الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 07:01

الأرض والمسكن مرة أخرى/ بقلم: نضال محمد وتد

كل العرب
نُشر: 28/06/13 11:24,  حُتلن: 11:42

نضال محمد وتد في مقاله:

أثبتت مداولات الأمس المفتوحة عمق إدراك قيادات المتابعة ربما للمرة الأولى لوجود هوة بينها وبين الناس فهل ستتمكن من استعادة زمام المبادرة لاستعادة ثقة الناس بها قولوا إن شاء الله

المتابعة رغم "إبداعية" قراراتها تبدو غير مقتنعة بأن الجماهير ستلبي النداء ربما لأنها تدرك حجم الفجوة بين الجماهير وبين القيادةوهو ما أعرب عنه بصراحة ملفتة للنظر رئيس بلدية باقة الغربية المحامي مرسي أبو مخ عندما حذر القيادة أنه يخشى من الوصول إلى وقت تبقى فيه القيادة بدون شعب وبدون جماهير



يشكل هدم السلطات لمنزل المواطن سعيد أبو شرقية بعد أكثر من أربعين عاما على بنائه تحول جديد في تعامل السلطات الحكومية مع ملف البناء غير المرخص في الوسط العربي، خاصة وأن البيت المذكور قائم قبل عشرات السنين من تشكيل المجلس الإقليمي منشة الذي طالب وحدة مراقبة البناء في وزارة الداخلية بتطبيق قوانين التنظيم والبناء، وهدم المنزل المذكور. ويأتي هذا الهدم متساوقا ومتزامنا مع إقرار قانون برافار لترحيل 40 ألف مواطن فلسطيني في النقب، تحت نفس الحجة، حجة تنظيم الوجود العربي في النقب، ووضع مخططات "لتذويت" ثقافة التنيظم والبناء عند العرب، مع أن هذا المسمى يعني قبل كل شيء ترحيل العرب، مصادرة أراضيهم، تضييق مسطحات البناء، بعد تضييق مناطق النفوذ. ولعل اللافت هنا أن خطوة هدم المنزل عند مفترق برطعة، ساهمت، من حيث لا تدري المؤسسة في الربط بين مخطط برافار في النقب البعيد عن العين، وبين الأوجاع المحلية في كل منطقة، وعزز من محاصرة محاولات تشتيت واستنزاف قوى الشارع العربي في مواجهة هذه المخططات.

اعلان الاضراب العام 
تفجير الوضع في وادي عارة من خلال هدم البيت المذكور، ساهم أيضا في الضغط وبشكل فاعل على الأحزاب العربية والحركات السياسية المختلفة المكونة للجنة المتابعة، فجعل مسألة إعلانها للإضراب العام خطوة لا مفر منها، أيا كان موعد هذا الإضراب، رغم محاولات العزف على وتر ضرورة إمهال لجنة المتابعة أو لنقل الأحزاب فرصة لتعبئة الشارع، وكأنه لم يكن أمام هذه الأحزاب والحركات الوقت الكافي، منذ الإعلان عن مخطط برافار لتعبئة الجماهير العربية.

التراجع عن مخطط برافر
على أية حال، وبفعل الغضب الذي تفجر في وادي عارة أمس، والمرتقب في النقب، "تمكنت" المتابعة أمس بعد ثلاث ساعات من المداولات (كانت أقرب في الواقع إلى الخطابات) من الاتفاق مبدئيا على موعد الثامن من الشهر القادم لإعلان الإضراب العام على ألا يكون الإضراب خطوة يتيمة بل ترافقه وتتبعه خطوات وفعاليات تصعيد لإجبار الحكومة على التراجع عن مخطط برافر. لكن المتابعة رغم "إبداعية" قراراتها، تبدو غير مقتنعة بأن الجماهير ستلبي النداء، ربما لأنها تدرك حجم الفجوة بين الجماهير وبين القيادة، وهو ما أعرب عنه بصراحة ملفتة للنظر رئيس بلدية باقة الغربية، المحامي مرسي أبو مخ عندما حذر القيادة أنه يخشى من الوصول إلى وقت تبقى فيه القيادة بدون شعب وبدون جماهير. في المقابل لا يمكن لنا إلا أن نلفت في الأن ذاته على ما استذكره كل من الشيخ رائد صلاح، والسيد رجا إغبارية عن وجود قرارات تتخذها المتابعة ولا يتم تنفيذها ، حيث دعا الاثنان هذه المرة إلى أن تسعى المتابعة لتنفيذ القرارات التي تتخذها ومن ضمنها مسألة إعادة بناء كل بيت يتم هدمه، ومسألة رفع شكوى رسمية للأمم المتحدة.

نضال طويل الأمد 
خلاصة القول لا يمكن لأحد اليوم أن يقول انه يدرك دون غيره أو أكثر من غيره حقيقة نبض الناس ومواقفها ومدى استعدادها للنزول للشارع أو خوض غمار نضال طويل الأمد ما لم يكونوا على ثقة أن هذا "البرنامج" ليس مجرد هبات مزاجية، ولا مجرد محاولات استعراضية أيا كانت ساحتها. فقد أثبتت مداولات الأمس المفتوحة عمق إدراك قيادات المتابعة ، ربما للمرة الأولى، لوجود هوة بينها وبين الناس، فهل ستتمكن من استعادة زمام المبادرة لاستعادة ثقة الناس بها..قولوا إن شاء الله...

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة