الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 23:02

فيلم "بيت لحم" بين الإقتتال الداخلي ووحشية الصراع/بقلم:شادي بلان

كل العرب
نُشر: 14/09/13 13:01,  حُتلن: 19:53

شادي يلان: 

يوفال الدار مخرج الفيلم الروائي "بيت لحم" يعيد الى الاذهان حقبة يفضل معظم الاسرائيليين أن ينسوها فترة الإنتفاضة الثانية وتفجيرات الحافلات في المدن الاسرائيلية وذلك من خلال العلاقة بين رجل الشاباك "رازي" وبين الفتى الفلسطيني "سنفور"

يتم التطرق في الفيلم الى المساومات والإقتتال الداخلي بين الفصائل الفلسطينية المسلحة تحديدا بين حركتي "حماس" و"فتح" وسعي كل منها الى السيطرة والنفوذ على المشهد النضالي الفلسطيني فتظهر السلطة الفلسطينية بفسادها وحركة "حماس" بمواردها المالية القادرة على الشراء والتأثير، وسط التركيز على العنف المستشري في المجتمع الفلسطيني

فضل المخرجون والسينمائيون الإسرائيليون في السنوات الأخيرة تناول القضايا الداخلية في أعمالهم الفنية، كمعظم المجتمع الإسرائيلي متجاهلين الإحتلال والصراع الفلسطيني- الاسرائيلي. ولم تنجح جماهيريا الأفلام الاسرائيلية القليلة التي تناولت الصراع ومنها: "شجرة الليمون" (2008) "نهاية اسبوع في تل ابيب" (2008) "عروس البحر" (2009)، "ليبستيك" (2011)، "روك بالقصبة" (2012) وغيرها".

إلا أن يوفال الدار مخرج الفيلم الروائي "بيت لحم" يعيد الى الاذهان حقبة يفضل معظم الاسرائيليين أن ينسوها، فترة الإنتفاضة الثانية وتفجيرات الحافلات في المدن الاسرائيلية وذلك من خلال العلاقة بين رجل الشاباك "رازي" وبين الفتى الفلسطيني "سنفور"، الشقيق الأصغر لقائد "كتائب شهداء الأقصى" في بيت لحم. يعيش "سنفور" حالة من الإزدواجية ما بين وفائه لأخيه وعلاقته "الابوية" بـ"رازي" وتحول به الظروف الى الكذب على كليهما. وعندما يكتشف " الشاباك" ضلوع " سنفور" في أنشطة شقيقه المطارد، يجد "رازي" نفسه في ورطة لتتوالى الاحداث المليئة بالعنف والدماء وتكون النهاية صادمة. 

متابعة الأحداث 
نجح يوفال الدار في شريطه الروائي الأول أن يشد المشاهد لمتابعة الأحداث بفضل قصته وعنصر المفاجأة والإثارة وإن خلى فيلمه من الابهار المرئي والتقنيات السينمائية العالية. يجيد الممثل الشاب شادي مرعي تجسيد دوره الى جانب الممثل تساحي هليفي الذي قدم دورا مقنعا وتحدث العربية بطلاقة، كما وبرزت موهبة الممثل هشام سليمان في تجسيد دوره المحوري وإن لم يكن ذا مساحة كبيرة، وكانت إطلالة الممثلين العرب: جورج إسكندر، طارق قبطي، هيثم عمري، ابراهيم صاق الله موفقة.

نهاية دموية
فلسطينيا، يتم التطرق في الفيلم الى المساومات والإقتتال الداخلي بين الفصائل الفلسطينية المسلحة، تحديدا بين حركتي "حماس" و"فتح" وسعي كل منها الى السيطرة والنفوذ على المشهد النضالي الفلسطيني فتظهر السلطة الفلسطينية بفسادها وحركة "حماس" بمواردها المالية القادرة على الشراء والتأثير، وسط التركيز على العنف المستشري في المجتمع الفلسطيني. أما اسرائيليا، فيظهر صناع الفيلم خبث وحنكة رجال الشباك واساليب عملهم في تجنيد العملاء ، فكل الوسائل مشروعة ، فهذا الجهاز مستعد لأن يضحي بـ"سنفور" ذاك الفتى الذي يعيش صراعا داخليا مؤلما كي تغتال أخيه، لكن على نقيض الصورة السلبية القاتمة للفصائل الفلسطينية ، يظهر "رازي" رجل الشباك بصورة اخلاقية وينقذ "سنفور" من الموت متحديا جهاز المخابرات الاسرائيلي. فيلم "بيت لحم" يثير الكثير من عدم الإرتياح لدى المشاهد الفلسطيني الذي يفضل أن يرى نضاله كأسطورة غير قابلة للشرخ، وها أمامه واقع مرير يملأه التشرذم والإقتتال الداخلي، يحول به دون تحقيق آماله في إنهاء الصراع، ومن جهة أخرى، يدق الفيلم ناقوس الخطر لدى المشاهد الاسرائيلي في نهاية دموية تسلط الضوء على وحشية الصراع دون بصيص أمل قريب طالما بقي الاحتلال موجودا.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة