الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 15:01

خطر وضرر الطائفية على المجتمعات العربية/ بقلم: د. صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 10/07/13 12:41,  حُتلن: 09:24

 د. صالح نجيدات في مقاله:

سلامة وتماسك ووعي أي مجتمع بحاجة إلى وعي من قبل قادة المجتمع والنخب الموجهة للأفراد

نلحظ في جميع أنحاء العالم حين يراد لبلد ما الخراب والتقسيم والحرب الأهلية يقوم أعداء الامة بإحداث فوضى يكون البدء بتحريك الطائفية كعنصر مختلف حوله وحول مفهومه ثم تتطور إلى إثارة الطوائف الأخرى

الوطن بمصالحه ومصالح أفراده هو الحاضن والجامع لجميع المواطنين أما إحداث شرخ بين الفئات والطوائف هو بداية حدوث  النزاعاتالطائفية وعلى العقلاء أن يعلموا مقدار وخطورة اثارة النعرات الطائفية 

نرى أمام اعيننا للاسف ما تحدثه الفتنة الطائفية من تمزيق النسيج الاجتماعي وتدمير الاقتصاد في مصر وسورياوالعراق والدول العربية الأخرى، وأن إشعالها هو إيذان بخراب هذه الدول ونرى هذه الفتنه تشعل المنطقة بنيران الكراهية والحقدوسفك الدماء، ولا نرى في الافق من يتعلم ويعتبر أو يتبع الاتعاظ والوقاية من تنامي الدعوات الى الطائفية وتأثيراتها السلبية على المجتمعات في جميع مجالات الحياة.
إن سلامة وتماسك ووعي أي مجتمع بحاجة إلى وعي من قبل قادة المجتمع والنخب الموجهة للأفراد، فكثير من القضايا الاجتماعية والسياسية في عمقها تغيب عن الكثيرين من العامة، وهؤلاء يثقون بما تقوله تلك النخب التي تدخل ضمن دوائرها يقينا وتصديقا. فإن كانت النخب لديها أجندتها الخاصة والمتناقضة التي تقدمها وتسعى لإعلائها فوق مصالح الجميع ، فإن حدوث هذا يؤدي بالضرورة إلى الافتراق والنزاع وتقسيم المجتمع.

تحزب وتعصب
وكما نلحظ في جميع أنحاء العالم حين يراد لبلد ما الخراب والتقسيم والحرب الأهلية يقوم أعداء الأمة بإحداث فوضى، يكون البدء بتحريك الطائفية كعنصر مختلف حوله وحول مفهومه، ثم تتطور إلى إثارة الطوائف الأخرى التي لا تجد لها مساندا سوى تخزين الغضب والحقد، وفي وقت محدد ينفجر المجتمع حول نفسه، ويكون المتسبب في هذا الانفجار التحزب حول الطائفية. أو التعصب الى حزب أو جماعة، ومن المفترض على العقلاء اطفاء الدوافع المحركة لهذه الفتنه وما نراه أن العقلاء قليلون  وأن البعض يصب الزيت على النار ليزيد النار اشتعالا. وللأسف، تظهر هذه الطائفية في أولى صورها بأنها دفاع عن البلد، ومنها يحدث التغول على طوائف أخرى، فتحدث التعبئة بين أفراد البلد الواحد. إن أي مجتمع معافى وواعي  ومتماسكتكون فيه النخب القيادية محافظة على مصلحة الوطن والمواطن وفق معايير المواطنة، وليس وفق معايير طائفية أو حزبية ’و أي شيء آخر.

خطورة الوضع
فالوطن بمصالحه ومصالح أفراده هو الحاضن والجامع لجميع المواطنين.   أما إحداث شرخ بين الفئات والطوائف هو بداية حدوث  النزاعاتالطائفية، وعلى العقلاء أن يعلموا مقدار وخطورة اثارة النعرات الطائفية وعليهم عقد الندوات والمؤتمرات التي تدعو إلى الحوار الوطني، ونبذ التعصب القبلي أو المذهبي في محاولة لإبعاد أي نزاع يمكن له أن يحدث احتكاكا بين أفراد وأطياف المجتمع. ومما يؤسف له أن هناك من النخب من لا تحتاط من خطورة الحديث والتحريض على افتراق المجتمع طائفيا، فيما كان الأجدر بهذه النخب العمل على الوحدة في إطارها الوطني التنموي الجالب الخير لكل مواطن في تحقيق رفاهيته من غير تميز عرقي أو مذهبي أو قبلي.

كراهية
للأسف، هناك من النخب من يجيش ويحرض ويوغر صدور أبناء البلد الواحد ضد بعضه بحجة محاربة الطائفية، بينما هذا التجيش هو الخطر الحقيقي الذي يؤدي إلى الكراهية والبغض والضغينة بين شرائح المجتمع المختلفة. إن النخب السياسية في العالم العربي لم ترتقِ بعد لمستوى المسؤولية وهم مستعدون لتخريب الوطن من أجل مصالحهم الخاصة وهذا أخطر ما يكون على الأمة. إن انتماء هؤلاء للوطن وللأمة ضعيف لذا لا يهمهم قتل شعوبهم وتخريب أوطانهم .

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة