الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 02:01

فريال قاسم من كوكب أبو الهيجاء تتبرع بكلية لزوجها وتنقذ حياته

أمين بشير- مراسل
نُشر: 28/06/13 19:09,  حُتلن: 22:23

فريال خضعت لعملية جراحية لاستئصال الكلية بهدف نقلها وزرعها في جسم زوجها عرفاناً ووفاء منها لمحبته وعطفه ومعاملته الحسنة لها طوال سنوات زواجهما

فريال قاسم:

تعاهدت مع زوجي على العيش سوياً في السراء والضراء في الصحة والمرض

كلي أمل انها ما هي إلا عدة أشهر حتى يستعيد زوجي عافيته ويعود لمزاولة نشاطه وأن يتابع حياته بصورة طبيعية

رأيت بالتبرع واجبا انسانيا بعد أن تبين بأن جميع الفحوصات المخبرية جاءت مطابقة ومناسبة فأنا على استعداد للتضحية ولأية معاناة قد تحدث في المستقبل مقابل أن أرى زوجي واولادي بخير

حسين قاسم:

افتخر بزوجتي (ام علي) الزوجة الوفية وسأظل لها مدينا ما حييت والحمد لله فقد تمت عملية التبرع والزرع بالكلية بنجاح تام

يعاني حسين علي قاسم (أبو علي) من القرية العربية الوادعة كوكب أبو الهيجاء والبالغ من العمر 57 عاما ولديه إثنين من الأبناء وأربع بنات، منذ فترة وجيزة من فشل كلوي أخضعه للعلاج مرارا في المستشفى الأمر الذي اضطره لتلقي العلاج واجراء غسيل كلى "دياليزا"، وفي كل زياراته كانت زوجته فرال قاسم (أم علي) هي من يقوم على خدمته ورعايته وقيادة المركبة في الذهاب والاياب وتجالسه وتسليه وتخفف عنه ما ألم به من مرض.


فريال وحسين بعد نجاح العملية

فريال (أم علي) لم تكتفِ بمنحها قلبها لزوجها حسين تعبيرا عن حبها له، وإنما تعدى ذلك حتى تبرعت له بإحدى كليتيها لتعبر له عن صادق المودة وعميق الحب. وخضعت فريال لعملية جراحية لاستئصال الكلية بهدف نقلها وزرعها في جسم زوجها، عرفاناً ووفاء منها لمحبته وعطفه ومعاملته الحسنة لها طوال سنوات زواجهما.

الوفاء والمحبة
وتقول فريال قاسم لموقع العرب وصحيفة كل العرب: "كان قلبي يتمزق طوال تلك الفترة ألماً لمرارة ما يعانيه زوجي الذي بادلني طوال أكثر من 25 عاما من الزواج، الوفاء والمحبة والإخلاص والمعاملة الحسنة والكريمة، كان من الطبيعي ان زوجي هو أول من أخبرته عن قراري، ولم أستغرب رفضه، لأنني أعلم مسبقاً حرصه وخوفه علي، ولكنني واجهته بإصراري القاطع، وهو نفس الإصرار الذي واجهت به كل من اراد تحذيري من عواقب ذلك".

فشل كلوي
وتضيف فريال قاسم في حديث لموقع العرب وصحيفة كل العرب: "لم أفكر كثيراً في حالتي الصحية أو في ضعف أداء كليتي الوحيدة بعد تبرعي، وعندما سمعت الاطباء يتحدثون عن فشل كلوي وأن هناك حاجة ملحة للزرع، تعهدت دون أي تحذير مسبق بأن أمنحه كليتي تعبيرا عن حبي واحترامي لزوجي ووالد ابنائي الذين هم اعز الناس الى قلبي، وعندما تعاهدت معه على العيش سوياً في السراء والضراء، في الصحة والمرض؛ وطالما كنا فرحين في حياتنا وتغمرنا السعادة رأيت بالتبرع واجبا انسانيا بعد أن تبين بأن جميع الفحوصات المخبرية جاءت مطابقة ومناسبة، فأنا على استعداد للتضحية ولأية معاناة قد تحدث في المستقبل مقابل أن أرى زوجي واولادي بخير". وأشارت بالقول: "كلي أمل انها ما هي إلا عدة أشهر حتى يستعيد زوجي عافيته ويعود لمزاولة نشاطه وأن يتابع حياته بصورة طبيعية".

أيام قاتمة
وفي حديث مع حسين قاسم (أبو علي) يروي قصته لموقع العرب وصحيفة كل العرب قائلا: "مررنا بأيام قاتمة للغاية، سرعان ما بدأت صحتي بالتدهور، وزاد عدد مرات الغسيل الكلوي الى ثلاثة ايام في الاسبوع ولم يعد جسمي قادراً على التماثل للشفار ونتيجة لذلك، كانت معاناة لا يعلمها إلا الله وزوجتي أم علي التي قاست كثيرا على الصعيدين النفسي والجسدي، حيث كانت تقلني إلى المستشفى أثناء الغسيل الكلوي وبعد رجوعها إلى المنزل تدير أعمال البيت وتعمل على خدمة أبنائنا الستة وهم بمختلف مراحل العمرية الدراسية، وكان الحل الطبي الوحيد زراعة كلية، لكن المشكلة الأساسية التي واجهتني كانت بالتضييق على عمليات زراعة الكلى وحصر التبرع بالأقرباء من الدرجة الأولى، أو الانتظار في قائمة طويلة من التبرع في حوادث عمل او طرق في البلاد، وبناء على توصيات المستشفيات للحد من الاتجار بالأعضاء البشرية".

عملية جراحية 
ويضيف حسين قاسم: "أنا كنت بضغط نفسي كبير، ففي حال تعرضت صحة أم علي لأية مضاعفات بسبب العملية الجراحية سأكون المتسبب أمام نفسي والآخرين، ولن أسامح نفسي بأي شكل من الأشكال وقتها، الا انني وقعت تحت اصرارها كما كنت أفكر بأولادنا الذين لم أرغب أن يعانوا لا سمح الله من حنان أمهم التي يجب أن تكون بجانبهم في حال شعرت بأي آلام مستقبلية، وأمام إصرارها وإيماننا بقضاء الله وقدره، توكلت على الله وقبلت الفكرة، فيما كان أمل في داخلي ودعاء في قلبي لله تعالى بأن لا تكون أنسجتها مطابقة لأنسجتي، وأن يتعذر إجراء العملية، في الوقت الذي كانت فيه هي الأخرى تتضرع لله بأن تتطابق الأنسجة ويتم التبرع، فانا افتخر بزوجتي (ام علي) الزوجة الوفية، وسأظل لها مدينا ما حييت والحمد لله فقد تمت عملية التبرع والزرع بالكلية بنجاح تام، وكلي أمل ودعاء من الله ان يكون النجاح مستقبلي".

وعادت السعادة
هذا، وبعد ايام من اجراء العملية الجراحية سمح الاطباء للزوجة مغادرة سريرها ورؤية زوجها في الغرفة المجاورة بالكثير من التأثر بالسعادة وتعبر الزوجة عن ذلك بالقول: "مع مشاهدتي لزوجي شعرت أن السعادة عادت إلى قلبي خاصة وانه بصحة جيدة، وزادت سعادتنا عندما انضم الينا ابننا الذي وصل من رومانيا للاطمئنان علينا بالرغم من الامتحانات التي تصادف هذه الايام الامر الذي زاده يقينا وراحة اننا بخير وغادر البلاد وهو يدعو لنا بالسلامة، وهنا لا يسعني الا أن احمد الله اولا واخراً أن اكرمنا بنجاح العملية الجراحية، لي وله وانني اعتز بزوجي واولادي كما وينتابني شعور من السعادة عندما أتذكر أنني استودعته جزءاً من جسدي يعيش في جسمه، وأنا على قناعة أن حياتنا ستكون اروع واجمل كونها اكتسبت لوناً بهياً مليئاً بإلايثار والتضحية. ومن ثم الشكر لعمر شلش من عرابة البطوف نسيبنا وخطيب ابنتنا الذي مكث معنا في المستشفى طيلة فترة مكوثنا في المستشفى وكان لنا نعم الابن والنسيب ونحن نتمنى له الحياة السعيدة والرغيدة، وندر امثاله ونشكر الكثير من اهلنا من كوكب والقرى المجاورة والاصدقاء والمعارف الذين يتصلون بنا ساعات الليل والنهار للإطمئنان علينا".


الزوجان قبل العملية


والتفت العائلة في جو من المحبة

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.78
USD
4.05
EUR
4.71
GBP
242372.95
BTC
0.52
CNY