الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 22:02

جريمة إغتيال المناضل التونسي محمد البراهمي/بقم:شاكر فريد حسن

كل العرب
نُشر: 28/07/13 13:06,  حُتلن: 15:15

شاكر فريد حسن في مقاله: 

أقدمت قوى الغدر والظلام وعصابات الإرهاب والدم مرة ثانية على إغتيال أحد رموز المعارضة التونسية وأحد قيادات القوى التقدمية اليسارية في تونس محمد البراهمي

هذا الإغتيال البهيمي هو تعبير عن العقلية الظلامية المستفحلة والمستشرية في المجتمع التونسي والمجتمعات العربية ويستهدف وأد وخنق وكبت كل صوت إنساني وثوري ونضالي وإبداعي خلاق يعتبرونه خطراً على مشروعهم الاسلامي التكفيري

ندين ونستنكر بشدة جريمة اغتيال المناضل محمد البراهمي ونعتبرها محاولة لصب الزيت على النار وتندرج في محاولات قمع واخراس الاصوات المعارضة لهيمنة واحتكار السلطة في تونس 

بالأمس أقدمت قوى الغدر والظلام وعصابات الإرهاب والدم مرة ثانية على إغتيال أحد رموز المعارضة التونسية، وأحد قيادات القوى التقدمية اليسارية في تونس، محمد البراهمي، الذي كان يشغل معارضاً في المجلس التونسي، ومنسقاً عاماً لحزب "التيار الشعبي التونسي"، وهو من الأحزاب العلمانية المعارضة في تونس، التي يحكمها الاسلاميين، وقد إستهدفه الإرهاب الدموي في حي غزالة على مرأى من زوجته وأولاده. ورغم عدم التحقق من هوية الفاعلين القتلة إلا أن اصبع الإتهام يشير الى حركة النهضة ورموزها ومن ضمنهم الغنوشي. وتأتي هذه الجريمة النكراء بعد مرور ستة أشهر على عملية إغتيال المعارض التونسي شكري بلعيد، التي نفذها اثنان من الاصوليين السلفيين والجهاديين.

إغتيال البهيمي
إن هذا الإغتيال البهيمي هو تعبير عن العقلية الظلامية المستفحلة والمستشرية في المجتمع التونسي والمجتمعات العربية، ويستهدف وأد وخنق وكبت كل صوت إنساني وثوري ونضالي وإبداعي خلاق يعتبرونه خطراً على مشروعهم الاسلامي التكفيري، فضلاً عن ضرب ومحاصرة الثقافة المقاتلة المناضلة المعارضة وتفريغها من روحها الوطنية الثورية، التي تحمل في طياتها كل العناصر الإبداعية والروحية المعبرة عن طموحات وأماني وتطلعات الطبقات الشعبية بالمستقبل السعيد والغد الأجمل .

قضايا وهموم 
محمد البراهمي، الذي طالته يد الغدر، هو من رموز المعارضة التونسية، ومن فرسان الكلمة والموقف الثوري، تمتع بفكر تقدمي وعقلية منفتحة، وهو شخصية يسارية وثورية رافضة للظلم والقهر والعبودية والإستبداد، ولثقافة الموت والإرهاب والدمار، كان مدافعاً صلباً عن الحرية وكرامة الانسان، ولأجل تنوير المجتمعات المبتلية بكارثة الجهل والتخلف والأمية.
تميز البراهمي بالوضوح السياسي الطبقي وإنحيازه لقضايا وهموم المسحوقين وإبتعاده عن المداهنة السياسية والفكرية، عاش غنياً بحبه لشعبه، وغنياً بحب الشعب التونسي له، أعطى حياته كلها لأسمى قضية في التاريخ، قضية تحرير الانسان من ربقة الظلم والإستغلال والإغتراب والإضطهاد، وعرف بنضاله العنيد ضد قوى التعصب والتطرف الديني وثقافة الإرهاب والموت، فكان مثلاً يحتذى ونموذجاً للثوري الانسان.

إغتيال وإستنكار 
اننا ندين ونستنكر بشدة جريمة اغتيال المناضل محمد البراهمي ونعتبرها محاولة لصب الزيت على النار ، وتندرج في محاولات قمع واخراس الاصوات المعارضة لهيمنة واحتكار السلطة في تونس ، وهي جريمة لن تمر مر الكرام . فتونس الخضراء التي اطلقت الشرارة الاولى لانتفاضات وثورات ما سمي بـ "الربيع العربي" واطاحت بحكم زين العابدين تعي وتدرك خطورة جريمة الاغتيال ، وتعرف كيف ترد عليها ، وسوف تواصل معركة التصدي ولجم قوى الظلام السلفية التي تتاجر بالدين وتتلاعب بمصائر الشعوب ، ودفاعاً عن الوطن التونسي وحريته ومستقبله .
الخلود للشهيد محمد البراهمي ولجميع شهداء الحرية ، والخزي والعار للقوى الرجعية المتزمتة ، المعادية للشعوب وتطلعاتها المستقبلية .

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة