الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 19:02

الإعتقال وسياسة تفكيك الحراك الشبابي/بقلم: فادي ابو الحوف

كل العرب
نُشر: 18/08/13 22:05,  حُتلن: 08:29

فادي ابو الحوف في مقاله:

بدأت أرى مصابين معتقلين اعمدة دخان اسمع صوت القنابل الصوتية الخيول تدوس المتظاهرين 

عودة اللاجئين هي حريّة كل فردٍ منّا وهي أساس القضية وإطلاق سراح كافة الأسرى الأمنيين وإنهاء الإحتلال الغاشم

لا نطلب سوى الحقوق الكاملة فهي من حقّنا لا نملك سلاحًا نملك افكارنا ونترجمها على ارض الواقع مستمرين في النضال حتّى ان ينالُ الشعب الفلسطين حريّته

حين دخولي أيضًا إلى محطّة الشرطة قام احدهم من وحدة اليسام بإلقائي على الأرض وبدأ بالضرب الغير قانوني والشرطة سمحت لهذا الشيء مع العلم انهم كانوا يمرّوا بجانبنا ولم يمنعوا

تريد هذه الحكومة منّا أن نجلسُ في مملكة الصمت لا تريد أن نقف حاجزًا لقوانينهم الفاشية تريد أن نبقى صامتين كلّ الصمت وأن تمرّ مثل هذه القوانين بدون أي صوتٍ يمنع لكنّهم نسوا أننا شعب يقدّس الحريّة 

بموجب قانون برافر التهجيري العُنصري ومضمونه الفاشي بمصادرة الاف الدونمات من أرض النقب وتهجير نحو 40,000 فلسطيني من أرضه، رأيتُ مؤخرًا حراك شبابي غاضب ليقول مجدّدًا لا للقوانين العُنصرية، أما نعيشُ بكرامة او نعيش بكرامة فقط، هذا الحراك الشبابي الغاضب الّذي رأيناهُ مؤخرًا في الشوارع يهتفُ للحريّة وللأرض، منعًا لطردنا من ارضنا، ومنعًا لمرور مثل تلك القوانين الفاشيّة.

يوم غضب
بدأ الحراك الشبابي بدعوة من مجموعة شبابية ليوم غضب بتاريخ 15 تموز إلى عدّة مظاهرات غاضبة بكل فلسطين إن كان في الداخل والضفة وغزّة والخارج، وقامت الدعوة بتأثير إيجابي وقد لبّت جماهير شعبنا بكل بقاع الأرض هذا النداء، كنت قد قررت المشاركة مع هذا الحراك في تظاهرة سخنين "مسجاف" ضمن التظاهرات المعيّنة، لمْ يكُن من السهل الوقوف تحت أشعّة الشمس الحارقة، لكن بين حينٍ إلى آخر، كانت تهبُّ نسمات من الرياح الخفيفة تُعيدُ الروح، وترفعُ الهِمَمُ فوقَ السحابْ، ليُرفعُ صوتَ الهتافُ بالقول : " أرض النقب لصحابوا مش لبرافر وكلابوا "، تارةً يقعُ نظري على إمرأةٍ تحملُ روحها على علمٍ مستطيلُ الشكلُ مكونٌ من أربعةِ ألوان، أبيض، أحمر، أسود وأخضر، علمٌ في الأفقِ ينادي للحرية، وتارةً أخرى يذهبُ البصرُ إلى شرطيّ في يدهِ سلاح، وعلى خصره أسلحة، وكان العدو لهم، أنا ورفاقي في الميدان، الّذين لم يحملوا سوى حناجرهُم للهتاف.

القمع
بعد أن مضى علينا الوقت في إغلاق الشارع، يبدو أن هذا الشيء قد إستفزّ بهم، ولم يكن أمامهُم إلا البدأ في القمع، بلمح البصر، بدأت أرى مصابين معتقلين، اعمدة دخان، اسمع صوت القنابل الصوتية، الخيول تدوس المتظاهرين.

مظاهرة الغضب الثانيّة
كذلك الأمر في مظاهرة الغضب الثانيّة الّتي حصلت في عرعرة، بالأول من آب، وكنتُ أحد المعتقلين في المظاهرة، بعد أن قمتُ بمواجهتهم بحنجرتي والهتاف، واجهوني بالإعتقال والضرب العنيف، وحين دخولي أيضًا إلى محطّة الشرطة قام احدهم من وحدة "اليسام" بإلقائي على الأرض وبدأ بالضرب الغير قانوني، والشرطة سمحت لهذا الشيء مع العلم انهم كانوا يمرّوا بجانبنا ولم يمنعوا، لم أكُن خائفًا ابدًا، وإرتفعت معنوياتي أكثر عندما أتى محامي مركز عدالة وجلس معي وقلت له ما حصل معي بالتحديد.
المعتقل
كلّ ما حصل معي أنا ورفاقي الّذين كانوا في المعتقل نفسهُ وعلى نفس القضية والخلفية، ما هو إلّا رسالة إلى هذا الحراك، وتخويف الشباب بعدم الإستمرار بالإحتجاجات والمظاهرات، تريد هذه الحكومة منّا أن نجلسُ في مملكة الصمت، لا تريد أن نقف حاجزًا لقوانينهم الفاشية، تريد أن نبقى صامتين كلّ الصمت، وأن تمرّ مثل هذه القوانين بدون أي صوتٍ يمنع، لكنّهم نسوا أننا شعب يقدّس الحريّة .

الرسالة الأخيرة
مثل هذه الأساليب لا تُرهب ولا تُخيف، ولا تعرقل مسيرة النضال، نضالنا واضح، ولا نطلب سوى الحقوق الكاملة، فهي من حقّنا، لا نملك سلاحًا، نملك افكارنا، ونترجمها على ارض الواقع، مستمرين في النضال، حتّى ان ينالُ الشعب الفلسطين حريّته، وعودة اللاجئين هي حريّة كل فردٍ منّا، وهي أساس القضية، وإطلاق سراح كافة الأسرى الأمنيين، وإنهاء الإحتلال الغاشم، وإنهاء الأبرتهايد الإسرائيلي، وإنهاء الإستيطان، ومصادرة الأراضي، والقوانين العنصريّة، ثورتنا ثورة سلمية غاضبة حتّى تحقيق مطالب كلّ الشعب الفلسطيني.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة