الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 17:02

عشية الانتخابات.. هل سألتم انفسكم مرة ماذا تريد الناصرة/ بقلم: هاني محمد نجم

كل العرب
نُشر: 18/09/13 08:40,  حُتلن: 12:05

هاني محمد نجم في مقاله:

من الواضح اننا بشر وممكن ان نخطىء احيانا فالكمال والمثالية لله سبحانه وتعالى ولكن اليس الاساس والمهم أن نسعى للاقتراب الى تلك المثالية؟

المرشحون الافاضل ارجو ان تلتزموا وبالفعل وليس فقط من خلال الشعارات باحترام الاخرين وبتقبل النقد البناء والاعتراف بالاخطاء

يجب أن نبدأ باحداث قفزة نوعية في الانسان ابن وسطنا العربي الذي يعاني ويتخبط من تحديد هويته الاجتماعية والسياسية والانسانية مع كل أسف

لا مانع ان يحاول كل منكم التمسك بقناعاته ما دامت لا تتناقض مع القيم الانسانية والاخلاقية ولكن اياكم والتعصب على كل اشكاله الحزبي الفئوي الحمائلي او الديني فمصلحة البلدة هي الاهم وهي فوق الجميع

اخواني المصوتين صوتكم امانة وليس لمصلحة شخصية انصح ان تفحصوا وتفكروا جيدا ولا تتسرعوا في القرار وأن تعطوا اصواتكم للطرف الذي تعتقدون انه صاحب الكفاءة الكافية من اجل قيادتنا نحو "المثالية" 

من الخطأ بل ومن الجريمة تحميل كل المسؤولية لادارة سلطة محلية أي كانت وهذا لا يعني انها اتخذت الخطوات الافضل للتعامل مع هذه المشاكل ولكن بالتأكيد الجميع شارك بتحصيل هذه النتائج السلبية القيادة والاهل والناس الجميع

كلنا يعرف حكاية ذلك العجوز الذي جمع ابناءه وطلب من كل واحد منهم كسر مجموعة الاغصان التي جمعها، فلم يستطع احدهم القيام بذلك لأن الرزمة كانت قاسية وكبيرة ومن الصعب أن يكسرها واحد بنفسه، ولكن حين طلب الأب من الابناء التعاون سوية نجحوا وبسهولة كسر الاغصان وحققوا غايتهم. تراثنا وحضارتنا المنقولة والأصيلة فيها الكثير من القصص والحكايات التي تحمل عبرا مهمة في تنمية الانسان وتحديد اساليب التعامل السليمة المبنية على أساس الاحترام المتبادل والتحدي المشترك والتعاون لتحدي الصعوبات.

في تطور الشعوب لا يكون دور هذا النوع من الحكايات التسلية فقط بل لبناء اسس اجتماعية سليمة داخل العائله والمجتمع من اجل الارتقاء الى مجتمع مثالي. وبكل اسف، وفي عصرنا هذا حين نتكلم عن المثالية نواجه بالسخرية ويقال " ان لم تكن ذئبا اكلتك الذئاب " وغيرها من الامثال والجمل السلبية الشائعة. وأتساءل، هل حقا الدعوة الى مكارم الاخلاق والقيم الاجتماعية المبنية على الاحترام والتعاون المشترك اصبحت امرا غريبا هذه الايام؟ من الواضح اننا بشر وممكن ان نخطىء احيانا، فالكمال والمثالية لله سبحانه وتعالى، ولكن اليس الاساس والمهم أن نسعى للاقتراب الى تلك المثالية؟
أما مدينتنا الحبيبة الناصرة فمثلها كمثل كافة قرانا ومدننا العربي، تعاني من الكثير من المشاكل والنواقص على الصعيد الاقتصادي والثقافي والاجتماعي والاهم على الصعيد الانساني. ومن الخطأ بل ومن الجريمة تحميل كل المسؤولية لادارة سلطة محلية أي كانت، وهذا لا يعني انها اتخذت الخطوات الافضل للتعامل مع هذه المشاكل ولكن بالتأكيد الجميع شارك بتحصيل هذه النتائج السلبية، القيادة والاهل والناس. ..الجميع.

