الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 19:01

ليدي- آمنة مصري مرشدة يوغا الضحك: نبحث عن السعادة في عالم المادة

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 17/06/13 19:48,  حُتلن: 13:08

آمنة مصري:

العقل لا يميز بين الضحك الحقيقي والضحك المفتعل وكلاهما صحيّ للإنسان

إن أردت السلام الداخلي والصحة فابتسم وكن في مزاج مرح فهو مسار كباقي المسارات الروحانيّة مثل الصلاة والعلاجات الأخرى

المرأة متسامية أحيانًا وقريبة أكثر للتواصل مع هذه العلاجات والسيرورات من رجلنا العربي ونحن لا نتقبل عادة بسهولة كل ما هو جديد فالأطفال والنساء فئتان تجاوبتا معي أكثر

النصراوية آمنة مصري، والبالغة من العمر 37 ربيعاً، متخصصة في سرد القصة ومرشدة يوغا ضحك وتدليك سويدي، ومعالجة ريكي (علاج بالطاقة)، هي أمينة مكتبة أيضاً، وما سنتحدث عنه يتعلق بيوغا الضحك، خاصة في زمن عزت فيه الإبتسامة والضحكة التي تخرج من القلب، في عالم تغلبت فيه المادة على الروح.


آمنة مصري

وتقول آمنة مصري: "الضحك هي طريقة ابتكرها وطورها طبيب هندي بأسم "مادان كتاريا" – مؤسس مدرسة يوغا الضحك العالمية، كان طبيبًا شغل همه كيف أن الناس في قريته مومباي لم يعودوا يضحكون، منشغلون بأمور الحياة، وكم كان يشتاق لحياته البسيطة التي عاش فيها طفولته بسعادة وضحك، ومن خلال أبحاثه عن سعادة الإنسان، وأن الضحك الأكثر نجاعة للجسم، لذلك كانت لديه الرغبة بأن يقيم نادي ضحك، والهدف الأساسي هو الضحك. وبعدها فكّر وفكّر فوجد أن الحديقة العامة هي المكان المناسب لجمع عدد أكبر من الناس، لينضموا ويشتركوا في ناديه وهو نادي الضحك، فأتى الناس رجالاً ونساء وبدأوا يضحكون على نكات مجمعة من كل فرد، ولكن بعد ذلك لم يبق نكت، ففكّر وقال: النكات انتهت ولكن يجب علينا البقاء للضحك، فالحياة لا تتوقف عند نكتة، وقال لهم تعالوا نجرب هذه التجربة، تعالوا لنضحك لمدة دقيقة، وبالفعل فقد ضحكوا ونجح الأمر معهم. كانوا يضحكون لمدة دقيقة دون توقف ودون نكت، ودمج أيضًا حركات وتمارين تنفس ومن هنا سميت "يوغا" (تعتمد على الحركة والتنفس الصحيحين) ومن هنا أثبت أن العقل لا يميز بين الضحك الحقيقي والضحك المفتعل، وكلاهما صحيّ للإنسان".

فوائد اجتماعية وصحية
وأضافت آمنة: "كلنا نعرف الكثير عن حسنات الضحك وأنه فوائد كثيرة اجتماعية وصحيّة، نحن ندعم مجتمعنا ببناء مجموعات ومجتمع منفتح من خلال لقاءات بنوادي ضحك في كل حي، من خلاله نلمس التواصل الفكري مع بعض، أنت لست وحدك أنت مع الآخرين، نحن باشرنا بتفعيل نادي الضحك، انا ومرشدات أخريات كل واحدة بمدينتها أو قريتها. كوني مرشدة يوغا ضحك التي تدربت على يد المدرب سرور حلبي من دالية الكرمل، تدربت وأشعر بثقة كبيرة بنفسي، فأنا دائمًا أحتفظ بجملة وأحبها كثيرًا "إن الحياة روتين وإن لم تغيرها ضمن طرق مختلفة فستموت ببطء"، ولذلك نحن هنا كمجتمع نعيش بضغط رهيب، وعندما تسأل أحدًا ما "شو أخبارك وكيف أنت"، يجيبك "إحنا مناح بس هالدنيا مغلبتنا"، "الواحد فقد الإبتسامة والمرح والضحكة بحياته"، نحن بنو البشر نحب أن نعقد الأمور ونحَملها أكثر ما هي عليه تعقيدًا، وننسى أن نكون فرحين ومبتسمين في الحياة، لذلك كان هذا الضوء الأخضر لديّ، ودائمًا كنت أفكر بالناس، كوني أنا منهم وكما تعرف، أنا في مجال يساعد الناس للتخلص من أوجاعهم وآلامهم بطرق مختلفة. في حياتنا لكي تنجح يجب اقتناص الفرص، وأنا أتيحت لي المشاركة في دورة يوغا الضحك، فقررت أن أخوض هذه التجربة ضمن أول مجموعة مرشدات عربيات بيوغا الضحك، وأنا الآن أمارس هذه المهنة كمرشدة ليوغا الضحك".

مهارات جديدة
وعن إحساسها وهي تمارس يوغا الضحك تقول آمنة مصري: "تعلمت هذا المجال فلمست الفرق بين النظري والعملي، فأنا من خلال عملي بمجموعات وتجربتي التي طالما اعتبرتها في كل مرة تجربة جديدة، أكتسب مهارات جديدة، كيف تتواصل مع الناس وتفرحهم أكثر وأكثر من خلال عملك معهم، سواء مجموعة أطفال أو نساء او مجموعة فتيان وفتيات أو رجال، مثلا فئة الأطفال، كانت لدي مجموعة من 3-5 سنوات، أنت ترى التغيير من بداية الفعالية حتى النهاية، ترى ضحكتهم البريئة الطفوليّة المرحة، من خلال استعمالك رموزًا من عالم الطفل "هو هو ههههههه وووو" كأنها سحر، ترى انفعالهم الشديد معك وتأثيرك عليهم، تتغير نفسيتهم مباشرة بعد فعاليات الضحك، وأنا كمرشدة أنقل لهم عادة جميلة، وهي أن تضحك وتبتسم في وجوه أصدقائك وعائلتك وأبناء حيّك وتجلب لهم الهدوء لحياتهم. أما مجموعة البالغين مثل الفتيان والفتيات فكان عندهم استغراب في بداية فعالية الضحك، كونها موديلاً جديدًا في مجتمعنا، لكن عند الشعور بالراحة للمجموعة يؤثر كل فرد على الآخر الذي لا يتقبل الأمر بسهولة، فهو يجلس مراقبًا من بعيد، ولا يستطيع المشاركة ضمن المجموعة، ولكنه داخليًّا وروحيًّا معنا فهو يراقب، يرى، يضحك يبتسم، ويتأثر بشكل ايجابي من المجموعة التي تمر بفعالية الضحك".

خلفية عقيدية
وتؤكد آمنة مصري: "هنا توجد نقطة مهمة، أن تأثير يوغا الضحك على النساء يكون أكثر من الرجال، في مجتمعنا العربي يتقبلون الضحك والتحرر من ضغوطات الحياة والإستجابة لسيرورة الفعاليات، نحن نعرف لماذا؟ الرجل العربي هو إنسان يأتي من تربية وخلفية عقيديّة، أنت رجل لا تضحك، لا تبكي من غير سبب، نضع الأسباب أمامنا، وقليل من يعبرون عن مشاعرهم. المرأة متسامية أحيانًا وقريبة أكثر للتواصل مع هذه العلاجات والسيرورات من رجلنا العربي، ونحن لا نتقبل عادة بسهولة كل ما هو جديد، فالأطفال والنساء فئتان تجاوبتا معي أكثر، ولذلك التأثير يكون ناجعًا مع هذه المجموعات على المدى الأبعد".

مسار روحاني
وتتحدث آمنة مصري عن تجربتها: "كانت لي تجربة مع مجموعات مختلطة من نساء ورجال في مدن وقرى معينة، تختلف من مكان لمكان، حسب المجموعة التي تفعّلها، من أي مكان ومن أي خلفية، وهذا طبعًا ينجح بمساعدة مرشد يوغا الضحك بتواصله مع أفراد المجموعة لتكون ظاهرة بين البشر. ابتسم حتى ولو دون سبب، وبعكس المقولة الضحك من غير سبب من قلة الأدب، هكذا علمونا، ولكن ثبت أن هذه مقولة خاطئة وسأبرهن لاحقًا أنها خطأ، فأنا أؤمن إن أردت السلام الداخلي والصحة، فلبتسم وكن في مزاج مرح، فهو مسار كباقي المسارات الروحانيّة، مثل الصلاة والعلاجات الأخرى، يجب أن نخصص وقتاً للتواصل أسبوعيًّا، فمثلاً عند سؤال أفراد المجموعة يكون جوابهم " ليس لديّ سعة من الوقت"، حياتنا كلها مآسٍ وضغوطات وركض وهم ومشاغل مع الأولاد، "هو فاضي الواحد يضحك"، "كيف بدك تضحك والأخبار بتسم البدن" وجمل تذمر أخرى".

سحر الضحك
وتشير آمنة مصري قائلة: "لا تحتاج للكثير لكي تبتسم وتضحك، فقط تحتاج إلى معرفة نفسك على حقيقتها، فإنك إن اقتطعت من الوقت بانتظام للابتسام برفق وهدوء وأعطيت نفسك لحظات من الصمت فإنك تعرف حقيقة نفسك، فنحن كائنات مخلوقة من الحب، بهذه العبارات أقولها لهم، تعالوا معًا نضحك ساعة من الزمن ونرى كم هذا سينجح معكم، فقط لنجرب معا "ويلا نضحك مع بعض". فلا يتوقف سحر الضحك عند هذا الحد، فعندما يراك شخص ما مبتسمًا لأنك تعرف حقيقة نفسك، فإن ذلك يلمس شيئًا بداخله، إن الابتسامة والضحك يجلبان عدوى الضحك، ومن الجيد أن تعدي عددًا أكبر من الناس قدر استطاعتك، وكل فرد من المجموعة هو إنسان فعّال في التأثير، فهو بدوره يؤثر على أفراد المجموعة ومن ثم على بيئته من عائلته وحيّه وأقربائه".

مقالات متعلقة