الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 18:01

قرفتونا مفاوضات- السلطة الفلسطينية حكومة اسرائيلية بإدارة عربية/ بقلم: عائشة عبادي

كل العرب
نُشر: 19/09/13 12:27,  حُتلن: 15:53

عائشة عبادي في مقالها:

الاشخاص الذين يمثلون الجانب الفلسطيني اقل ما يقال فيهم متخاذلين وخانعين لكلمة اسرائيل واشارة امريكا امها

اني على يقين كفرد من هذا الشعب بان الشعب غير مستعد لتوقيع أي اتفاق مع عدو كاسرائيل لانه يعي جيدا ان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة

استغرب اصرار سلطة رام الله استمرارها بمفاوضات لم تفك قيد اسير ولم تعد لاجئا ونازحا لبيته ولم توقف اعتقالات واعتداءات، ولم تقيم دولة على حدود عام 67 

يخال لي احيانا انه بإمكان الفلسطينيين في الضفة وغزة اختطاف محمود عباس او صائب عريقات او سلام فياض ومطالبة اسرائيل بالافراج عن اسرى مقابل تحريرهم

الحراكات الشعبية في الضفة بين الحين والاخر والتي تخمدها سلطتكم لا تقتصر على المطالبة برفع المعاشات وتقليص الغلاء بل هو ايضا طلب حرية وكرامة وانهاء سلطة لا تمثل الفلسطيني

في هذه الأيام وبالتحديد في 13/9/2013 تم ذكرى مرور 20 عاما على توقيع اتفاقية اوسلو بين الجانب الاسرائيلي ومنظمة التحرير الفلسطينية، والتي جاءت كوليدة للقاء بين الجانبين بتاريخ 30/10/1991 الذي كان لوضع الخطوات الاولى نحو معاهدة السلام، والتي كانت تنص على اقامة سلطة حكومية ذاتيه تعرف اليوم بمنظمة التحرير الفلسطينية ومجلس تشريعي منتخب في الضفة وغزة، وايضا تنص على ان المفاوضات ستطرق لجميع القضايا كالقدس واللاجئين والاسرى والترتيبات الامنية والحدود والعلاقات والتعاون مع جيران اخرين.

تيتي تيتي 
وتلت هذه الاتفاقية عدة اتفاقيات، كاتفاقية طابا، واتفاقية واي ريفر الاول والثاني، وتقرير متشل، وغيرهم، وكل هذه الاتفاقيات كانت خطوات في درب او بالاصح في متاهة المفاوضات العبثية، والتي اظنها جميعها كانت فاتحة الخير على الجانب الاسرائيلي لتضييع الوقت، والاستمرار بغطرسته ومواصلة مشاريعه التهويدية والاستيطانية ومصادرة الاراضي والاعتقالات وغيرها. الاشخاص الذين يمثلون الجانب الفلسطيني اقل ما يقال فيهم متخاذلين وخانعين لكلمة اسرائيل، واشارة امريكا امها، وأنه لا يعنيه الامر كله وفقط يذهب للمحافل الدولية وقاعات المؤتمرات ليلتقط له بعض الصور وهو يوقع على اوراق عبثية تجرد الفلسطنيين مزيدا من حقوقهم، ويضع يده بيدين تلطخت بدم هذا الشعب، ومن ثم يعود للديار كما قال اجدادنا ( تيتي تيتي مثل مرحتي مثل مجيتي ).

التفريط والتنازلات
الحديث استدرجني لوصف حالة هؤلاء المفاوضين تذكرت حديثا دار بيني وبين صدق حيث قلت له اني اسال المفاوض هل هو مقتنع من جدوى ما يفعل؟ فقال لي بل السؤال الموجه له على أي جانب هو محسوب؟ وفعلا حين اشاهد الاخبار وارى الكم الهائل من التفريط والتنازلات التي يقدمها المفاوض الفلسطيني والخدمات التي يقدمها للاسرائيلين على حساب الفلسطينيين يخال لي احيانا انه بإمكان الفلسطينيين في الضفة وغزة اختطاف محمود عباس او صائب عريقات او سلام فياض ومطالبة اسرائيل بالافراج عن اسرى مقابل تحريرهم، وأتساءل ما الذي جنته السلطة الفلسطينية بعد 20 عاما من المفاوضات المباشرة وغير المباشرة؟ ليجعلها تصر على استئنافها بكل مرة، وجميعنا يعرف الإجابة على هذه السؤال، لذلك استغرب اصرار سلطة رام الله استمرارها بمفاوضات لم تفك قيد اسير ولم تعد لاجئا ونازحا لبيته، ولم توقف اعتقالات واعتداءات، ولم تقيم دولة على حدود عام 67 كما يريدون هم، ولم تكن سوى مضيعة للوقت، وفرصا ذهبية للاحتلال لفرض سيطرته والتحكم بالمعابر، ومصادرة المياه، والاستمرار بالتهويد والاستيطان، ضاربا بعرض الحائط كل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية.

دولة ثنائية القومية
وبمثل هذه الذكرى بالعام الماضي صرح نتنياهو، بان استمرار الاعتداءات الفلسطينية قد يفقد اتفاقية السلام شرعيتها، اقل له وللمفاوض الفلسطيني، اذ كان الامر كذلك الم يفقد اجتياح الضفة عام 2002 الاتفاقيات شرعيتها؟، والم تجرد حرب غزه عام 2008و2012 الاتفاقيات من كل شرعية، ناهيك عن اعتداءات الجنود والمستوطنين؟ وفي العام الماضي في الذكرى الـ19 لاوسلو صرح أحمد قريع قيادي بحركة فتح في لقاء مع صحفيين اسرائيليين أن الفلسطينيين مستعدون لانشاء دولة ثنائية القومية إذا ما فشل حل الدولتين، وان السلطة متمسكة بحل الدولتين، لكن اسرائيل تقضي على ذلك، واكد ان السلطة مخولة لتوقيع اتفاق مع اسرائيل اذا ما كانت الاخيرة جادة من جانبها، وبما يتعلق باتفاق باريس الاقتصادي قال بانه لم يعد صالحا للعمل لأنه يجحف بحقوق الفلسطينيين، واني اتساءل واسال قريع هذا، الم تفهم سلطتكم بعد ان اسرائيل تستغل هذه الاتفاقيات لاتمام مشاريعها؟ وهل حقا فهمت أخيرا سلطتكم ان اتفاق باريس مجحف؟ لا باس ان تأتي متاخرا خيرا من الا تأتي.

قرفتونا مفاوضات
بما ان سادتكم اتتها لحظة تفكر اريد ان استغلها واقول لكم بأن ليس اتفاق باريس وحده يضع حقوق الفلسطينيين بالمزاد العلني بل جميع اتفاقياتكم البائسة، واني على يقين كفرد من هذا الشعب بان الشعب غير مستعد لتوقيع أي اتفاق مع عدو كاسرائيل لانه يعي جيدا ان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة. واني اظن أن الحراكات الشعبية في الضفة بين الحين والاخر والتي تخمدها سلطتكم لا تقتصر على المطالبة برفع المعاشات وتقليص الغلاء، بل هو ايضا طلب حرية وكرامة، وانهاء سلطة لا تمثل الفلسطيني، بل فرع اسرائيل بالضفة، وحكومة اسرائيلية بإدارة عربية، وإنهاء مسرحيه هزليه أضحكت العالم اسمها مفاوضات، طالت ولم تسمن او تغني من جوع، والقول لكم خنقتونا بل قرفتونا مفاوضات وتنازلات وبيع بحقوقنا.

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة