الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 15:02

ماذا بقي من هبة القدس والأقصى وذكراها؟/ بقلم: نضال محمد وتد

كل العرب
نُشر: 28/09/13 13:35,  حُتلن: 15:58

نضال محمد وتد في مقاله:

الأحزاب السياسية بعد أن تراجعت قوتها في السلطات المحلية لم تعد قادرة على التكشير عن أنيابها في وجه الرؤساء المارقين على الخط الوطني

يبدو أن الكل هناك "في سرايا المتابعة" متفقين على "ضرورة عدم إضاعة الوقت الثمين المتبقي للانتخابات المحلية" وبالتالي دعونا نتفق وبدون طول سيرة على مسيرة مركزية واحدة حتى نتفرغ كليا لأمهات المعارك في القرى والبلدات المختلفة

نحيي الذكرى السنوية لهبة القدس والأقصى فلا ندوات ولا محاضرات ولا رسائل أو بيانات حتى رسالة وتوجيهات لجنة متابعة التعليم العربي لتخصيص حصتين عن أحداث هبة القدس والأقصى تبقى رهينة مواقف وضوابط كل مدير على انفراد

أعتقد أن الجواب الحقيقي والصريح يجب أن يكون: لا شيء سوى معسول الكلام وخطوات إسقاط الواجب... فإذا كانت ذكرى يوم الأرض، ومدلولاتها احتاجت إلى ثلاثة عقود كاملة ليصبح إحياءها مسألة فيها نظر، فقد كفى هبة القدس والأقصى أقل من عقد ونصف لتتحول الهبة وذكراها وذكرى شهدائها إلى عبء "نفسي" على الأحزاب والحركات السياسية الفاعلة في الوسط العربي في إسرائيل. وزاد الطين بلة تصادف الذكرى هذا العام مع انشغال الأقطاب والرؤوس في الدفاع عن المواقع والحصون والثغور المفتوحة في المجالس المحلية.

مهرجانات خطابية
والواقع أنه لا يمكن أن نلوم الناس عن الإحجام على المشاركة الفعالة والجماهيرية في نشاطات لجان المتابعة والقطرية، بعد أن ملوا في الأعوام القليلة الماضية مظاهر الاحتراب الحزبي والفئوي داخل صفوف اللجنة، من جهة، وفي "ميادين إحياء الذكرى" وتحول هذه المناسبات إلى مجرد مهرجانات خطابية، وساحات لاستعراض القوى. وكما لا يمكن أن نلوم الناس، فإننا إذا أردنا أن لا نجانب الحقيقة، نجد لزاما علينا أيضا، أن لا نلوم لجنة ترهلت وتكلست قواها بعد أن تم شقها وتنفيس طاقاتها المحتملة المتمثلة في رؤساء السلطات المحلية، لأن الأحزاب السياسية، بعد أن تراجعت قوتها في السلطات المحلية (لا زالت الجبهة تحتفظ ببعض المواقع)، لم تعد قادرة على التكشير عن أنيابها في وجه "الرؤساء المارقين على الخط الوطني" حتى لا يشكر هؤلاء بدورهم عن أنيابهم عند انتخابات الكنيست.

مسيرة مركزية
واليوم ونحن نقترب من هذه الذكرى، نلاحظ أن هذه هي المرة الأولى ، التي يتخذ فيها قرار بتنظيم مسيرة مركزية في كفرمندا، دون أن يكون القرار مصحوبا بصخب البيانات النارية عن هبة القدس والأقصى، أو عن بطولات ممثلي حزب دون غيره في المطالبة بإضراب عام، ومسيرة... إذ يبدو أن الكل هناك "في سرايا المتابعة" متفقين على "ضرورة عدم إضاعة الوقت الثمين المتبقي للانتخابات المحلية" وبالتالي دعونا نتفق وبدون طول سيرة على مسيرة مركزية واحدة حتى نتفرغ كليا لأمهات المعارك في القرى والبلدات المختلفة، وأعني المعركة الانتخابية للسلطات المحلية، فكل قرية تصبح "قلعة" وكل مدينة تصبح "حاضرة العرب والوطن" والمهم ألا نخسر أمام العدو -وهو بالمناسبة مجرد مرشح عائلي، سواء كان مرشحا عائليا معلنا وعلى رؤوس الأشهاد" أم مرشح عائلي يختبئ وراء راية وشارة أحد الأحزاب العربية-.

هبة القدس والأقصى
هذا هو حالنا اليوم ونحن نحيي الذكرى السنوية لهبة القدس والأقصى.. فلا ندوات ولا محاضرات ولا رسائل أو بيانات، حتى رسالة وتوجيهات لجنة متابعة التعليم العربي لتخصيص حصتين عن أحداث هبة القدس والأقصى، تبقى رهينة مواقف وضوابط كل مدير على انفراد، وكل معلم على حدة...

الأحزاب الوطنية والقومية
ولو نظرنا إلى أساس الهبة لوجدنا أن الأحزاب الوطنية والقومية منها، تكاد تكون مشغولة حتى عن الانتهاكات المتكررة للأقصى، فيما يبدو كتقاسم وظيفي، فالحركة الإسلامية الشمالية تحتكر موضوع الأقصى، بينما يركز التجمع اليوم على مخطط برافار، علما بأن الحركتين معا رسختا بعد هبة القدس والأقصى ثوابت وطنية تجلت يومها بسد الطريق على من دعوا بعيد الهبة للتصويت لبراك، وعلى كل من حاولوا تمرير صفقات بيغن وريفلين المشبوهة في النقب.

ثوابت العمل المحلي
إحياء الذكرى هذا العام، يُلزم الأحزاب بالعودة إلى ثوابت العمل المحلي، على نطاق الداخل، قبل الانشغال بسوريا ومصر، على أهمية ذلك. فحماية إنجازات هبة القدس والأقصى على صعيد الوعي الوطني والهوية الفلسطينية لشبابنا وأبنائنا يأتي من تكثيف العمل هنا. فحتى يكون لشبابنا بعده الوطني القومي أو الإسلامي في نظرته لما يدور حول لا بد لنا أن نزرع في نفسه هذه الهوية والانتماء الصحيح، لا أن تركه عرضة لمشاريع الأسرلة التي تعود بقوة أكبر اليوم، تحت مخططات وبرامج تمررها وزارة الأمن الداخلي ووزارة التربية والتعليم من خلال فائض ميزانيات تأخذها السلطات المحلية ويتلقفها الرؤساء لتنفيذ وعودهم الانتخابية، حتى لو كان مصدرها وزارة الأمن الداخلي، وهدفها تمرير الخدمة الوطنية وتشويه الهوية الوطنية.
 

مقالات متعلقة