الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 23:01

اشتراكية وثورة الصعاليك/ بقلم: عزت فرح

كل العرب
نُشر: 21/09/13 14:54,  حُتلن: 12:26

عزت فرح في مقاله:

الثورة كانت تستهدف العدالة الاجتماعية والتوازن الاقتصادي هذه الثورة لم تاخذ شكل نظرية علمية دقيقة او اخذت شكلا فلسفيا اقتصاديا متكاملا

أفكار هذه الثورة كانت تنطوي على احساس عميق بمشكلات المجتمع الاقتصادية ومحاولة جدّية لحل هذه المشكلات

لاشك أن هذا الصراع بين الفقراء والاغنياء كان يضم في اعماقه انماطا وبراعم لم تتفتح تماما في النظرية الاشتراكية الحديثة العهد

لا بدّ أن نلمح أن الصعلكة عند عروة بن الورد خاصة هي نزعة انسانية وضريبة يدفعها القوي للضعيف وفكرة اشتراكية تشرك الفقراء في مال الاغنياء وتجعل لهم فيه نصيبا بل حقا يغتصبونه أن لم يؤدّ لهم

الثورة الاجتماعية والاقتصادية التي شهدها المجتمع الجاهلي وخاصة عند عروة بن الورد هناك فروق جوهرية بين الثورة الاشتراكية القائمة على اساس المذهب الاشتراكي وثورة الصعاليك.
ولكن هناك أفكار في شعر هؤلاء الصعاليك واخبارهم وخاصة عند عروة بن الورد فشعر عروة وغيره هو فكر يتصل بالفقر والغنى في المجتمع الجاهلي- وينادي هذا  الشعر بثورة المستضعفين من فقراء المجتمع الجاهلي ومضطهديه على الاغنياء المتخمين وخاصة البخلاء منهم. هذه الثورة كانت تستهدف العدالة الاجتماعية والتوازن الاقتصادي ، هذه الثورة لم تاخذ شكل نظرية علمية دقيقة او اخذت شكلا فلسفيا اقتصاديا متكاملا.

صراع
إن التطبيق العملي لهذه الثورة سلك اسلوبا فرديا قريبا الى الفوضى. كلما ذكر سالفا لا يمنع القول أن أفكار هذه الثورة كانت تنطوي على احساس عميق بمشكلات المجتمع الاقتصادية ومحاولة جدّية لحل هذه المشكلات. كل هذا كان يمثل صراعا طبقيا بين طبقة الفقراء التي يمثلها هؤلاء الصعاليك والطبقة الارستقراطية من الاغنياء المتمثلة بالاغنياء وخاصة البخلاء منهم الموجودين في المجتمع العربي الجاهلي. لاشك أن هذا الصراع بين الفقراء والاغنياء كان يضم في اعماقه انماطا وبراعم لم تتفتح تماما في النظرية الاشتراكية الحديثة العهد .

نزعة انسانية
لا بدّ أن نلمح أن الصعلكة عند عروة بن الورد – خاصة - هي نزعة انسانية وضريبة يدفعها القوي للضعيف، وفكرة اشتراكية تشرك الفقراء في مال الاغنياء وتجعل لهم فيه نصيبا بل حقا يغتصبونه أن لم يؤدّ لهم.  كتب الدكتور يوسف خليف وهو الاستاذ المساعد في كلية الاّداب في جامعة القاهرة_- الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي-  يطمع الدكتور يوسف خليف فان ينصف الصعاليك ويضعهم في مكانهم الطبيعي في تاريخنا العربي الخالد ويطمح الاستاذ خليف أن يلفت انظار الباحثين الى ان في تراثنا العربي الخالد جوانب تحتاج الى اعادة النظر في اضواء جديدة. أود أن أنوه أننا في كفرياسيف وفي بداية السبعينات من القرن الماضي كانت في بلدتنا رابطة اكاديميين وكنت سكرتيرها وكان الواحد منا يلقي محاضرة امام الاعضاء كل شهر في بيت احد الزملاء واذكر انني تحدثت عن هذا الموضوع ليت هذه الافكار يتبناها الجيل الجديد، هيهات.

التعريف بالصعلكة
في لسان العرب لابن منظور: الصعلوك هو الفقير الذي لا مال له وزاد الازهري ولاعماد وقد تصعلك الرجل اذا كان كذلك. وفي النتيجة الصعلكة اذن في مفهومها اللغوي " وباختصار شديد حتى لا اطيل على حضراتكم الصعلكة هي الفقر الذي يجرّد الانسان من ماله ويجعله ضامرا هزيلا من اولئك الاغنياء المترفين الذين اتخمهم المال وسمنهم . وما اضافة الازهري الى هذا المعنى وهي قوله ولا اعتماد له على شئ او لاحد يتكئ عليه او هو بعبارة اخرى الذي يواجه الحياة وحيدا وقد جرّدته من وسائل العيش وسلبته كل ما يستطيع ان يعتمد عليه في مواجهة مشكلاتها فالمساّلة ليست فقرا فحسب ولكنها فقر يغلق ابواب الحياة ويسد مسالكها امامه. الملفت للنظر أن الصعلكة عند ابن الورد وكان يسمى عروة الصعاليك : هي نزعة انسانية نبيلة وضريبة يدفعها القوي للضعيف والغني للفقير وفكرة اشتراكية تشرك الفقراء في مال الاغنياء تهدف الى تحقيق لون من الوان العدالة الاجتماعية والتوازن الاقتصادي. عند عروة ابن الورد الغزو والاغارة للسلب والنهب لم يعد عنده وسيلة وغاية وانما اصبح وسيلة غايتها تحقيق نزعته الانسانية وفكرته الاشتراكية.

كفرياسيف

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة