الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 06:02

مرسي يقضي على رصيد الأخوان ويسيء للثورة السورية/ نضال محمد وتد

كل العرب
نُشر: 20/06/13 17:11,  حُتلن: 08:16

نضال محمد وتد في مقاله:

سيسجل التاريخ أن الرئيس الإخواني الأول لمصر ما بعد مبارك، ضرب الثورة السورية وأساء إليها في مسعى منه لتصدير أزماته الداخلية

خطوة الرئيس المصري تكشف في الواقع سوء حال حكم الأخوان من جهة وتنكر الأخوان المسلمين في مصر لأهداف الثورة المصرية التي ركبوا رياحها فأوصلتم لقصور الحكم في قاهرة المعز

الواقع أن الثورة السورية التي بدأت سلمية ومدنية واستحالت إلى حرب أهلية تلقت أكثر الضربات إيلاما لها من العناصر الأصولية التي لحقت بركب الثورة تماما كما فعل الأخوان في مصر مع فارق أن جماعات كثيرة من هذه المجموعات كانت حتى وقت قريب مجهولة وغير فاعلة

لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتفهم الناس، أيا كانوا، خطوة الرئيس المصري الجديد، محمد مرسي بقطع العلاقات مع سوريا بحجة محاربة الاحتلال الأسدي، كنصرة للثورة السورية، أو وقوف ضد النظام الطاغي في سوريا، لأن الخطوة في سياقها المصر، أم هل نقول الأخواني، لا تتعدى كونها انتقام أخواني من سوريا البعث على جرائم الأسد الأب بحق الأخوان المسلمين في حماة في الثمانينات من القرن الماضي. فهي خطوة لا تتعلق إطلاقا بحق الشعب السوري الثائر على نظام الأسد الابن، بالتحرر من نير حكم البعث، بقدر ما تتعلق بمحاولات نظام الأخوان في مصر، تصدير مآزقه الداخلية باتجاه سوريا على اعتبار أن سوريا الأبن هي الآن "ثور سقط على الأرض "يمكن إغماد السكاكين في جسده. 

النظام المجرم في سوريا 
خطوة الرئيس المصري، تكشف في الواقع سوء حال حكم الأخوان، من جهة، وتنكر الأخوان المسلمين في مصر لأهداف الثورة المصرية التي ركبوا رياحها فأوصلتم لقصور الحكم في قاهرة المعز. فلا يمكن أن يصدق أحد أن إعلان مرسي هذا خال من "الاعتبارات الغريبة"، ليس لأن النظام المجرم في سوريا لا يستحق المقاطعة، وإنما لأن الخطوة المصرية الأخوانية لا تتعدى كونها |كلمة حق" يراد بها باطل. فمن يناهض "الاحتلال الأسدي" في دمشق، حري به قبل ذلك أن يناهض الاحتلال الإسرائيلي للضفة والقطاع، وأن يغضب للانتهاكات المتكررة للمسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين، وأن يرفض مواصلة التآمر والتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي في حصار قطاع غزة، بل أن يفتح المعبر الحدودي الوحيد الذي يمكِن أهالي غزة من تنسم بعض الحرية، ونعني به معبر رفح. لكن نظام الأخوان في مصر، فضل أن يختار له عدوا سهلا يلهي به قاهرة المعز عن استمرار تواطئه مع الاحتلال الإسرائيلي في حصار غزة، وفضل أن ينقل معاركه الداخلية إلى الحلية العربية ليتستر وراء عذابات وقهر الشعب السوري الثار على نظام الطاغية الأسد.

سقوط الأسلحة بأيد جماعات أصولية
والواقع أن الثورة السورية التي بدأت سلمية ومدنية واستحالت إلى حرب أهلية، تلقت أكثر الضربات إيلاما لها من العناصر الأصولية التي لحقت بركب الثورة، تماما كما فعل الأخوان في مصر، مع فارق أن جماعات كثيرة من هذه المجموعات كانت حتى وقت قريب مجهولة وغير فاعلة، لكنها، ظهرت فجأة وحظيت بإعلام ضخم هدف ليس إلى نصرتها ونصرة قضية الشعب السوري، بقدر ما هدف إلى تشويه حقيقة الثورة في سوريا، وإشعال نار الفتنة داخل صفوف الثوار أنفسهم، وتشتيت قوتهم وقيادتهم والإساءة إلى طبيعة الثورة وأهدافها الحقيقية للتحول إلى بُعبُع يشهره الأسد، من جهة، في وجه الغرب، وهو ما حصل وأسفر عن تغيير أجندة الغرب إلى الاتفاق بين روسيا والغرب بداية على ضرب التيارات الإسلامية والأصولية (الأصيلة منها والدخيلة)، مما مدد عمر نظام الأسد من جهة، وزاد في التلكوء في دعم الشعب السوري المنتفض، منجهة ثانية خوفا على سقوط الأسلحة بأيد جماعات أصولية لا يعرف الغرب عنها شيئا ولا يملك عليها سيطرة أو دالة.

التعاون العسكري مع إسرائيل
خطوة الرئيس المصري، إذا ومن هذا المنظور تزيد الطين بلة، وتقوي أساطير ونظريات المؤامرة التي يحملها النظام السوري ويروج لها مناصروه ومؤيدوه، إذ يكفي أن يشيروا إلى أن مصر الإخوان تغلق سفارات دمشق وتبقي على سفارة إسرائيل، تقطع كل علاقة مع الشعب السوري أو مؤسساته، وتبقي على تعاون عسكري مع إسرائيل، تعاون يومي في سيناء، وآخر في إحكام القبضة على قطاع غزة. سيسجل التاريخ أن الرئيس الإخواني الأول لمصر ما بعد مبارك، ضرب الثورة السورية وأساء إليها في مسعى منه لتصدير أزماته الداخلية.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة