الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 15:02

الغنُّوشي ومرسي ومُسيْلمة الكذَّاب/ بقلم: المحامي جريس بولس

كل العرب
نُشر: 02/07/13 12:30,  حُتلن: 07:39

المحامي جريس بولس في مقاله:

لماذا لم يقم المدعو مرسي بقطع العلاقات مع إسرائيل فوراً بعد تسلمه الحكم ولماذا لم يلغ اتفاقية كامب ديفيد ولماذا يوجّه نضاله صوب الجامع الامويّ في دمشق بدلاً من الجامع الاقصى في القدس؟

مرسي قرر أن يقدم وريْقة تافهة للرئيس الامريكي أوباما على عتبة لقائه مع بوتين مفادها ان سوريا محاصرة عربياً ودولياً لان مصر اكبر دولة عربية قررت قطع علاقاتها معها وكأنّ من قام بقطع العلاقات مع سوريا هي الدول العظمى الصين أو روسيا

قامَ أحَدُ الانبياء الكذبَة، "مُسيْلمة الكذَّاب" أو قل "سُجاح" النبيّة الكاذبة، بسبب تغييره للمواقف المبدئية كالافعى الرقطاء التي تغير جلدها، وهو بعيد عن الوطنيَّة والقوميَّة بعد الغبراء عن السَّمَاء، بالتنبُّؤ ان الثورة ستبدأ من تونس (الربيع العربيّ)، وقد آمن للأسف بهذا النبيّ الكاذب العديد من المضلَّلين (بفتح اللام) ونسوْا ان النبيّ العربيّ محمد بن عبدالله هو خاتم النبيِّين، وفعلاً صدق هذا النبيّ الكاذب، والتي يقال عنها ثورة بدأت من تونس، بعدها قام هذا النبيّ بزيارة الغنُّوشي في تونس للتهنئة ولكي يقطف ثمار نبوءته الكاذبة وهناك صدح بأسلوبه الفذ وغرَّد عن الديموقراطيّة الكاذبة ووصلت به الديموغاغيّة والوقاحة ان يشبّه حركة الاخوان المسلمين والتيَّار الاسلاميّ المتزمِّت والرجعيّ والمتواطىء مع أمريكا واسرائيل ودول البترودولار والغرب بالتيَّار البروتستنتي المتنوِّر الذي ثار ضد الكنيسة الكاثوليكيّة الظالمة في ذلك الحين.

ولكن سرعان ما سقطت كل أوراق التين عن هذا النبيّ الكاذب وبانت عورته ومدى تورطه في المشروع الأسود، "مشروع الشرق الاوسط الجديد"، والذي تبيِّن أن حسب هذا المشروع يجب على ما يسمّى بالثورة أن تبدأ من تونس لأنها أسهل الأماكن لنجاح الثورة مقارنة بليبيا ومصر وسوريا واليمن وغيرها، لذا بدأت الثورة من تونس، والمعنى ان لا نبوءة ولا ما يحزنون. في يوم الجمعة الموافق 31.5.13، في تمام الساعة العاشرة صباحاً حسب توقيت واشنطن دي سي قام المدعو راشد الغنُّوشي، شريك النبيّ الكاذب في المشروع، بزيارة لمركز "صابان (تسابان) لسياسة الشرق الاوسط"، أحد أعمدة وأركان اللوبي الصهيوني في امريكا.

الإسلام والديموقراطيّة
وقد رحَّب في الغنُّوشي، زعيم حركة الاخونجة التونسيّين، وقدّمه وامتدحه "مارتن إنديك"، أحد أبرز شخصيات اللوبي الصهيونيّ في أمريكا، وهو يهوديّ صهيونيّ مهندس برنامج "السيطرة المزدوجة على ايران والعراق" في سنوات التسعين. وقام الاخير بتقديم الغنُّوشي: "كمفكر إسلاميّ عبقريّ"، وقد سمِّي مركز تسابان بهذا الاسم نسبة الى الثريّ اليهوديّ المصريّ "حاييم تسابان" ومديرة هذا المركز هي تامارا كوفمان إحدى أبرز شخصيَّات اللوبي الصهيونيّ في أمريكا أيضاً. بعدها راح الغنُّوشي يشرح عن حركة النهضة (حركته) وتوفيقها بين الإسلام والديموقراطيّة، وقد أسهب الغنُّوشي عن حركة النهضة وقال عنها أنها حركة ديموقراطيّة والبرهان على ذلك، على حد قوله، هو تعاضدها بالسلطة مع حلفاء "علمانيّين" واعتبر ان السلفيِّين هم نتيجة نظام زين العابدين بن علي، لا نتيجة نظام الديموقراطيّة الخاص بحركة النهضة، وأتمّ محاضرته بالتفاخر والمباهاة بان "الربيع العربيّ" والذي أنا أنعته "بالربيع العربيّ التكفيريّ" بدأ من تونس طبعاً كما تنبَّأ نبيّنا الكاذب. ولم يذكر الغنُّوشي طبعاً ببنت شفة القضيّة الفلسطينيَّة والقضيّة السوريَّة، اي نسي وتناسى قضية العرب ألا وهي قضيّة فلسطين ونسي الاقصى ونسي كلَّ شيء.

البكاء والعويل
وعلى نفس المنوال قام زعيم حركة الإخونجة في مصر، محمود مرسي، الشريك الاخر لنبيِّنا الكذَّاب، بقطع العلاقات الدبلوماسيَّة نهائياً مع سوريّا الشقيقة وقام بسحب سفيره من دمشق وطرد السفير السوريّ من البلاد وأعلن دعمه لما يسمى بالجيش الحر (فئران الناتو). والسؤال الذي يسأل: لماذا لم يقم المدعو مرسي بقطع العلاقات مع إسرائيل فوراً بعد تسلمه الحكم ولماذا لم يلغ اتفاقية كامب ديفيد ولماذا يوجّه نضاله صوب الجامع الامويّ في دمشق بدلاً من الجامع الاقصى في القدس، ونحن نؤمن ونقول ان كل بوصلة غير موجهة الى القدس وفلسطين هي بوصلة مضلّلة ومشبوهة ومشكوك في أمرها. طبعاً لن يقدم الرئيس السوري بشار الاسد خاصة والقيادة السوريَّة عامَّة على البكاء والعويل على ما فعله فرع حركة الاخوان في مصر والأمر لم يكن مفاجأة لهم، على العكس لو كان مرسي فذاً بما فيه الكفاية وذا قرار مستقل لدعا لمصالحة وطنيّة في سوريَّا ولأعلن عن نيّته للتوسّط هناك بين الأطراف وهكذا كان سيجعل له ولمصر خيارات سياسيّة على المستوى الاقليميّ، الأمر الذي كان سيجعله لاعباً كبيراً بحجم مصر لا "نخلتين وخيمة" بحجم قطر العميلة.

معاهدة كامب ديفيد
لكن مرسي قرر أن يقدم وريْقة تافهة للرئيس الامريكي أوباما على عتبة لقائه مع بوتين مفادها ان سوريا محاصرة عربياً ودولياً لان مصر اكبر دولة عربية قررت قطع علاقاتها معها وكأنّ من قام بقطع العلاقات مع سوريا هي الدول العظمى الصين أو روسيا. الحقيقة ان مرسي مضغوط من أخمص قدميه حتى أم رأسه، لا يعرف كيف يهرب أو يتهرب من مصيبة استمرار معاهدة كامب ديفيد وإبقاء السفارة الاسرائيليَّة في مصر، وهو يراقب وينظر إلى ما جرى لأخيه الإخونجي الآخر أردوغان بعد تداعيات أحداث ساحة تقسيم ويتوجس خوفا ان يحدث له نفس المكروه (المرغوب عندي) وأراد الشرود والهرب من استحقَاق داخلي في مصر في 30 حزيران والهروب من انكماش دور مصر إفريقيَّا، مما يهدد مصر بالموت عطشاً وطبعاً لا يتحدث مرسي بلسان حاله فانما هو لسان حال جماعة "الاخوان المسلمين" التي قررت مقايضة المبدأ بالسلطة وعلى رأسها شيخ الفتنة والناتو "القرضاوي" والتي تظهر أطيافها التابعة لامريكا وللصهيونية وللغرب اكثر واكثر يوماً بعد يوم أمثال: الغنُّوشي ومرسي وأردوغان ومشعل وهنا ايضاً في الداخل الفلسطينيّ وسيتبع.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة