الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 03:02

عجيبة هي الحياة/بقلم:العنقاء

كل العرب
نُشر: 29/08/13 11:17,  حُتلن: 11:24

عجيبة هي الحياة
لا تكاد تخلو من الآه
تنظر لغيرك تراه مبتسما
حين تقترب منه أكثر
تراه مثقلا بالجراح
يفتح لك بابا تركض إليه
فتراه يوصد أمامك بسرعة
فمع غيرك دوما المفتاح
آمال وأحلام وسهر ليالي
سنوات تعب وشقاء
تنتظر بصبر جني الثمار
لكن غيرك يحصدها
وهو مطمئن البال مرتاح
مال، سفر وعيش هانئ
كله لغيرك متوفر متاح
***
عجيبة هي الحياة
تسعى إليها جاهدا
ولكنها ترميك بعيدا
وتلفظك خارجها فتبدأ بالنواح
تسقط وتقف آلاف المرات
تحاول مرة تلو الأخرى
فيعلو من حولك النباح
يريدونك أسفل السافلين
وأدنى منهم وغير مرتاح
***
عجيبة هي الحياة
ماذا فعلنا لهؤلاء؟
وماذا نفعل حتى يكفوا
عن محاربتنا ويلقون السلاح؟
***
عجيبة هي الحياة
أصدقائك والأقرباء المقربين
يسعون دوما لإذلالك
ويبكون بدموع التمساح
متى تسقط الأقنعة
ونرى وجوها حقيقية
يعلوها الارتياح
**
عجيبة هي الحياة
تنبذك دوما وتجعلك
شكاكا حتى بالأمور الصّغار
وتدعوك دوما للإنهيار
لا وقت لفكر وتفكير
فأنت بحاجة ملحة للإنتحار
ولكن دوما هناك افتكار
لله الواحد القهار الجبار
***
عجيبة هي الحياة...
ترى حولك الكل يتقدم
وانت قابع مكانك وحيدا
وكل ما بنيته يتهدم
ما الخطأ وأين المأثم
لا تدري سوى أنك لا تدري
تعيش في تيه وضياع
تلعن حظك وتكره الحياة
وتكثر من التذمر
وغيرك شجاع مقدام
يسمو ليعلو أكثر وأكثر
غير مكترث لما دمر
ولمن حوله يتهدم
فهو الأول وغيره فليتفجر
***
عجيبة هي الحياة
اخوة وأولاد الأعمام
كل منهم للآخر جار
وكلهم على بعضهم جار
أقرباء وألد الخصام
سعى الناس كلهم للإحتكام
لفض ذات البين والإحتدام
الكل لفكره عنيد فلا
تنازل ولا مراعاة للآخرين
متناسين أنهم من التراب
وإلى التراب عائدين
كلمح البصر تمضي السنين
وغير الحكام الراشدين
هناك من يشعل الخلاف
ويضحك عليهم متنازعين
ينشر الفتنة أينما حل
فلا ذمة ولا دين
فلم نسمح لأمثال هؤلاء
المشرذمين اللعب بنا
والتسلية ضاحكين
غير آبهين بنا وبالمقربين
لم لا نحكم أنفسنا
وصلة الرحمة التي تستنجينا
فهي وصية أباءنا والسابقين
فهل يرضيهم حالنا
وما وصلنا إليه متناحرين؟
عجيبة هي الحياة
لا تكاد تخلو من الآه...

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة