الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 12:01

طرق الموت/ بقلم: الدكتور صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 27/09/13 09:11,  حُتلن: 14:24

الدكتور صالح نجيدات في مقاله:

قبل عدة أيام قتل شابان من أقاربي من قرية النجيدات بالقرب من مفرق جولاني عليهما رحمة الله بسبب حادث طرق أليم ولا يمر أسبوع دون حدوث حوادث طرق قاتلة معظمهم من المواطنين العرب

في الطرق بين القرى العربية تقع عشرات الحوادث المرورية القاتلة يروح ضحيتها بعض الأبرياء والسبب ليس السرعة فقط بل تصميم وشقق الطرق حيث تجد المنعطفات والحفر والطرق المشوشة والضيقة

في بعض الأحيان نجد أن إهمال أو تقصير من  رجال شرطة  المرور أو قصير دائرة الأشغال في إصلاح الشوارع قد يكون سبباً وعاملاً في وقوع الحادث أو بسبب نقص أو عدم وجود الإشارات المرورية في الطرق الخارجية

كثير منا تجول في بلدان العالم المختلفة، ولا شك أنه لاحظ أن بلدان العالم المختلفة وانطلاقا من مسؤولياتها تجاه شعوبها تقوم بتجنيبهم الخطر وتوفير مستلزمات السلامة لهم على الطرق، سواء بشكل إرشادات أو قوانين أو تصاميم، إلا عندنا هنا في البلاد حيث لا تولي الحكومة سلامة المواطنين وبالذات المواطنين العرب على الطرقات أدنى اهتمام، والشواهد كثيرة أستعرض بعضها.

حوادث أليمة
في الطرق بين القرى العربية تقع عشرات الحوادث المرورية القاتلة يروح ضحيتها بعض الأبرياء، والسبب ليس السرعة فقط بل تصميم وشقق الطرق، حيث تجد المنعطفات والحفر والطرق المشوشة والضيقة، ورغم كل تلك الدماء التيتنزف لم تقم الحكومة بوضع حلول ناجعة كتوسيع الطرق وتعبيد الشوارع ووضع إشارات ضوئية عند مفارق الطرق،ووضع جسور عبور في الأماكن اللازمة في القرى كقرية ديرحنا مثلا، وإنارة الشوارع ووضع ممرات مشاة في الشوارع الداخلية والخارجية في القرى العربية للحفاظ على أمن وسلامة المشاة دون تعرضهم لخطر الدهس من قبل السيارات، لكن الحكومة تأبى إلا أن تظهر بمظهر اللامبالي وغير المهتم، بل وتتفرج على الحوادث الأليمة في تلك الشوارع دون أن يتحرك لها جفن. لا توجد إشارات ضوئية عند مخارج الطرق من القرى الى الطرق السريعة المزدحمة لتسهل عملية  اندماج السير في هذه الشوارع السريعة بسهولة مما يخلق حالة من العصبية وقلق عند السائقين وزحمة مرورية خانقة أحيانا تسبب حوادث دامية مؤسفة. هذه الأمور هي طبعا غيض من فيض لكنها وبكل بساطة ووضوح شديد تدل عن عدم اكتراث الحكومة بما يجري وكأنها تقول للموت تفضل.

طرق الموت
هنالك طرق تسمى طرق الموت، كالطريق من مفرق الحمرا مارا بقرية ديرحنا، عرابه سخنين، وكذلك طريق المغار عيلبون والطريق من مفرق مسكنه (جولاني) الى عيلبون وغيرها من طرق كثيرة خطيرة. قبل عدة أيام قتل شابان من أقاربي من قرية النجيدات بالقرب من مفرق جولاني عليهما رحمة الله بسبب حادث طرق أليم،  ولا يمر أسبوع دون حدوث حوادث طرق قاتلة معظمهم من المواطنين العرب، فيا ترى ما السبب في ذلك؟ لماذا نسبة الحوادث أعلى في وسطنا العربي؟. في اعتقادي هنالك أسباب تتعلق بالسائق نفسه وهنالك أسباب تتعلق بوضع ظروف الشوارع في البلاد كما ذكرت آنفا، فالاسباب المتعلقة بالسائق  هي:

1-السرعة: وهي إحدى المسببات لحوادث المرور التي يذهب ضحيتها الكثير من الناس.
2- الإهمال وعدم الانتباه،  ومنها انشغال السائق أثناء قيادة المركبة إما بجهاز الراديو أو التحدث مع الركاب أو استخدام الهاتف النقال.
3 قيادة المركبة برعونة وطيش.
4- السكر وتناول المشروبات الروحية أو المخدرات التي تؤدي إلى النعاس.
5- عدم تطبيق القواعد المرورية وعدم مراعاة قوانين وتعليمات المرور.
6- قلة الوعي لدى البعض وجهلهم لقوانين المرور.
7- عدم توفر شروط الصيانة والأمان في المركبة.
8- عدم التوقف عند إشارة قف عند الخروج من الشارع الفرعي الى الشارع الرئيسي.
9 - سباق السيارات بين الشباب الصغار.
10– سفر العمال مبكرا للعمل مسافات طويلة والتعب المتراكم عليهم يجعل السائق أحيانا ينام اثناء قيادة السيارة، وهذا يسبب حوادث طرق قاتلة، بالإضافة للضغوظات النفسية والاقتصادية والمشاكل الاجتماعية المزمنةوالبطالة التي يعاني منها المواطن العربي .
11– عدم وضع الحزام أثناء السفر.

عوامل أخرى
إضافة إلى عوامل أخرى والتي لها علاقة بجغرافية الأرض وظروف الشوارع والتي تطرقت لها في مقدمة كلامي، فالحوادث التي تقع في طرق المناطق الوعرة أكثر من حوادث الطرق في المناطق السهلية، والحوادث التي تقع في أجواء الأمطار والثلوج والضباب أكثر عدداً من الحوادث التي تقع في الأجواء الإعتيادية، وفي بعض الأحيان نجد أن إهمال أو تقصير من  رجال شرطة  المرور أو قصير دائرة الأشغال في إصلاح الشوارع قد يكون سبباً وعاملاً في وقوع الحادث أو بسبب نقص أو عدم وجود الإشارات المرورية في الطرق الخارجية. لذا نطلب من شبابنا أن يقودوا سياراتهم بحذر شديد والمحافظة على حياتهم الغالية والسير وفق قوانين المرور، والتأكد من جاهزية وصيانة مركباتهموعدم السياقة تحت تأثير الممنوعات أو التعب الشديد، ونطلب من الله السلامة للجميع.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة