بيان النائب محمد بركة :

مبنى الموازنة العامة لم يتغير منذ عشرات السنين

48% من الموازنة العامة تصرف على الاحتلال والاستيطان

عشرات المليارات تصرف تدفع امتيازات ضريبية لكبار الاثرياء

المواطنون العرب هم ضحية هذه السياسة وسياسة التمييز العنصري

وصل إلى موقع العرب وصحيفة كل العرب بيان من النائب محمد بركة وجاء فيه: "أكّد النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام المساواة، اليوم الأربعاء، أنّ الميزانية العامّة للدولة تعكس السياسة الرسميّة للحكومات المتعاقبة، وهي لا تتغيّر في كل الحكومات المتعاقبة، وعلى مرّ عشرات السنين، وفي صلبها تمويل سياسة العسكرة والحرب والإحتلال والإستيطان، التي تلتهم حوالي نصف الميزانية، مشدّدًا على أنّ كل أمراض السّياسة الإقتصادية، من تمييز عنصري ودعم رأس المال تتركّز في سياسة الحرب والإحتلال". 

محمد بركة
 

وأضاف البيان: "وقال بركة، في خطابه أمام الهيئة العامة للكنيست، إنّ مبنى الميزانية يعكس على مدى عشرات السنين سياسة الحكومات المتعاقبة، التي ترتكز على مبدأ القوة وتضخيمها، وأنا أقصد هنا حصة ميزانية وزارة الأمن، وما يرافقها من صرف على الإحتلال والإستيطان، فهذا الصرف بمجمله يلتهم 32% من الموازنة العامة، إضافة الى هذا، فإنّ أساس الديون، وما يترتّب عليها من فوائد، الذي تكلّف الميزانية هي أيضًا نحو 32% من الموازنة العامة، هو الصّرف أيضًا على هذا بند الأمن والإحتلال، ما يعني أنّ لا أقل من 48% من الموازنة يصرف على العسكرة والإحتلال".

الثّراء في إسرائيل
ومضى البيان: "وتابع بركة، إنّ هذا أمر لا تجد مثيلًا له في العالم، فالحديث هنا ليس عن مرّة واحدة، بل عن معادلة قائمة منذ عشرات السنين، وأثبتتها مختلف الأبحاث، وهذا يعكس العقلية والأيديولوجيا المسيطرة على الحكم، بغضّ النّظر عن هوية الحكومة، إذ لديكم أيديولوجية موجهة، تعتمد على القوة والجيش في حل القضايا. عن الأوضاع الإجتماعية، قال بركة، في إسرائيل دولتان، وبالأصح ثلاث دول، دولة الأغنياء ودولة الفقراء، والثالثة هي دولة العرب، ففي دولة الأغنياء نشهد الثّراء الفاحش، فوفق آخر تقرير عن الثّراء في إسرائيل، حقّق أغنى 500 شخصية خلال العام الأخيرة أرباحًا بقيمة 10 مليارات دولار، أضيفت الى إجمالي ثروتهم التي بلغت بالمجمل بعد الأرباح 94 مليار دولار".

دفع امتيازات ضريبية لكبرى الشركات
وأكمل البيان: "كذلك فإن الحكومة لا تكفّ عن دفع امتيازات ضريبية لكبرى الشركات، وفي الأيام الأخيرة سمعنا عن حصول خمس شركات في السنوات الست الأخيرة على 16 مليار شيكل، أقلّ بقليل من 12 مليار شيكل حصلت عليها شركة طيفع لوحدها، التي حصلت في العام الماضي وحده على 3,3 مليار شيكل من خزينة الضريبة، رغم انها حققت ارباح وحدها بقيمة 4,4 مليار دولار، أي ما يعادل 16 مليار شيكل. وقال بركة، إجمعوا كل هذه المعطيات، وحدها، دون حاجة لغيرها من تفاصيل لا أقل خطورة، لنعرف أين يذهب جزءًا آخر من العجز، عدا الصّرف على الحرب والإحتلال. وتابع بركة قائلا إن تقرير الفقر دلّ على أن 25% من المواطنين يعيشون تحت خط الفقر، وهم يشكلون 20% من العائلات و35% من الأطفال، ما يعني ان كل ولد ثالث في اسرائيل هو فقير، وهذه ليست مجرد احصائيات جافة، بل إن كل واحد من هؤلاء المعذبين بالفقر عالم قائم بحد ذاته".

عقلية الحرب والاحتلال
وإختتم البيان: "وتابع بركة قائلا، إنّ الأمور لا تقف عند هذا الحد، بل إنّ الصورة في قبحها تتكشف حينما نفحص التفاصيل، لنرى، أنّ نسبة الفقر بين المواطنين العرب وحدهم 56% وبين أطفالهم 67%، أي أكثر من ثلثي الأطفال العرب يعيشون تحت خط الفقر، فأي عقل يمكنه أن يستوعب مثل هذه المعادلة، في دولة تنسب لنفسها صفة دولة متطورة، إنّ المنطق لديكم يبدأ في حساب أن أحدا ما عليه أن يطلق النار في الخليل، ولكن لماذا لا يبدأ تفكيركم من ضرورة تأمين الحليب لكل طفل في البلاد.  وقال بركة، إننا أمام ميزانية تعكس سياسة اقتصادية، ترتكز على الرأسمالية المتطرفة، فهذه السياسة تحقق النمو الاقتصادي، إلا أنّ ثماره لا تتوزع على كل الجمهور، بل إنّ هذه الثمار تكون من نصيب شريحة دقيقة جدًا من المواطنين، ففي أي مكان طبيعي في العالم، فالفقر في إسرائيل يزداد أيضًا في ظل نسب نمو كهذه. وإختتم بركة خطابه قائلًا، إن حديثنا الأساسي عن الميزانية، لا يتوقف عند رقم هنا ورقم هنا، وبند هنا وبند هناك، بل عن سياسة وحشية تتبع أسلوب التمييز العنصري، عن أسلوب الإستبداد الرأسمالي، عن نهج العسكرة والاحتلال والاستيطان، لأن كل أمراض السياسة الاسرائيلية تتخلص في نهاية المطاف في عقلية الحرب والاحتلال" إلى هنا نصّ البيان.