فتحية عبد الفتاح سكرتيرة مؤسسة عدالة لحقوق الانسان أطلق سراحها قبل عدة أيام بعد تعرضها للضرب والاعتقال بسبب مشاركتها في تظاهرة يوم هبة النقب في مدخل مدينة سخنين

فتحية عبد الفتاح :

كان شعورا صعبا جداً رؤية ولديَّ داخل المعتقل وما سهل علي الأمر وجودي معهما وتمكني من رؤيتهما كل يوم والإطمئنان عليهما

من تجربتي في مواكبة أحداث اكتوبر كعاملة في مؤسسة عدالة شاركت في جمع المعلومات عن عنف الشرطة وجدت أن الشرطة لم تتعلم الدرس وأن كل توصيات لجنة "أور" لا تنفذ

لم يكن هناك شيء غير قانوني في التظاهرة ولولا تدخل الشرطة وقيامها بإستخدام العصي والقنابل الصوتية والدخانية لكانت ستنتهي المظاهرة بشكل سلمي وبدون إعتقالات وبدون عنف

كما يبدو فإن هنالك سياسة مبيّتة والتي يجب أن ننتبه لها وذلك من أجل قمعنا وتخويفنا كي لا نشارك ونتظاهر ونعترض على قانون برافر وعلى قوانين عنصرية أخرى تسن ضدنا

فتحية عبد الفتاح سكرتيرة مؤسسة عدالة لحقوق الانسان في شفاعمرو، والتي أطلق سراحها قبل عدة أيام بعد تعرضها للضرب والاعتقال بسبب مشاركتها في تظاهرة يوم هبة النقب في مدخل مدينة سخنين، تقول في حديث خاص لموقع العرب:" كان شعورا صعبا جداً رؤية ولديَّ داخل المعتقل، وما سهل علي الأمر وجودي معهما وتمكني من رؤيتهما كل يوم والإطمئنان عليهما".

وأردفت فتحية عبد الفتاح: " كان صعبا أن أرى مهند في وضعه الصحي الذي مر به ولم اتمكن أن أطمئن عليه، أما ولدي طارق صغير السن فكان في القسم معي، وأنا أعلم مدى قساوة العنف الذي ينتهجوه، فالعنف الذي تعرضت له وأنا امرأة كان عنفا مبالغا به وأيضاً ضد الشباب، فعندما شاهدت ابني في المظاهرة من بعيد يتعرض للضرب هجمت لأراه ولكني لم أستطع اللحاق به، وتم اعتقالي فوراً وعندما رأيته في محطة الشرطة هو وبعض الشباب بعد أن تعرضوا للضرب خفت أكثر، فمن تجربتي في مواكبة أحداث اكتوبر وأنا واحدة من اللواتي يعملن في مؤسسة عدالة، وشاركت في جمع المعلومات عن عنف الشرطة، ووجدت أن الشرطة لم تتعلم الدرس، وأن كل توصيات لجنة "أور" بأن الشرطة تتحمل مسؤولية وأنها لا تنفذ الأوامر بالشكل الصحيح ذهبت سدى، فالشرطة تعود بتعاملها العنيف".

عنف وتدخل من الشرطة
وتابعت عبد الفتاح حديثها: "إن مشاهد العنف في أحداث أكتوبر عادت من جديد في هذه المظاهرة والتي بدأت كمظاهرة سلمية، ولم يكن هناك شيء غير قانوني، وذلك باعتراف ضابط الشرطة. طيلة الوقت وهو معنا في المظاهرة ولم يقل أنها غير شرعية وهذا اثبات على أن المظاهرة كانت قانونية وكان من المفروض أن تنتهي المظاهرة بشكل سلمي وبدون إعتقالات وبدون عنف، لولا تدخل الشرطة وقيامها بإستخدام العصي والقنابل الصوتية والدخانية وقوات اليسام والخيالة والشرطة، ولكن يظهر أنه يوجد سياسة مبيّتة التي يجب أن ننتبه لها وذلك من أجل قمعنا وتخويفنا كي لا نشارك ونتظاهر ونعترض على قانون برافر وعلى قوانين عنصرية أخرى تسن ضدنا". 

فتحية عبد الفتاح

تجربة عملية
وزادت: "الأمر غريب جداً، سابقا، معظم الوقت كانت نقاشاتي مع السّجانين أو مع الشرطة، وقد كنت في الطرف الآخر أجمع المعلومات، وكنت أقارن بين ما يحدث في المظاهرات اليهودية وما يحدث عندنا، وكنا نجمع المعلومات للجنة أور وللجنة ماحش ولم أتوقع أن أكون في هذا الموقف أبداً". وتابعت عبدالفتاح: " اليوم أصبح لدي تجربة عملية ، واليوم أصبحت أعي معنى سجن، وماذا يحدث من وسائل النقل غير المريحة من المحكمة الى السجن ومن السجن الى المحكمة، طريقة التعامل مع الأسرى، طريقة العلاج الطبي، فأنا أصبت وطلبت علاجا، وبعد أن قرروا بانني يجب أن أتواجد تحت إشراف طبي، لم أرَ إلا ممرضا واحدا في السجن، وبعدها لم أر أي من الأطباء. تذوقت المر في هذه الأيام الثلاثة فأخذت أفكر في الأسرى الذين يقبعون سنينا عديدة وهم في السجن، ونحن معتقلون لعدة أيام ويتعاملون معنا هكذا، فكيف يتعاملون مع السجناء الفلسطينيين الموجودين منذ سنوات طويلة في السجن !!".

قضية
وإختتمت فتحية عبد الفتاح حديثها :"عندما أعود الى عملي، في مؤسسة عدالة، سأتلقى ، كالعادة، شكاوى كثيرة خاصة من أشخاص تعرضوا للعنف، لكن هذه المرة ستكون الصورة أوضح، فتوجد لدي اليوم شهادات واضحة للعنف، من شخص ناشط في حقوق الانسان ويتواجد للدفاع عن حق الانسان،وقد تعرض للعنف، وسنرفع هذه القضية لمؤسسات خارجية وأكون صوت لكل من تضرر في هذه المظاهرة".

فتحية عبد الفتاح في المحكمة

فتحية عبد الفتاح خلال التظاهرة