الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 02:01

العنف في المدارس /بقلم: الدكتور صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 16/06/13 19:42,  حُتلن: 20:22

الدكتور صالح نجيدات في مقاله:

إن الجو المتوتر والإنفعالي الذي يعيشه الطفل في البيت أو المدرسة له أثر عميق على تصرفاته وحركاته وتحصيله الدراسي ومدى عدوانيته

إن أكثر جوانب الحياة المدرسية سلبية وتعقيدا هو الجانب المتمثل في السلوك العدواني الذي يمارسه بعض الأطفال نحو أصدقائهم في المدرسة

حتى نقلص العنف بين الطلاب وخاصة في المرحلة الإعدادية والثانوية أقترح على مدارسنا وخاصة ونحن مقبلون على الفرصة الصيفية توقيع طلاب المدارس على اتفاقيه عدم الإعتداء

المدرسة هي المؤسسة الإجتماعية الثانية بعد البيت من حيث التأثير على تربية الطفل ورعايته، وتعود أهميتها لما تقوم به من عملية تربوية مهمة وصقل عقول الأطفال، حيث أن وظيفتها الطبيعية أن تستقبل الأطفال في سن مبكرة فتكون بذلك المحطة الأولى للتعامل معهم بعد الأسرة مباشرة مما يضعها في موقع هام جدا من الناحية التربوية والتعليمية، وبإمكان المدرسة تشخيص شخصياتهم واكتشاف قدراتهم وميولهم السلبية والإيجابية. إن أكثر جوانب الحياة المدرسية سلبية وتعقيدا هو الجانب المتمثل في السلوك العدواني الذي يمارسه بعض الأطفال نحو أصدقائهم في المدرسة.

جو اليأس والإحباط
إن الجو المتوتر والإنفعالي الذي يعيشه الطفل في البيت أو المدرسة له أثر عميق على تصرفاته وحركاته وتحصيله الدراسي ومدى عدوانيته، فقد يشعر الطفل بالتعاسة في المدرسة بسبب موقف الأطفال الآخرين، كالسخريه منه أو الإعتداء عليه أو شعوره بعدم الإنتماء لهم، وقد يعتدي الأطفال أحيانا على زميل لهم لاعتقادهم بأنه لا يستطيع الرد عليهم. إذا لم يلق الطفل المعاملة التربوية الحسنة في المدرسة ولا يستطيع أن يستوعب المناهج التربوية، ولم يلق المساعدة في البيت، فإن حياته سيصيبها الفشل والتقاعس نحو التحصيل العلمي، ويحل جو اليأس والإحباط، وهذا يخلق دوافع العدوانية عند الطفل ويبدأ بكراهية المدرسة والمدرسين، فنرى اليوم في أماكن كثيرة طلاب فاشلون يعتدون على المدرسة ويسرقون منها ويخربون من منطلقات فشلهم الذي يعزونه الى المدرسة والمدرسين.

الدافع العدواني
الإحباط يولد الدافع العدواني، لذا يجب علينا أن نزيل كل عوامل الإحباط عند طلابنا حتى نبعد عنهم العدوانية بقدر المستطاع. الطالب الراضي غالبا لا يقوم بتصرفات عدوانية، والطالب غير الراضي يستخدم العنف كإحدى الوسائل التي يعبر بها عن رفضه وعدم رضاه وإحباطه. فمثلا: عدم التعامل الفردي مع الطالب وعدم مراعاة الفروق الفردية داخل الصف وإهماله يؤدي الى العنف، كذلك عدم تقدير الطالب واحترامه من قبل المعلم، وعدم السماح له بالتعبير عن مشاعره، وأحيانا يقوم المعلم بإهانته وإذلاله، انتقاد الطالب وتحقيره والإستهزاء به أمام زملائه، عدم الإهتمام بالطالب ووجود مسافة بين المعلم والطالب، وكذلك عنف المعلم، كل هذه الأسباب تخلق العنف عند بعض الطلاب.

إتفاقية عدم إعتداء
أسلوب المعلم، اهتمامه واحترامه للطالب، يجعل الطالب راضيا وبعيدا عن العدوانية. وحتى نقلص العنف بين الطلاب، وخاصة في المرحلة الإعدادية والثانوية، أقترح على مدارسنا،  وخاصة ونحن مقبلون على الفرصة الصيفية، توقيع طلاب المدارس على اتفاقيه عدم الإعتداء كالتالي:
إتفاقية عدم اعتداء:
أنا الموقع أدناه أصرح وأتعهد وألتزم أن أنبذ العنف وأن لا أقوم بأي اعتداء على الآخرين، وأن أحل كل مشكلة تواجهني بطريقة سلمية وعقلانية، وأن أحترم القانون والآداب العامة وأحترم الآخرين وأحافظ على ممتلكات المدرسة، وبحالة لا أستطيع حل المشكلة لوحدي سوف أتوجه الى الأهل أو المسؤولينأو القانون لحل المشكلة بدون عنف.
اسم الطالب :........
العنوان :............
تلفون أو بلفون :..........
التوقيع على هذه الإتفاقيه تشعر الطالب بالمسؤولية، وتذكره دائما بأنه ملتزم بمحاربة العنف.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة