الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 12:01

رد أولي على مقالة نبيل عودة/ بقلم: د. محمد خليل

كل العرب
نُشر: 01/10/13 10:03,  حُتلن: 13:15

د. محمد خليل في مقاله:

أستغرب دفاع الأخ نبيل عن خطأ بل منزلق المحامي جواد بولس ومحاولته العبثية الوقوف إلى جانبه في مأزقه الخطير الذي فاجأ الجميع

حين ترافع جواد بولس يا سيد نبيل عن الأسرى الفلسطينيين لم يفعل ذلك تطوعًا أو مجانًا فقد قبض لقاء أتعابه أموالاً طائلة وكسب أرباحًا وفيرة

موقف السيد نبيل ضغثًا على أبالة وبدل أن يصوّبه ويرده إلى طريق الحق ويطالبه بالاعتذار لأن الرجوع إلى الحق فضيلة راح يدافع عنه ويبرر الخطأ بالخطأ

أنت تدعي أن المشكلة في الاستيعاب أو في فهم المقروء من أين لك هذا الإدعاء وتلك الجرأة؟؟ لا أحد يفهم المحامي جواد بولس سواك؟؟ يبدو حقًا وفعلاً أن كليكما تفهمان أحدكما الآخر!!

يخلط الأخ نبيل، بمقالته المذكورة، الأوراق بعضها ببعض، على نحو غريب عجيب، ناهيك بأن ما يورده بمقالته يعج بالمغالطات ولا أقول بالافتراءات التي تهدف إلى قلب حقائق الأمور رأسًا على عقب، وأخذ القارئ إلى متاهات معتمة لا تمت إلى الموضوع بصلة، فيخلط الحابل بالنابل، حتى تضيع المسألة الرئيسية، وكأن شيئًا لم يكن، وتلك محاولة أشبه ما تكون بمن جاء ليكحلها، أو بالهروب إلى أمام، وهو أمر مؤسف لا بل ومحزن.

تصريحات عنصرية
أستغرب دفاع الأخ نبيل عن خطأ بل منزلق المحامي جواد بولس، ومحاولته العبثية الوقوف إلى جانبه في مأزقه الخطير الذي فاجأ الجميع، خاصة ونحن بغنى عنه، ولم يكن أحد يتوقع أن يصدر عنه مثل تلك التصريحات العنصرية. وفي الحق، لقد جاء موقف السيد نبيل ضغثًا على أبالة، وبدل أن يصوّبه ويرده إلى طريق الحق ويطالبه بالاعتذار، لأن الرجوع إلى الحق فضيلة، راح يدافع عنه ويبرر الخطأ بالخطأ، بلغة خشبية يكررها نبيل من حين لآخر، ويتستر خلف ديماغوجية مفلسة، وهذا أمر آخر مؤسف ومؤسف جدًا .

النهج الطائفي
لا يساورني أدنى شك بأن المحامي جواد بولس قد أساء حتى إلى الجبهة نفسها وإلى السيد رامز جرايسي نفسه، من حيث يدري أو لا يدري. فإن كان هكذا هو خطاب المحامي جواد بولس "الوطني" والمعدود من النخبة في مجتمعنا، فلا عتب بعد اليوم على الأناس العاديين. إن تفوهًا كهذا غير لائق البتة ومدان من كافة أوساط شعبنا على اختلاف مشاربهم. وعلى المسئولين في الجبهة إدانة مثل تلك السلوكيات دون مواربة. لم يُنتخب توفيق زياد لأنه مسلم ولا انتخب توفيق طوبي لأنه مسيحي ولا انتخب ماير فلنر لأنه يهودي وكذا رامز جرايسي، بل لأنهم جميعًا خرجوا من البيت الجبهوي والحزبي، على هذا الأساس كان حريًا بكما أنت وجواد، وهو المحامي، الدعوة إلى ترسيخ ذلك النهج الجبهوي الذي يمقت الطائفية والعنصرية ويكافحها، لا الدعوة إلى إضعافه ليحل محله النهج الطائفي أو العنصري البغيض!

عنصرية مفضوحة وبغيضة
كل من يدعو أو يتحدث أو يكتب بروح طائفية أو مذهبية لا يمكن أن يكون وطنيًا أبدًا، لأن تلك عنصرية مفضوحة وبغيضة، تفرّق بدل أن توحد، حتى لو ادعيت أنت عكس ذلك، أو حاولت تخريجها كما يحلو لك، بحذلقة هنا أو فذلكة هناك، فهذه حقيقة موضوعية وعلمية لا يمكن دحضها أو إنكارها. أنت تدعي أن المشكلة في الاستيعاب أو في فهم المقروء، من أين لك هذا الإدعاء وتلك الجرأة؟؟ لا أحد يفهم المحامي جواد بولس سواك؟؟ يبدو حقًا وفعلاً أن كليكما تفهمان أحدكما الآخر!! وأخشى ما نخشاه أن تكون شريكه في الرأي بذلك المنزلق الخطير!! لا يا سيد المشكلة في ما هو مكتوب، المشكلة في الكاتب لا في القارئ. ممنوع ثم ممنوع منعًا باتًا التفوه شفهيًا أو كتابيًا بأية ألفاظ تنضح بالطائفية أو المذهبية العنصرية، هذا ادعاء باطل ومردود، لأن المخاطر كثيرة وقد لا يتوقع أحد أبعادها ومضاعفاتها، فعود ثقاب صغير كفيل بإشعال نار كبيرة، ولنتوقع بالمقابل أن لكل فعل رد فعل!! لا يمكن ومن غير المعقول تحت أي ظرف أو أية ذريعة أو أي تبرير التلفظ أو التصرف هكذا. يجب أن نربي أولادنا وبناتنا على الأخوة والمحبة والتسامح لأننا أبناء شعب واحد ومجتمع واحد، نتقاسم رغيف العيش والحلو والمر. هنا تكمن المشكلة في التربية وفي الخطاب .

رفض التيارات الأصولية
حين ترافع جواد بولس، يا سيد نبيل، عن الأسرى الفلسطينيين لم يفعل ذلك تطوعًا أو مجانًا فقد قبض لقاء أتعابه أموالاً طائلة وكسب أرباحًا وفيرة، ولم يكن الوحيد كما ادعيت، بل تذكر أنت وغيرك فليتسيا لانغر وليئة تسيمل وغيرهما ممن ترافعوا عن الأسرى الفلسطينيين وهما من أبناء الشعب اليهودي!؟ التيارات الأصولية مرفوضة رفضًا تاماً ولا حاجة للتهويل والاحتماء بمثل تلك الأقاويل الهشة والواهية. أتعجب مما تدعيه بأنك لا تسمع صوتًا واحدًا يقول لمثل تلك الشعارات: كفى!! يبدو أنك تتجاهل الأمور عن عمد وسابق إصرار وهذا سيء جدًا. ففي قولك هذا إجحاف وظلم وإنكار لا يفعله إلا مكابر ومعاند، ولا أقول أكثر من ذلك. سوف نبقى على العهد مخلصين لمبادئنا في حماية مجتمعنا من أي شر أو تشرذم، وكلما أطلت فتنة الطائفية أو المذهبية برأسها، من أي مصدر كان، سوف نقف لها بالمرصاد ونتصدى لها لندفنها قبل أن ترى النور. لم ننس بعد مقالتك التهجمية والمحرضة الموسومة بـ "ملك طائفة جديد..قريبًا في بيروت"! في إحدى الشخصيات المعتبرة والمرموقة في لبنان وغيرها وغيرها. لم ننس حينما تم الاستغناء عن خدماتك أنت والمرحوم سالم جبران في صحيفة الأهالي لأسباب لا يجهلها أحد. أستغرب أنك تدافع اليوم عن الجبهة وبالأمس القريب طالما كنت تهاجم الجبهة من على كل منبر، وأنت ابنها منذ كنت تعمل في إيران على زمن الشاه بائد العهد. أعتقد أن أسباب تناقص أبناء شعبنا والأشقاء من الطائفة المسيحية، في بلادنا، تكمن لديهم هم أنفسهم، وعلى الرغم من أنه يضيق المجال هنا لتعدادها، إلا أنه لا بأس من ذكر بعضها، الأسباب داخلية وذاتية واقتصادية وبحثًا عن الهدوء والرفاهية والطمأنينة النفسية والمادية، ومنهم من يهرب من المواجهة ووجع الرأس، ويتركها لغيره وكأن الأمر لا يعنيه، لا كما تدعي أنت. طبعًا لا أحد ينكر العوامل والأسباب الخارجية الأخرى. وموضوع الهجرة إلى خارج فلسطين ليس حديث العهد، ولا وليد اليوم، فهو قديم منذ زمن الأتراك العثمانيين والانتداب الانجليزي وهكذا دواليك. حتى أبناء الطائفة الواحدة والبيت الواحد، ومن كل الطوائف يتخاصمون ويتقاتلون فأين الغرابة والتعجب؟؟ وفي السياق ذاته، فتلك الآفة أي التنازع والتخاصم والخلاف، كما يبدو، باتت كالوباء تفتك في مجتمعاتنا العربية .

الرجال مواقف
أنت تبتعد عن الموضوع كثيرًا يا سيد نبيل. لا أحد ينكر الأيادي البيضاء للمؤسسات الكنسية والتبشيرية والمساهمات الجليلة التي قدمتها لشعبنا في بلادنا وفي سائر الأقطار العربية، وآخرها موقف قداسة البابا من الأزمة السورية، على النقيض التام من مواقف بعض المشايخ ممن يدعون الإسلام، فالرجال مواقف. نحن نعرف ذلك ونقدره ونحترمه، فلماذا هذه الاتهامات وما علاقة ذلك بما ارتكبه جواد بولس من خطأ صارخ، وحماقة بلهاء؟؟ هل هو للاحتماء والدفاع عن الخطأ؟؟ يعرف القاصي والداني أن آباء القومية العربية ورواد النهضة العربية الحديثة من المحيط إلى الخليج وفي سوريا ولبنان ومصر تحديدًا، وكثر من رجالات الوطنية الفلسطينية، منذ بدء القضية الفلسطينية، هم من أشقائنا أبناء الطائفة المسيحية، لكن ما علاقة ذلك؟؟ هل تريد أن تقول لعلّ ذلك يشفع لجواد كبوته؟؟ أستغرب أنك لا تذكر ما يحاك من مؤامرات غربية قذرة ضد أشقائنا من أبناء الديانة المسيحية في كثير من الأقطار العربية في العراق وفي سوريا ولبنان ومصر لتهجيرهم من أوطانهم والاعتداءات المبرمجة على الكنائس ودور العبادة الخاصة بهم، فالمؤامرة عالمية وغربية واضحة وضوح الشمس. إن الرد يجب أن يكون بزيادة التلاحم والتكاتف بين أبناء الشعوب العربية قاطبة على أسس من المحبة والاحترام المتبادل والمشاركة الحقيقية في السراء والضراء، وعلى أسس حضارية وآفاق من الوعي والوطنية لا في إخفاء الرؤوس في الرمال، وتجاهل الأسباب الحقيقية، وافتعال أسباب وهمية، فالوعي والثقافة والعقل أسس لا غنى عنها. لا أحد يؤيد الشعارات المسيئة تحت أي ظرف أو مبرر، وهي موجودة في كل شرائح المجتمع فلماذا تنكر ذلك؟؟ هل يخلو منها مجتمع؟؟ هل تخلو منها طائفة؟؟

التعالي عن الطائفية
كنت أتوقع منك أن تعود إلى صفوف الجبهة في هذا الظرف بالذات، فلا يكفي أن تمدح مواقفها وتؤيد ممثليها بالأقوال فقط، وأن تدعو إلى تكثيف الجهود وتعميق الوعي، بتقبل الآخر ونشر التثقيف والتوعية الفكرية وعقد الحلقات والندوات بين مختلف شرائح شعبنا .كان الأجدر بك أن تتعالى عن الطائفية لنصل إلى مجتمع خال منها قدر الإمكان، إلى مجتمع جبهوي يضم كل أبناء وبنات شعبنا، لا مجتمع ديني تنخره القبلية والطائفية والمذهبية. أخيرًا، كلي أمل أن لا تتهمني بعدم القدرة على الاستيعاب وفهم المقروء.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة