المطران عطاالله حنا:

بمناسبة حلول هذا الشهر الفضيل نلتفت الى جمهورية مصر العربية متمنين لها ان تنطلق مجددا لكي تكون كما عودتنا عبر تاريخها المجيد قائدة لهذة الامة وعنصرا موحدا لها
 
نتمنى ان تتجاوز مصر هذة المرحلة فتنتقل الى الديمقراطية الحقيقية والدولة المدنية التي يعامل فيها المسلمون والمسيحيون كأبناء وطن واحد فلا أكثرية ولا أقلية في ظل الدولة المدنية بل المواطن التي تحترم حقوقه وتصان كرامته

وجه سيادة المطران عطاالله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم التهنئة للمسلمين بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك متمنيا بان تعود علينا هذة المواسم الروحية ونحن في وضع افضل مما نحن عليه اليوم. وقال سيادته مخاطبا المسلمين بهذة المناسبة بأننا وإياكم ننتمي الى اسرة بشرية انسانية واحدة خلقها الله تعالى وعلينا ان نتعلم كيف يجب ان نحب بعضنا بعضا وان نكون اسرة واحدة متحابة. وإن المسلمين والمسيحيين في المشرق العربي مدعوون اليوم اكثر من اي وقت مضى لتدعيم اواصر المحبة والتواصل والألفة والوحدة فيما بينهم.

تابع المطران عطالله: "اعدائنا لا يريدوننا ان نكون موحدين ولا يريدون للمسلم والمسيحي ان يعيشوا في هذة الديار في اجواء من المحبة الصادقة. تقع علينا اليوم مسؤوليات جسام فعلينا ان نلفظ ونرفض اي خطاب فئوي وطائفي هدام فهذا الخطاب الديني المتزمت انما هو عدو لنا جميعا وسيف مسلط على رقابنا جميعا يسيء الى حضارتنا وثقافتنا وانتمائنا القومي العربي. فلنصنع من هذا المشرق العربي نحن معشر المسلمين والمسيحيين العرب واحة للسلام والمحبة والألفة فمشرقنا جميل بوحدة أهله وتألف ابنائه وتعانق الصليب والهلال انها الوحدة الوطنية العربية الاسلامية المسيحية التي من خلالها يمكننا ان نكون اقوياء في مواجهة ما يخطط لنا ولامتنا ولقضية العرب الاولى قضية فلسطين.

سوريا عنوان الكرامة والعروبة
وبمناسبة حلول هذا الشهر الفضيل نلتفت الى جمهورية مصر العربية متمنين لها ان تنطلق مجددا لكي تكون كما عودتنا عبر تاريخها المجيد قائدة لهذة الامة وعنصرا موحدا لها. اننا نتمنى ان تتجاوز مصر هذة المرحلة فتنتقل الى الديمقراطية الحقيقية والدولة المدنية التي يعامل فيها المسلمون والمسيحيون كأبناء وطن واحد فلا أكثرية ولا أقلية في ظل الدولة المدنية بل المواطن التي تحترم حقوقه وتصان كرامته. اما سوريا فلها منا كل تحية وهي منتصرة على اعدائها حتما ،صحيح ان هنالك دمار هائل ودماء زكية اهرقت وأبرياء ذبحوا باسم الدين والدين من هذا براء وبالرغم من كل ذلك فسوريا ستنهض مجددا . فسوريا عنوان الكرامة والعروبة والأصالة ونتمنى لسوريا ان تخرج من محنتها وان تتجدد عافيتها لكي تكون ملاذا للعروبيين والقوميين والمناضلين الاحرار. أما فلسطين وعاصمتها القدس فلن تعود إلا بسواعد ابنائها ولا نتوقع ان يأتينا النصر من اي جهة كانت فيا ايها الفلسطينيون توحدوا من اجل وطنكم ومن اجل قدسكم ومقدساتكم.

الاساءة للدين بإسم الدين
واقول لإخوتنا المسلمين بأننا نحبكم كثيرا فانتم اخوتنا وليس صحيحا ما يقال هنا وهناك بأننا نخاف منكم على مستقبلنا. إن المحبة الحقيقية هي التي تطرد الخوف من القلوب فمحبتنا لكم كبيرة ولكننا في نفس الوقت نتألم عندما نرى بعضا من اولئك الذين يستغلون الدين لأغراض لا دينية فيحللون ما حرمه الله ويمتهنون الكرامة الانسانية باسم الدين والدين من هذا براء. لن نستسلم لأي خطاب يشوه حضورنا ويعتبرنا اقلية تحتاج الى حماية فنحن اصيلون في المنطقة العربية ولن يكون خيارنا إلا الوحدة الوطنية بين ابناء الامة العربية الواحدة. علينا جميعا ان ندافع عن قيمنا الدينية وان نلفظ ونرفض من يسيئون الى الدين باسم الدين،فلن تقوم قائمة لهذة الامة العربية إلا بوحدتها والدين الحقيقي هو مصدر وحدة لا مصدر فرقة. وكل عام وانتم بخير ورمضان كريم.