نتائج عكسية
بالتأكيد قصدهم لم يكن سلبيا بل على الاغلب كان تفكيرا ايجابيا من اجل تحسين المجتمع، ولكن التناحر الدائم والاتهامات الفارغه والتشكيك بالآخر وتحطيم المبادرات والحد من التفكير الابداعي وتكفير الآخر والتقزيم من قدراته والخ... كل هذا بالتأكيد يؤدي الى نتائج عكسية، تدمرنا بشكل بطيء. لا يمكن أن نستمر بإلقاء المسؤولية فقط على السلطة المركزية وعلى كوننا اقلية قومية، مع اهمية مواصلة التعاون لكسر وافشال هذه المخططات السلطوية، ولكن يجب أن نبدأ باحداث قفزة نوعية في الانسان ابن وسطنا العربي، الذي يعاني ويتخبط من تحديد هويته الاجتماعية والسياسية والانسانية مع كل أسف.
العنف، المخدرات والفقر وغيرها هي نتائج وأمراض، لا يجب أن نبحث فقط عن علاج لها، انما يجب أن نفكر ايضا بأسبابها. التربية من أجل المثالية في التعامل، الاحترام، تقبل الآخر، التسامح، المحبة، التحدي، الدعم والمساندة، العمل، وتطوير القدرات والمبادرات من اجل المصلحة العامة والخاصة ما دامت لا تتناقض مع العامة، هذه القيم وغيرها هي الضمان الوحيد لمعالجة الاسباب ولمنع تلك الامراض. وماذا تفعل القيادات حيال ذلك؟ وما هو دور رجال الدين في هذا؟ اين المتعلمون؟ اين الاهل والاصدقاء؟

التضليل والهجوم
نعم. ...كلنا مسؤولون عما يحدث...وكل بمكانه ومركزه، وبدلا من أن نتعاون سوية من خلال تفكير استراتيجي شامل وواسع للمدى القصير والمدى البعيد، نقوم بشرعنة كل اساليب التضليل والهجوم من اجل تدمير الآخر والغاء دوره وبالتالي لزيادة التوثر وشرذمة المجتمع، ونكون قدوة سيئة لابنائنا وباقي المجتمع.

هل سألتم انفسكم مرة ماذا تريد الناصرة وغيرها من القرى والمدن؟
انها تريدنا ان نكون عائلة واحدة قوية تسعى لهدف مشترك حتى لو كان ذلك من خلال مبادرات واحزاب وقوائم مختلفة، فبالتأكيد ما دامت النوايا سليمة سننجح سوية فالبلدة بحاجة لجميع ابنائها من كافة اطيافهم الاجتماعية والسياسية، شيبا وشبابا، عاملون ومتعلمون، رجال اعمال وموظفون، نساء ورجال.

رسالة للمرشحين
المرشحون الافاضل، ارجو ان تلتزموا وبالفعل وليس فقط من خلال الشعارات باحترام الاخرين وبتقبل النقد البناء والاعتراف بالاخطاء، وليس الدفاع المستميت عن مواقف وتصرفات احيانا تعلمون انها بالية وغير سليمة، لا مانع ان يحاول كل منكم التمسك بقناعاته ما دامت لا تتناقض مع القيم الانسانية والاخلاقية، ولكن اياكم والتعصب على كل اشكاله الحزبي، الفئوي، الحمائلي او الديني، فمصلحة البلدة هي الاهم وهي فوق الجميع.
انتم القيادة فكونوا على قدر كاف من الجرأة الشجاعة والمسؤولية لتمنعوا من يحاول ممن معكم او حولكم ان يعكر صفاء ونزاهة التعامل مع الاخرين في الانتخابات وبعد الانتخابات. انتم القيادة، كونوا قدوة حسنة وعلموا ابناءنا معنى احترام الاخر ودعم افكاره الايجابية وتقديم وتقبل النقد البناء من اجل ان نكون عائلة واحدة كبيرة، تتحدى وبجدارة كل الصعاب. وخير ما اتمناه وبغض النظر عن نتيجة الانتخابات ان تشكل الائتلافات في المجالس المحلية من كافة الاطراف المشاركة وأن يكون تعاونا كاملا بينها وبين كل الفعاليات الاخرى الثقافية والاجتماعية الموجودة في البلدة.

رسالة للمصوتين
اخواني المصوتين، صوتكم امانة، وليس لمصلحة شخصية، انصح ان تفحصوا وتفكروا جيدا ولا تتسرعوا في القرار، وأن تعطوا اصواتكم للطرف الذي تعتقدون انه صاحب الكفاءة الكافية من اجل قيادتنا نحو "المثالية" لنتعاون سوية للنهوض والارتقاء الى الافضل.

• الكاتب مراقب حسابات ومستشار اقتصادي وتنظيمي

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة