الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 05:02

واقع مرير وجيل يسعى للتغيير.. كفى عنصرية بين أبناء الشعب الواحد/ بقلم: مرام عواودة

كل العرب
نُشر: 18/07/13 10:44,  حُتلن: 13:48

مرام عواودة في مقالها:

مظاهر العنصرية بين ابناء الشعب الواحد أشد ألما وتأثيرا من عنصرية "عربي - يهودي"

العنصرية ضد العرب في إسرائيل هي موضوع الساعة والشغل الشاغل لأعضاء الكنيست والمنظمات والمراكز الانسانية والاجتماعية

لن أتحدث عن العنصرية التي نشهدها بين فلسطيني ومصري وخليجي فهي لا تقلقني بقدر ما يقلقني الكره والحقد والمشاعر السلبية التي يحملها أبناء شعبنا في الـ48

علينا أن نتعلم إحترام الرأي الآخر ونحاول أن نتثقف سياسيا ونكسر هذه الأطر المغلقة وننفتح أكثر فلا يجوز أن تعاملني أو تحبني أو تكرهني على أساس أفكاري وميولي السياسية!

لعل أكثر المواضيع تداولا في إسرائيل اليوم هي العنصرية المتفشية ضد العرب في كل مكان وزمان، بأشكالها المختلفة من إعتداءات جسدية وكلامية وتمييز عنصري في الجامعات وأماكن العمل والبنوك والمحلات التجارية وغيرها. فالعنصرية ضد العرب في إسرائيل هي موضوع الساعة والشغل الشاغل لأعضاء الكنيست والمنظمات والمراكز الانسانية والاجتماعية، وأخبارها تحتل العناوين الرئيسية في الصحف والمواقع العربية، والعبرية أحيانا!

عربي – يهودي
وكشابة عربية تعيش في إسرائيل فمن المفترض أن يكون هذا الموضوع شاغلا لأفكاري، إلا أن ظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند! وما أقصده أن مظاهر العنصرية بين ابناء الشعب الواحد أشد ألما وتأثيرا من عنصرية "عربي - يهودي".

التعصب الديني
وصلنا الى وضع مقلق جدا كمجتمع عربي في إسرائيل بشكل خاص وكعرب بشكل عام. لن أتحدث عن العنصرية التي نشهدها بين فلسطيني ومصري وخليجي، فهي لا تقلقني بقدر ما يقلقني الكره والحقد والمشاعر السلبية التي يحملها أبناء شعبنا في الـ48، كما أطلقوا علينا مرة، لبعضهم بعض! فنجد التعصب الديني أو الطائفية تحتل المركز الأول في القلوب، كأن مشاعرك اتجاهي تتحدد وتصبح أكثر وضوحا اذا ما علمت ديني، مسلمة أم مسيحية أم درزية، وتعاملك معي سيختلف ونظرتك لي ستتبلور أكثر!! والأصعب من ذلك، العنصرية والتفرقة بين أبناء الدين الواحد، فإذا ما سرت بحسب قناعاتي ومبادئي في الدين نزل علي سخط وغضب ممن يعتبرون أنفسهم رسُل الله الحاليين على الأرض محاولين تسييري بحسب معتقداتهم وتعاليمهم! وآخرون ممن يحاولون إقناع الجميع بأن مذهبهم الديني هو الأمثل، ومجموعات أخرى تنادي بتناسي الدين تماما وغيرهم الكثير.

التعصب السياسي
المركز الثاني الذي يحتل القلوب هو التعصب السياسي، فنجد تحت هذه الخانة التقسيم العجيب لأبناء شعبنا على أساس الأحزاب العربية التي "تمثلنا" في الكنيست فإما أن أكون جبهة أو تجمع أو موحدة/إسلامية، ويا عجبي من هذا التقسيم، فبدل أن تجمعنا أحزابنا العربية نجدها تفرقنا وتزيد الخلافات بيننا، ومع إحترامي للجميع، فإن سبب التفرقة الأول هو قيادات الأحزاب نفسها، وما حدث في إنتخابات الكنيست الأخيرة خير مثال ودليل ولا حاجة للشرح المطول!، أضف على ذلك التصدعات والحساسيات والخلافات غير المنتهية بين لجنة المتابعة العليا، والتي من المفترض أن تكون الحضن لجميع العرب في إسرائيل، وبين أغلب التيارات والأحزاب العربية، فلا أذكر أن مرت ذكرى أو مناسبة ودعت لجنة المتابعة لإضراب وفعاليات ولاقت تجاوبا ملفتا من الجميع!، والأمر يزداد سوءً في كل مناسبة والهاوية تكبر وتتسع، فالوضع أشبه بسيناريو جديد يُكتب للخلاف الفلسطيني الداخلي، ولا أستبعد أن نسمع بعد سنوات قليلة عن جهود لمصالحة وطنية كالتي يسعى لها الفتحاويون والحمساويون.

محسوبيات
من المظاهر المستفزة الأخرى التي تندرج أيضا تحت "التعصب السياسي" هي المحسوبيات والمصالح لدى التيارات السياسية العربية أو القيادات العربية في إسرائيل، وتظهر جليا في لجان الحج والعمرة، فتفضيل أشخاص على آخرين ليس له تفسير آخر سوى التعصب السياسي لخدمة المصالح. ليس عيبا أن تنتمي لتيار سياسي وتتبنى معتقداته ونهجه ولا ضرر في ذلك، فهذا شكل من أشكال الحرية والديموقراطية، لكن "الاستبسال" الشرس والدفاع العنيف والعند الذي قد يصل لعدم إحترام الغير والذي يولد الصراعات بين أبناء الشعب الواحد هو العيب بعينه.

انغلاق!
الانغلاق السياسي، أمر أصبحت أصادفه بشكل يومي تقريبا من خلال نقاشات أقرب إلى المعارك، وفي مواضيع عديدة معظمها لا صلة لنا كعرب في إسرائيل فيها لا تسمن ولا تغني من جوع! ناهيك عن "جهل" البعض بالسياسة الا انهم يطلقون شعارات وعبارات رددها بعض "القادة" فساروا على خطاهم. الوعي السياسي والانفتاح للآخر ثقافة شبه معدومة في مجتمعنا العربي، فليس من المنطق أن تأطر نفسك في مربع حديدي ترفض رفضا قاطعا أن تدخل إليه أية أفكار وآراء من الآخرين، ولا تخرج منه سوى ما خزنته منذ سنين بسبب إنتماء سياسي قديم أو تربية سياسية تلقيتها منذ الصغر. ناقشوا واتخذوا خطا سياسيا ودافعوا عن مبادئكم، برغم جهل البعض، لكن علينا أن نتعلم إحترام الرأي الآخر، ونحاول أن نتثقف سياسيا ونكسر هذه الأطر المغلقة وننفتح أكثر، فلا يجوز أن تعاملني أو تحبني أو تكرهني على أساس أفكاري وميولي السياسية!

تحضر وحرية
عن أي أنواع أخرى من التعصب سأتحدث أيضا؟ العائلية والعصبية القبلية والطبقية وحتى التعصب الكروي والكثير غيرها.. إخواني وأخواتي دعونا من هذه التفاهات التي ما تزيدنا الا ضعفا، ولنلتفت لأمور أخرى نحقق من خلالها نجاحات وإنجازات وتزيدنا قوة ووحدة، فكل تلك المظاهر تمزق نسيج مجتمعنا العربي أكثر، ولا تندرج إلا تحت مسمى الجهل والتخلف، قد لا تكون كلماتي هذه مفتاح التغيير إلا أن أملي بالشباب كبير، أنا شابة من هذا الجيل ولدي ثقة كبيرة أننا نستطيع قيادة التغيير والتحضر والحرية، نحن شباب لا تنقصنا الطاقات ولا المواهب ولا الثقافة، إذا ما كسرنا القيود التي توارثناها من الازمان الغابرة، وساعدتنا قياداتنا العربية وفتحت الطريق للأجيال الصاعدة لتثبت نفسها وتقدم ما لديها على الساحة السياسية لإدخال روح جديدة لمجتمعنا، وتشبثنا بأملنا وايماننا بمستقبل أفضل، بإحترامنا بعضا لبعض وإحتواء الآخر ونشر أسس الثقافة والأدب والعلم في مجتمعنا.

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة