الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 07:01

في العطلة الصيفية ضرورة التوجه الى الرياضة البدنية/بقلم:الدكتور جمال قبلان

كل العرب
نُشر: 16/06/13 12:16,  حُتلن: 12:40

الدكتور جمال قبلان:

كل الدراسات العلمية تشير الى أهمية الرياضة والى فوائدها المتعددة والمتنوعة والى عدم الإستغناء عنها في كل الأعمار ولدى كل الاشخاص على إختلاف القدرات وأنواع الرياضة

حصص الرياضة في المدرسة من الاهمية في مكان ولكنها حتما لا تكفي للتخصص وبخاصة في لعبة ما تحتاج الى مدرب فذ وماهر في اللعب وفي فن توصيل الحركة والمعلومة بطريقة محببة ومألوفة

اتوجه بهذه الكلمات الى كل الاباء والامهات ومن كل المنابت والاصول والى كل القائمين على وزارة الرياضة والثقافة والى كل القائمين على النوادي والحدائق والمنتزهات والى القائمين على البلديات والمجالس المحلية كي يتنبهوا الى اهمية التركيز على الرياضة في العطلة الصيفية

العقل السليم في الجسم السليم، حكمة حفظناها ورددناها منذ كنا صغار، استفاد منها القليل منا، ولم يطبقها السواد الاعظم، فكانت النتيجة سمنة وأمراضا وتبلدا ذهنيا، وغيابا للأبداع والتفوق والبروز اللهم الا في مجال الاكل والشرب واشباع الشهوات البهيمية، ليأتي في اثر ذلك الندم والحسرة في وقت لا ينفع فيه ندم ولا تفيد فيه الحسرة.

فوائد الرياضة المتعددة
إن كل الدراسات العلمية تشير الى أهمية الرياضة والى فوائدها المتعددة والمتنوعة، والى عدم الإستغناء عنها في كل الأعمار ولدى كل الاشخاص على إختلاف القدرات وأنواع الرياضة التي قد تصلح لزيد ولا تصلح لعمر، لكن كل الدراسات تشير الى أهمية المشي في كل الأوقات وكل الاشخاص وفي كل الاعمار، كل على حسب استطاعته في السرعة والتوسط والبطء، وخير الامور الوسط في كل شيء وصدق الله العظيم اذ يقول في ضرورة الحركة والتنقل والمشي على الارض سعيا وراء تحصيل المنافع والخيرات، وعدم الركون الى الكسل والركود: ((هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقة واليه النشور)) سورة الملك اية 15.

إستغلال الإجازة
وفيما نحن بصدده من الحديث عن العطلة الصيفية لما يقارب 445 الف من الطلاب والطالبات في الوسط العربي عندنا، لا بد أن يكون التوجه الى إستغلال الإجازة إستغلالا نافعا في تعليم اللغات والحرف والفنون، والأهم من ذلك التركيز على الرياضة البدنية بكل أنواعها للأسباب التالية:

اولا: لأنها المحرك للعقل والحافز الاهم على التفكير، فتنشيط الدماغ عن طريق الرياضة من الامور المجمع عليها من قبل المختصين في هذا الجانب، وتعين الابداع والتفوق والتوجه نحو الابتكار والتقدم العلمي على كافة المستويات.
ثانيا: لأنها تنمي العقل والعضلات وتذيب الشحوم، وتنشط القلب وتقوي عضلته وتطيلها وتمنع من ضمورها وتأكلها، ومن هنا فان الرياضة من اهم اسباب الوقاية من الامراض بكل انواعها، وتمنح مقاومة طبيعية للفيروسات والجراثيم.
ثالثا: لأنها تطرد الهم والغم والحزن والكأبة، وتريح الاعصاب، وتشعر بالمتعة والسعادة، والنشوة، وتجدد الثقة بالنقس، وتمنح الحيوية والنشاط.
رابعا: لأنها تستهلك وقتا طويلا اكثر من غيرها، وهذا في حد ذاته امر مهم للطلاب والطالبات الذين يعانون اصلا من الفراغ وطول الوقت والضجر من الجلوس والنوم، مما يحتم ضرورة التوجه الى الاستفادة من الرياضة.

اهمية التركيز على الرياضة
انني اتوجه بهذه الكلمات الى كل الاباء والامهات، ومن كل المنابت والاصول، والى كل القائمين على وزارة الرياضة والثقافة، والى كل القائمين على النوادي والحدائق والمنتزهات، والى القائمين على البلديات والمجالس المحلية، كي يتنبهوا الى اهمية التركيز على الرياضة في العطلة الصيفية ضمن برامج محددة ومدروسة تتناسب مع الشباب والصبايا كل على حده مع المحافظة على المبادئ والاخلاق السامية والفاضلة والكريمة، لتصب الرياضة في مصب الخير بعيدا عن التهتك والاختلاط الماجن والفوضى الاخلاقية التي ان استشرت كانت في الضرر اضعاف المنافع التي نرجوها من الرياضة.

حصص الرياضة
إن حصص الرياضة في المدرسة من الاهمية في مكان ولكنها حتما لا تكفي للتخصص وبخاصة في لعبة ما تحتاج الى مدرب فذ وماهر في اللعب وفي فن توصيل الحركة والمعلومة بطريقة محببة ومألوفة. ولا اجانب الصواب اذا قلت بان الذين درسونا الرياضة في صغرنا كان من غير المؤهلين بدنيا ولا اخلاقيا، فلم تكن عندهم خفة الظل ولا خفة الدم ولم يكونوا يعرفون ادأب المعلم ولا طريقة التدخل الى عقول الطلاب لكسبهم واستمالتهم، وكان تركيزهم على القشور، وكانوا يملكون مهارة فائقة في تنفير الطلاب منهم ومن مادة الرياضة، ومن هنا نامت الرياضة على ايديهم وفشلت فشلا ذريعا، بل وماتت في غالبية الاحيان، وبطبيعة الحال فان التعميم ظلم ولذا قلت الغالبية، ولم اعمم، فرارا من الظلم وبخاصة لأولئك الذين سخروا ضعف الامكانات في محاولة ايجاد فريق في لعبة ما بطريقة معقولة، وكانوا ماهرين في إجتذاب واستقطاب طلابهم، حتى انهم اعطوا الاساس للطلاب بانهم زملائهم لا اساتذتهم وهذا نجاح في التربية وطريقة راقية في اساليب التدريس.
والخلاصة: لا بد من توجيه طاقات الشباب في الاجازة الصيفية نحو البرامج النافعة وبالأخص في الرياضة قبل جرهم نحو المخدرات، وغير ذلك من الرذائل والفساد والمنكرات، التي يصعب التخلص من اثارها ومن نتائجها المدمرة على المستوى الفردي والمجتمعي، والوقاية منها اسهل واقل تكلفة واقل بكل المقاييس، ودرهم وقايا خيرا من قنطار علاج.

* الكاتب مستشار وزير الزراعة للشؤون العربية سابقا.

بيت جن

مقالات متعلقة