الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 19:01

من الانقلاب على د. مصدق إلى الانقلاب على د.محمد مرسي/ بقلم: نضال محمد وتد

كل العرب
نُشر: 05/07/13 12:53,  حُتلن: 14:55

نضال محمد وتد في مقاله:

الانقلاب على د. محمد مرسي الذي جاء بعد زيارة "مستشاره" العسكري لواشنطن، يعيد إلى الأذهان سلسلة الانقلابات التي نظمتها الولايات المتحدة ضد كثير من الأنظمة في العالم، 

لعل أكثر ما يثير الغيظ والقرف في المسألة المصرية هو انتهازية الأحزاب العربية البرلمانية في إسرائيل فهي تهلل للانقضاض على الشرعية المصرية من قبل مؤسسة عسكرية مرتبطة عضويا بالولايات المتحدة وتدعو لـ"تعرية" الأخوان المسلمين وما تسميه "حكم المرشد" بينما تتقاعس عن اللجوء لخطوة واحدة تعري بها كنيست إسرائيل

لا يمكن بأي شكل من الأشكال، رغم انتقادنا )قبل أسبوعين (لسياسة الرئيس محمد مرسي، أن نفهم هذا الفرح والتهليل لإسقاط مصر تحت قبضة العسكر في حركة انقلاب مريبة تعاون فيها "القومي" حمدين صباحي، مع من أحرق العراق وأسقطها تحت الاحتلال وهو مدير وكالة الطاقة الدولية، المدعو محمد البرادعي رجل أمريكا في المنطقة، ومع وزير خارجية نظام مبارك ، عمرو موسى... لا يمكن التهليل للانقلاب واعتقال رئيس حاز على عشرات ملايين الأصوات، لأن معارضيه (على تناقضاتهم المعلنة على الأقل) رفضوا عندما عرض عليهم المشاركة في الحكم، تقبل دعوته لهم خوفا من أن يصمهم الغرب بالتعاون مع الإسلام السياسي... سياسة الرئيس محمد مرسي لم ترض كثيرين، وخاصة الإبقاء على حصار غزة، لكن هذا التكالب عليه وعلى حركة الأخوان المسلمين، ولست من أنصارها، يثير الريبة والشكوك في صدق نوايا من هللوا للجنرال السيسي، رفيق الطنطاوي، وخريج المؤسسة العسكرية المصرية التي لم تتحرك طيلة عام كامل خلال الثورة ضد نظام مبارك. ويومها كتبت مقالا تحت عنوان (مصر ليست تونس والجيش ليس محايدا). وبالفعل لم يكن الجيش المصري محايدا في يوم من الأيام، منذ انتقال السلطة للسادات، فقد دخل على خط الناتو..ومعركة إسقاط الرئيس المصري بعل أقل عام من حكمه جاءت لسد الطريق أمام تمكن مصر الجديدة وحركة الأخوان المسلمين من السير على طريق تركيا في تخليص الدولة من قبضة العسكر...

الحركة الانقلابية على مرسي 
لم يكن الانقلاب على الرئيس المصري المنتخب عفويا، ولا بسبب "فشله في إنقاذ البلاد" من الضعف والفقر والبطالة، بل خوفا من النهوض بدولة احتلها مبارك بمعاونة المؤسسة العسكرية إياها وجعلها رهينة وتابعة للمنظومة الأمريكية... الحركة الانقلابية على الرئيس المنتخب في مصر، ستدخل مصر في متاهات كبيرة وتبقي على غيابها عن العالم العربي والإسلامي... وهي تهدد ببحر دماء وحرب أهلية يتحمل وزرها ثلاثة لا غير: البرادعي، وعمرو موسى وحمدين صباحي... الانقلاب على د. محمد مرسي الذي جاء بعد زيارة "مستشاره" العسكري لواشنطن، يعيد إلى الأذهان سلسلة الانقلابات التي نظمتها الولايات المتحدة ضد كثير من الأنظمة في العالم، بدءا من الانقلاب المضاد على حكومة د. مصدق في إيران، عام 1953 وإعادة الشاه، ومرورا بالانقلاب على سلفادور أليندي بواسطة الدكتاتور بينوشيه، عام 1973، ومحاولات إسقاط فيدل كاسترو في كوبا، على امتداد ايام الحرب الباردة، وأخيرا محاولات الإطاحة برئيس فينزويلا الراحل، هوجو تشافيز...

أحزابنا ومصر
لعل أكثر ما يثير الغيظ والقرف في المسألة المصرية هو انتهازية الأحزاب العربية البرلمانية في إسرائيل، فهي تهلل للانقضاض على الشرعية المصرية من قبل مؤسسة عسكرية مرتبطة عضويا بالولايات المتحدة، وتدعو لـ"تعرية" الأخوان المسلمين وما تسميه "حكم المرشد" بينما تتقاعس عن اللجوء لخطوة واحدة تعري بها كنيست إسرائيل....تطالب الشعوب بالتحرر في العالم العربي، وتتقاعس عن خطوة واحدة وجادة...تثبت فيها إن إسرائيل دولة أبرتهايد فعلا لا قولا..أحزاب تقبل أن تبقى ورقة توت لديمقراطية إسرائيل حتى لو صادرت ثلث فلسطين من أهلها في النقب، حتى لو صادرت ما تبقى من أرض في وادي عارة...تسكت عن كل هذا وتكتفي بضمان حضورها في صور المظاهرات ثم تدلي "بدلوها" في مصير مصر ... أحزاب تطلب كل مرة من الناس أن تعطيها فرصة إضافية، أربع سنوات أخرى ، لكنها تستكثر على رئيس جمهورية منتخب بأكثر من 20 مليون صوتا أن ينهي ولاية واحدة...

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة