الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 13:02

السحر الاعلامي وشبكات التواصل الاجتماعي في الحملات الانتخابية/ بقلم: بلال شلاعطة

كل العرب
نُشر: 05/09/13 09:49,  حُتلن: 08:16

بلال شلاعطة في مقاله:

"سر السحر الشعبي" تحول مع الوقت ومع هذا الكم الهائل من التطور التكنولوجي الى تنافس على "سر السحر الاعلامي" من خلال دخول شبكات التواصل الاجتماعي

قواعد التأثير الاعلامي اصبحت مختلفة مما يلزم الباحثين اليوم ايجاد قواعد مشتركة تضمن تواصل وسائل الاعلام التقليدية مع شبكات التواصل الاجتماعي والتي كشفت تحديات كبيرة اصبح يواجهها إعلامنا الحديث

يجب المزج الطبيعي بين المركب الشعبي الجماهيري والمركب الاعلامي لا سيما أنه وبطريقة اخرى لا يمكن لرجل الجمهور أن يكون بعيدا عن وسائل الاعلام حتى وأن حاول ذلك

عملية الاثارة الفكرية تكون بارزة اكثر في وسيلة الاعلام التقليدية والتحفيز الفكري ملموس في انتقاء الكلمات ليعبر اكثر ما يعبر عن طبيعة الذين يخرجون الى وسائل الاعلام ويتعاملون معها بالشكل المطلوب

إعلام اليوم لا يعتمد فقط على الصورة الملونة وإنما على الصورة المتحركة وهذه احدى وسائل اقناع الجمهور فالناشط او القيادي عليه الخروج للناس فدون ذلك لن تكون لديه وسيلة اخرى لإقناعهم 

وسيلة الاعلام التقليدية تبقى وسيلة مبنية على النقد الذاتي ايضا وهذا ما تفتقره شبكات التواصل الاجتماعي فليس صدفة انها سميت شبكات للتواصل "الاجتماعي"

منذ عقود تقوم وسائل الاعلام الغربية بتطبيق وتعميم المصطلح الذي يعرف ب "سر السحر الشعبي" والذي قامت الصحافة المكتوبة بتبنيه آخذاً منعطفاً عند انطلاقته منذ سنوات الستينات وذلك في الحملة الانتخابية للرئيس الامريكي الراحل جون كنيدي. فقد قام القيمون على تحديث هذا المصطلح من خلال البحث عن السبل التي من شانها ادخال جوانب اعلامية تقوم بالاساس على تسويق البرنامج الانتخابي للمرشح الرئاسي وذلك مع تحديد مركبات اللون، طريقة الحديث او التحرك وفق سلوكيات اعلامية محددة من اجل اقناع الناخبين.
من هنا برزت عملية خلق جاذبية اعلامية نوعية حتى يومنا هذا هدفها الاساسي عرض مكانة وموقف آخر للخبر الصحفي او الاعلامي السباق لقلوب وعقول المستهلكين من عامة الناس.

السحر الشعبي
"سر السحر الشعبي" تحول مع الوقت ومع هذا الكم الهائل من التطور التكنولوجي الى تنافس على "سر السحر الاعلامي" من خلال دخول شبكات التواصل الاجتماعي، ولذا وجب ايجاد ملائمة بين ما يصدر في وسائل الاعلام المرئية من جهة وتلك التكنولوجية من جهة اخرى من خلال هذا التواصل بين الشبكة وباقي وسائل الاعلام، فمن حيث المضمون يمكن أن نسيطر على مضمون الخبر الاعلامي في وسيلة الاعلام التقليدية ولكن من الناحية الاخرى فقدنا السيطرة على المضامين الاعلامية في شبكات التواصل الاجتماعي، وبالتالي ادى الامر باعتقادي الى تغيّر في القيم والسلوكيات وحتى أحياناً في تصرفات الجمهور.

