الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 23:02

من يزعجه صوت الأذان في يافا فليرحل /بقلم: الشيخ محمد محاميد

كل العرب
نُشر: 08/10/13 18:20,  حُتلن: 11:01

الشيخ محمد محاميد  في مقاله:

المؤسسة الإسرائيلية أقامت كيانها على انقاض نكبة شعب آخر تم تهجيره قسرا من ارضه وبلاده

يا هؤلاء إن هذه المساجد التي صمدت على مدار ستة عقود ونصف بوجه مؤامراتكم ومؤامرات أسلافكم لن تخضع أبدا لمطالبكم الظالمة، فهي أوتاد صمودنا وثباتنا وبقائنا

دأبت المؤسسة الإسرائيلية عبر اذرعها المختلفة بطمس هوية بلادنا حيث قامت بهدم ما يزيد عن 1200 مسجد عام النكبة وتحويل عشرات المساجد لمعابد يهودية ولخمارات ولمطاعم وبلغ الامر إلى تحويل بعضها إلى حظائر للبقر

 لن يكون من الغريب والعجيب أن نسمع أصوات خبيثة تطالب بحظر الأذان ومنعه بالمدن الساحلية "يافا واللد والرملة وحيفا وعكا" لأمثال عضو الكنيست السابقة عن حزب اسرائيل بيتنا انساتاسيا ميخائيلي وأمثال رئيس قائمة حزب الليكود بمنطقة تل ابيب ويافا ارنون جلعادي

إن البشرية تنقسم لشعوب وأمم، وهذا الأمم تختلف عن بعضها البعض حضاريا وأخلاقيا وإنسانيا، فمن هذه الأمم من تسلق سلم الحضارة الإنسانية وتصدرها بتعاليم شريعته وبدماثة أخلاقه وسمو مقاصده، ومنها من انحدر بسوء فكره وحقده إلى أسفل اللائحة الحضارية للأمم، وحينما نتحدث عن الحضارة نقصد الحضارة الإنسانية التي لا تسلب من الناس حرياتهم ولا تغتصب إراداتهم ولا تظلم الأمم الأخرى، وهذه الحضارة الإنسانية لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بالتقدم التقني والازدهار المادي، فمنظومة التطور التقني ينبغي أن تأتي لخدمة الإنسانية وليس لاحتكارها واحتقارها، فلا ترقى كل الأمم والشعوب لتحقيق هذه المفاهيم السامية، ولا تحققها إلا الأمم الأصيلة وأما الشوب التي لا أصل لها فمن العسير عليها أن ترتقي إلى هذه الدرجة الرفيعة من الفهم الإنساني.

ما كتبت هذه المقدمة إلا لتبيّين مكانة المؤسسة الإسرائيلية وأذنابها على لائحة الحضارة الأممية، فهذه المؤسسة أقامت كيانها على انقاض نكبة شعب آخر تم تهجيره قسرا من ارضه وبلاده، وبعد ما نجحت بإقامة كيان لها على أرض ابائنا وأجدادنا بمساعدة الاحتلال الانجليزي حينها أصدرت وثيقة استقلالها المشهورة في تاريخ 14.5.1948م والتي نصت أن أرض فلسطين هي الوطن القومي لليهود، وبدأت على الفور بتنفيذ أكبر مشروع سلب ونهب وتزييف للحقائق في التاريخ البشري.

طمس هوية بلادنا
حيث دأبت المؤسسة الإسرائيلية عبر اذرعها المختلفة بطمس هوية بلادنا حيث قامت بهدم ما يزيد عن 1200 مسجد عام النكبة وتحويل عشرات المساجد لمعابد يهودية ولخمارات ولمطاعم وبلغ الامر إلى تحويل بعضها إلى حظائر للبقر كمسجد عين الزيتون بقضاء صفد وجرف عشرات المقابر بالإضافة لانتهاكات أخرى لمقدسات النصارى، فالمؤسسة الإسرائيلية تعي جيدا أن هوية الأرض تُعرف بمقدساتها ولذلك سعت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على هدم المقدسات الإسلامية وجرفها إلى أن وصل بها الحال بالمطالبة بل بإخراس مآذن بعض المساجد العامرة بالمُصلين، وهذه السياسات تثبت للقاصي والداني أن الصراع على أرض فلسطين ليس سياسيا ولا اقتصاديا إنما هو صراع عقائدي ديني بحت.

أصوات خبيثة
فبعد عرضي لكل هذه الحقائق التاريخية والآنية التي نعيشها في يومنا هذا، لن يكون من الغريب والعجيب أن نسمع أصوات خبيثة تطالب بحظر الأذان ومنعه بالمدن الساحلية "يافا واللد والرملة وحيفا وعكا" لأمثال عضو الكنيست السابقة عن حزب اسرائيل بيتنا انساتاسيا ميخائيلي وأمثال رئيس قائمة حزب الليكود بمنطقة تل ابيب ويافا ارنون جلعادي، حيث اصدرت مؤخرا قائمة حزب الليكود المنافسة على مقاعد بلدية تل ابيب يافا حملتها الانتخابية التي لم تتطرق فيها لبرامجها التربوية والاقتصادية ورؤيتها في تطوير البنية التحتية والمواصلات بقدر ما استهدفت الوجود الإسلامي الأصيل بمدينة يافا، حيث طالبت بإخراس صوت المآذن التي تُزعج السكان اليهود بمدينة يافا بالإضافة لدعوتها لإحياء الهجرة اليهودية لمدينة يافا لتصبح مسكنا ومرتعا للشباب والطلاب الجامعيين اليهود وبينما تعيش المدينة أزمة سكن خانقة في ظل صمت المؤسسة الإسرائيلية، وكل هذه الدعاوي جاءت تحت مُسمى استرداد يافا وبتعبيرنا تهويدها لا سمح الله.

مطالب ظالمة
فأحب أن أقول لجلعادي ومن لف لفه من المُفلسين سياسيا وأخلاقيا والمُجردين من القيّم الإنسانية الذين تصاعد الدخان الأسود من قلوبهم المتأججة حقدا على الإسلام والمسلمين ليُعمي أبصارهم ويصُم اذانهم لتطاول السنتهم المعوّجة لتهاجم وجودنا على ارضنا، فيا هؤلاء إن هذه المساجد التي صمدت على مدار ستة عقود ونصف بوجه مؤامراتكم ومؤامرات أسلافكم لن تخضع أبدا لمطالبكم الظالمة، فهي أوتاد صمودنا وثباتنا وبقائنا فلن نسمح لأحد أي كان بالعبث فيها أو بمصادرة صوت اذانها وإخراسه، ويا هؤلاء إن كان صوت الاذان يزعجكم بحق بيافا او بغيرها، فاحزموا امتعتكم وعودوا من حيث اتيّتم لأن هذه الارض تأبى وترفض أن لا تُعبر عن هويتها خمس مرات في اليوم!.

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة