الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 19:01

جرائم القتل في مجتمعنا.. الى متى؟!/ بقلم: الدكتور صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 02/10/13 16:35,  حُتلن: 13:12

الدكتور صالح نجيدات في مقاله:

هنالك فوضى وانفلات في قرانا ومدننا وإذا لم توضع خطط لعلاج هذا الانفلات سوف يعاني الجميع من هذا الوضع وستصل الجريمة الى باب كل منزل في مجتمعنا

للأسف هذه الجرائم النكراء نتيجة العنف تزداد من يوم الى يوم وأصبح الإستهتار بأرواح البشر شيئا عاديا ولا رادع له وتقف أجهزة الشرطة عاجزة أو غير راغبة في القضاء على تلك الظاهرة الخطرة

البارحة قتل شاب من مدينة راهط في النقب طعنا بالسكين ولا يمر أسبوع دون حدوث جريمة قتل في مجتمعنا وكأن  الوضع أصبح طبيعيا وهذا الوضع يمر مر الكرام على قيادات مجتمعنا وكذلك على قيادة الشرطة

جرائم بشعة تقع في مجتمعنا نتيجة شجارات عائلية أو صراع بين عصابات الجريمة على مناطق نفوذ أو سيطرة على تجارة المخدرات، وكذلك تصادمات وتصرفات الشباب في المجمعات التجارية وعلى شواطىء البحار يروح ضحيتها شاب في مقتبل العمر، إما طعنا بسكين أو بإطلاق نار بعد مشاجرة في مكان عام وأمام مرتادي المجمعات التجارية وبغياب واضح لرجال الشرطة.

انفلات أمني
للأسف هذه الجرائم النكراء نتيجة العنف تزداد من يوم الى يوم وأصبح الإستهتار بأرواح البشر شيئا عاديا ولا رادع له، وتقف أجهزة الشرطة عاجزة أو غير راغبة في القضاء على تلك الظاهرة الخطرة المتمثلة في العنف بين الشباب والمشاجرات التي تسفك بها الدماء لأتفه الأسباب، في غياب كامل للأجهزة الأمنية التي تصل وتتواجد بعد إتمام الجريمة، ولذا يجب أن يضغط القيادات الإجتماعية وأعضاء الكنيست العرب على الشرطة للحد من تلك الجرائم ومنع هذه الظاهرة حتى لا تتفاقم ويكون هناك انفلات أمني كبير وواضح تعاني منه العائلات العربية.

وضع طبيعي!
البارحة قتل شاب من مدينة راهط في النقب طعنا بالسكين، ولا يمر أسبوع دون حدوث جريمة قتل في مجتمعنا، وكأن  الوضع أصبح طبيعيا وهذا الوضع يمر مر الكرام على قيادات مجتمعنا وكذلك على قيادة الشرطة، وكأن الأمر لا يخصهم ولا علاقه لهمبهذا الموضوع، ولا يوجد من يبحث عن أسباب الجريمة، وكذلك قيادة الشرطة لا تضع خطط في كيفية علاج هذه الظاهرة الخطيرة التي تعرض أمن واستقرار مجتمعنا العربي الى الخطر الشديد. السؤال لماذا ارتفعت معدلات الجريمة والعنف في مجتمعنا؟ ولماذا غابت روح التسامح والإحترام بين الناس وأصبحتروح الانسان رخيصة؟ بالرغم من أن الدين وقيمنا وعاداتنا تحثنا على احترام وتقديس الروحالبشرية؟

أسباب الجريمة
الأمر المؤكد أن أسباب الجريمة تكمن في التمزق والتفكك الأسري وارتفاع معدلات الطلاق وازدياد العنف الأسري الذي حتما يؤثر على الأولاد ويجعلهم يميلون الى العنف، وضعف الروابط الإجتماعية بين أفراد المجتمع وتفشي استعمال المخدرات والمشروبات الكحولية وعدم تربية الأولاد تربية صالحة، وتسربالطلاب مبكرا من المدارس وضعف سلطة الأب وسلطة القانون وتقييد المعلمين في المدارس من استعمال "الصفعة التربوية" عند الحاجة لتربية الأولاد، وغياب مؤسسات المجتمع من أخذ دور فعال في علاج هذه الظواهر السلبية في المجتمع.

استهتار شبابي مزعج
هنالك فوضى وانفلات في قرانا ومدننا، وإذا لم توضع خطط لعلاج هذا الانفلات سوف يعاني الجميع من هذا الوضع، وستصل الجريمة الى باب كل منزل في مجتمعنا. على الأجهزة الأمنية الإهتمام بالأماكن التي يرتادها الشباب في الأسواق والمجمعات التجارية، وكذلك التواجد في القرى وبالذات في هذه الأيام قبل انتخابات السلطات المحلية، لتخفيف التوتر ويجب توزيع قوة كافية من رجال الشرطة تراقب وتفتش وتتواجد في تلك التجمعات العامة لمنع ارتكاب تلك الجرائم والمحافظة على الأرواح والممتلكات والحد من الاستهتار الشبابي المزعج.

توجيه وتوعية
إن ظاهرة العنف والقتل واستعراض القوة لا بد لها أن تعالج بالتوجيه والتوعية والتشدد من قبل الدولة وأجهزتها الأمنية والإعلامية والتربوية والدينية، ويجب على الكنيست سن قوانين صارمة ورادعة، مع الإهتمام والرقابة الفعلية من قبل الأسرة لأبنائها الشباب ونصحهم بعدم الاستهتار بالقوانين والنظم وعدم الخروج عن الآداب العامة والبعد عن المشاجرات والمشاحنات، ويجب توعية الأبناء واستغلال أوقات فراغهم بما ينفعهم والتمسك بتعاليم الدين المسيحي والاسلامي العظيم وآدابه وتشريعاته التي تعالج كل المشكلات، بدل التسكع في المجمعات واستعراض العضلات والتحرش بالآخرين. رحم الله الشاب المغدور من مدينة راهط وعظم الله أجر ذويه وإخوانه ورزقهم الصبر والسلوان، ونتمنى أن تكون هذه الجريمة هي الأخيرة في مسلسل إزهاق الأرواح بمشاجرات وأعمال عنف في المجتمع العربي الذي تميز في الماضي بالإحتراموالرقي وتقديس الروح البشرية والحياة، وحث على التعايش السلمي بين أطياف المجتمع بعيدا عن العنف والاستهتار والانفلات الأمني والأخلاقي.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة