الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 04:02

الامهات:مفاهيم للتعرف على عالم الأطفال

أماني حصادية -
نُشر: 01/07/13 11:55,  حُتلن: 14:15

الأمهات:

لابد من تذكر أن الطفل يولد على الفطرة فالانحراف عن هذا التصور يجعل سلوكنا تجاه أبنائنا منذ البداية محكوما عليه بالفشل الذريع

لعالم الطفل مفاتيح لا يدخله إلا من امتلكها ولا يمتلكها إلا من تعرف عليها وهي أن الطفل كيان إنساني سليم وليس حالة تربوية منحرفة والواجب عند الطفل يتحقق عبر اللذة أساساً وليس عبر الألم

يظن كثير من الآباء أن مجرد اجتهادهم في تلقين الطفل قيماً تربوية إيجابية، كفيل بتحقيق نجاحهم في مهمتهم التربوية، وعند اصطدام معظمهم باستعصاء الطفل على الانقياد لتلك القيم، يركزون تفسيراتهم على الطفل في حد ذاته، باعتباره مسؤولاً عن ذلك الفشل ولم يكلف أغلبهم نفسه مراجعة السلوك التربوي الذي انتهجه، فأدى ذلك المآل إلى مزيد من توتير العلاقة بينهم وبين أبنائهم. هل إذا أردتي أن تكوني أمّاً ناجحة، عليك أن تضطلع بعلوم التربية وتلم بالمدارس النفسية وتتعمق في الأمراض الذهنية والعصبية؟ بالطبع لا. ما عليك إذا أردت أن تكوني كذلك إلا أن تفهمي عالم الطفل كما هو حقيقة، وتتقبلي فكرة مفادها: أنكِ لستِ أمّاً كاملةً، فتهيئي نفسك باستمرار كي تطوري سلوكك تجاه طفلك، إذ ليس هناك أم كاملة بإطلاق.
كما عليك ألا تستسلمي لفكرة أنك أنك أم سيئة، فتصابين بالإحباط والقلق فكما أنه ليس هناك أم كاملة بإطلاق، فكذلك ليس هناك أم سيئة بإطلاق.


والأمهات تجاه التعامل مع عام الطفل صنفان غالبان:
الصنف الأول: يعتبر عالم الطفل نسخة مصغرة من عالم الكبار، فيسقط عليه خلفياته وتصوراته.
الصنف الثاني: يعتبر عالم الطفل مجموعة من الألغاز المحيرة والطلاسم المعجزة، فيعجز عن التعامل معه.

لعالم الطفل مفاتيح
لعالم الطفل مفاتيح، لا يدخله إلا من امتلكها، ولا يمتلكها إلا من تعرف عليها، وهي أن الطفل كيان إنساني سليم وليس حالة تربوية منحرفة، والواجب عند الطفل يتحقق عبر اللذة أساساً وليس عبر الألم، والزمن عند الطفل زمن نفسي وليس زمناً اجتماعيا، والعناد عند الطفل نزوع نحو اختبار مدى الاستقلالية وليس رغبة في المخالفة، وكل رغبات الطفل مشروعة وتعبيره عن تلك الرغبات يأتي أحياناً بصورة خاطئة، وكل اضطراب في سلوك الطفل مرده إلى اضطراب في إشباع حاجاته التربوية.

الطفل كيان إنساني سليم وليس حالة تربوية منحرفة:
أولى مفاتيح عالم الطفل، تكمن في نوع التدخل الذي نقوم به تجاه سلوك أطفالنا يدرك مباشرة أننا نتعامل معهم على اعتبار أنهم حالة تربوية منحرفة يلزمنا تقويمها، لا باعتبارهم كيانا إنسانياً سليماً، كما يقتضيه معنى الفطر، فنعمل بمقتضى ذلك المفهوم المنحرف على الوقوف موقفاً سلبياً ومتسرّعاً تجاه أي سلوك لا يروقنا ولا نفهمه، فنحرم بذلك أنفسنا من الانسياب إلى عالم الطفل الممتع والجميل.


الأطفال والفطرة
لابد من تذكر أن الطفل يولد على الفطرة فالانحراف عن هذا التصور يجعل سلوكنا تجاه أبنائنا منذ البداية محكوما عليه بالفشل الذريع. إذ إنه من مقتضيات نجاح التعامل تذكر أن الطفل يولد بالملكات الفطرية والقدرات الأولية ما يؤهله ليسير في رحلته في هذه الدنيا على صواب، وبذلك التصور سيتحدد نوع تدخلنا في كيانه، والذي يتجلى في وظيفة محددة هي: الإنضاج والتنمية، لا التقويم والتسوية، أي ستقتصر وظيفتنا تجاه الطفل على تقديم يد المساعدة للطفل حتى ينضج تلك الملكات وينمي تلكم القدرات.
وحينما نلحظ انحرافاً حقيقياً في سلوك الطفل، فعلينا أن نراجع ذواتنا ونتهم أنفسنا ونلومها ونحاسبها، لأننا سنكون نحن المسؤولين عن تحريف تلك الفطرة التي كانت بين أيدينا سوية سليمة، فلم نحسن الحفاظ عليها، ولم نؤد حقها على الوجه المطلوب.  وبذلك سوف نشفى من أعراض النرجسية التي تصيب معظم الأمهات حيث سنتمكن من تطوير ذواتنا باستمرار عن طريق عرضها على ميزان النقد والتقويم، فالطفل كيان إنساني سليم وليس حالة تربوية منحرفة.

مقالات متعلقة