قواعد التأثير الاعلامي
إن قواعد التأثير الاعلامي اصبحت مختلفة مما يلزم الباحثين اليوم ايجاد قواعد مشتركة تضمن تواصل وسائل الاعلام التقليدية مع شبكات التواصل الاجتماعي والتي كشفت تحديات كبيرة اصبح يواجهها إعلامنا الحديث، مما يفرض بالتالي على الاعلاميين طريقة تعامل مع الاحداث ومن خلال البحث عن مجموعات مركزة تتعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي بطريقة حضارية تضمن تغيير صحي وسليم للمجتمع. برأيي إنه يجب المزج الطبيعي بين المركب الشعبي الجماهيري والمركب الاعلامي لا سيما أنه وبطريقة اخرى لا يمكن لرجل الجمهور أن يكون بعيدا عن وسائل الاعلام حتى وأن حاول ذلك، فوسيلة الاعلام مرتبطة به بطريقة او باخرى ويظهر هذا الامر بالتحديد في الحملات الانتخابية حيث انه لا توجد وسيلة اخرى لطرح البرنامج الانتخابي، فهنالك فرق شاسع بين طرح البرنامج الانتخابي في شبكات التواصل الاجتماعي ووسيلة الاعلام التقليدية لان شبكات التواصل فقدت وبشكل كبير عملية السيطرة على الرسائل الاعلامية، وبالتالي فإن عرض أي فكرة وبمجرد الولوج للتعقيبات يمكن ان يهمش من هذه الفكرة مع ان صاحبها له هدف سامي وهو الوصول الى قلوب الجماهير. عملية السيطرة هذه حولت مصطلح "سر السحر الشعبي" الى سر السحر الاعلامي" من مفهوم فرض آليات تقنية اصبحت متاحة في يد الناخبين. باعتقادي ايضا ان شبكات التواصل الاجتماعي قد عززت من وسائل الاعلام التقليدية ففيها نستطيع ان نقنن، ندجن، نفلتر، ننتقي او نختار وهذا ما تفتقره شبكات التواصل الاجتماعي. طريقة التعامل في برنامج حواري على سبيل المثال هي التي تبرز مواصفات المرشح وهي بالتالي الوسيلة الوحيدة التي من خلالها يستطيع أن يفرض نفسه بنفسه على عقول وقلوب الناخبين، فالزخم في المضامين والزخم في كمية الاصدقاء يساعد على تهميش الخطاب المجتمعي او الاعلامي او الجماهيري على حد سواء لا سيما ان التضاربات في الاراء اصبحت او وصلت لحد لا يوصف. ومن هنا بالتحديد تجد أن عملية الاثارة الفكرية تكون بارزة اكثر في وسيلة الاعلام التقليدية والتحفيز الفكري ملموس في انتقاء الكلمات ليعبر اكثر ما يعبر عن طبيعة الذين يخرجون الى وسائل الاعلام ويتعاملون معها بالشكل المطلوب.

الخطاب المجتمعي 
إن الخطاب المجتمعي لا يمكن فصله بتاتا عن الخطاب الاعلامي فلدى كل الشعوب هو وسيلة من وسائل التمدن والتحضر والتطور وهذه هي وظيفة الاعلاميين، ولا شك أيضاً ان الاعلام الحديث قفز قفزة نوعية في صنع الاحداث سلبا او ايجابا حتى في مجتمعنا العربي فهو هذا الشغف لدى السياسي او الناشط الشعبي للوصول للاعلام لايصال الرسالة بالطريقة المناسبة للجمهور. لا يمكن ان تكون قائدا اذا لم تكن تتقن التعامل مع وسائل الاعلام، فمثلما للقيادة حاجة للخروج الى وسائل الاعلام سواء لايصال برنامج انتخابي او فكرة معينة، للاعلام أيضاً حاجته في التواصل مع الجمهور وايصال رسالة صادقة تكون مبنية على الخبر الصحفي او التقرير المدروس، وذلك طبعا مع تفهم جميع المتغيرات المجتمعية والتي يمكن ان تتغير من مجتمع لآخر. لا شك ايضا ان الاعلام سيف ذو حدين فمن خلاله يمكن أن تصل الى ما تريد او تقع فيما لا تريد. لا يمكن باعتقادي لاي انسان ان يحدث تغييرا جوهريا دون أن يخرج لوسائل الاعلام، فأمام الجمهور فتحت قناة كبيرة قناة "سر السحر الشعبي" من خلال شبكات تواصل الاجتماعي تمكّن المتبحرين من مسائلة أي فرد وفي أي حالة من الحالات. طبيعي جدا أن إعلام اليوم لا يعتمد فقط على الصورة الملونة وإنما على الصورة المتحركة وهذه احدى وسائل اقناع الجمهور، فالناشط او القيادي عليه الخروج للناس فدون ذلك لن تكون لديه وسيلة اخرى لاقناعهم بأنه الافضل او أن شعاره الافضل او شخصيته هي الافضل.

وسيلة الاعلام التقليدية
وسيلة الاعلام التقليدية تبقى وسيلة مبنية على النقد الذاتي ايضا وهذا ما تفتقره شبكات التواصل الاجتماعي، فليس صدفة انها سميت شبكات للتواصل "الاجتماعي"، وانا كنت اقول انها شبكات للتواصل "العالمي" ففي هذه الحالة تستطيع ان تكون متواصلا ولكن في الآن ذاته أن لا تكون مؤثرا، فعملية التاثير تاتي من خلال كونك مميزا وما يخلق التميز هو وسيلة الاعلام التقليدية والتي تحوي مصدراً وعنواناً تفتقره ايضا شبكات التواصل الاجتماعي. في النهاية يمكن ان اقول وبشكل قاطع ان شبكات التواصل الاجتماعي سدّت فراغا فكرياً او عاطفياً لدى المستهلكين وبالاخص شريحة الشباب ولكن لا بد من فرامل مجتمعية تعمل على ترسيخ القيم والاخلاقيات في هذه الشبكات وهذه هي وظيفة وسائل الاعلام والمسؤولية هنا تقع على الاعلاميين والناشطين وصاقلي الرأي العام على حد سواء.

* الكاتب بلال شلاعطة- إعلامي وعامل اجتماعي جماهيري ومختص في الإدارة العامة.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة