحمة تتحلى بها الحيوان بها .
أسئلة كثيرة تتمحور حول سؤال مركزي وحيد. ( لم لا نتقبل الآخر..؟!) وأين يكمن الخلل..؟ أيكون في أنفسنا وضمائرنا وثقافتنا.. وفى النخب؟ أم يكون في واقع مجتمعنا وظروفنا وجملة أحوالنا..؟ أو لعل المشكلة في مكان آخر.. فيمن يدبر ويخطط هنا وهناك..!؟ ونحن صم عميٌ بكم لا يرون ولا يسمعون ؟؟ كالقطيع نسير.. فمتى سندرك أن الاختلاف رحمة..؟ ألم يقل الله في كتابه العزيز: لو شئنا لجعلنا الناس أمة واحدة..؟ فمتى سندرك أن الخلاص لا يصح إلا بالتعددية وبالشراكة الحقيقية والعدالة المدركة لما يتربص بنا وبأمتنا وبالإسلام الصحيح المعتدل الحق المنفتح على الاخر يحترمه ويحاوره..؟

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

 

مقالات متعلقة