الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 00:02

النساء العربيات والإنتخابات للسلطات المحلية/ بقلم: المحامي علي حيدر

كل العرب
نُشر: 14/06/13 09:50,  حُتلن: 07:53

المحامي علي حيدر في مقاله:

أحد المواضيع الهامة بقي شبه منسيّ ومغيَّب وغير حاضر في الحيّز العام هو مشاركة النساء العربيات في الانتخابات وكأن السلطة المحلية هي موضوع خوضُه مقصورٌ على الرجال فقط

العديد من مؤسسات المجتمع المدني قد أهلت ودعمت العديد من النساء للمشاركة في الانتخابات وهنالك شريحة واسعة من النساء يمكن أن يخضن الانتخابات وهن جديرات بذلك 

مجتمعنا العربي يعاني العديد من الأزمات ومنها في مجال انهيار القيم وانتشار العنف والسلاح وهدم المنازل وتردّي مستوى التعليم وقلة فرص العمل وازدياد البطالة واتساع الفجوات بين العرب واليهود

تشهد الساحة المحلية حراكاً واسعاً هذه الفترة، وذلك استعداداً للانتخابات للسلطات المحلية في البلاد، بشكل عام، وفي المجتمع الفلسطيني في الداخل، بشكل خاص. وتطالعنا صحفنا العربية ومواقع الانترنت، بوتيرة كبيرة، وبتغطية شاملة، على الاستعدادات والتحالفات والترشيح والانتخابات التمهيدية في كل بلدة وعائلة وحزب وقائمة، ولكن أحد المواضيع الهامة بقي شبه منسيّ ومغيَّب وغير حاضر في الحيّز العام، ألا وهو مشاركة النساء العربيات في الانتخابات، وكأن السلطة المحلية هي موضوع خوضُه مقصورٌ على الرجال فقط.

تحديات وأزمات كثيرة
إن الحكم المحلي العربي يواجه تحديات وأزمات كثيرة ومزمنة تهدد كيانه ووجوده، وفي صلب هذه المعيقات السياسات الحكومية المميزة، والعنصرية الآخذة بالازدياد. قلة الميزانيات، المعايير البيروقراطية التمييزية، تعيين اللجان المعيّنة التي تدير البلدات العربية ضاربة رغبة المواطنين ومبادئ الديمقراطية وحرية الانتخاب عرض الحائط، ناهيك على أن الكثير ممن يعيّنون ينتمون إلى الاحزاب الصهيونية الحاكمة ومصلحة المواطنين هي في أسفل سلّم أولوياتهم، بالإضافة إلى ذلك فإن العديد من الخدمات التي تقدمها السلطات المحلية، والمؤسسات التي تمتلكها قد خُصّصت في السنوات الأخيرة، وخرجت من نفوذ السلطات المحلية، يجب الإشارة، أيضاً إلى أن بعض السلطات المحلية العربية قد دمجت ، وقد أثبتت عملية الدمج فشل الفكرة وأدّت إلى تراجع السلطات المحلية العربية عدة سنوات إلى الوراء.

انهيار القيم
إن مجتمعنا العربي يعاني العديد من الأزمات التي لا مجال لذكرها جميعاً في هذا السياق وخصوصاً في مجال انهيار القيم، وانتشار العنف والسلاح، وهدم المنازل وتردّي مستوى التعليم، وقلة فرص العمل وازدياد البطالة واتساع الفجوات بين العرب واليهود وتردي البنى التحتية، وضعف وإهمال الحيّز العام، وتخلي المثقفين العرب عن دورهم النهضوي والتوعوي والفعال.

الحملات الانتخابية
إن المتأمل في الحملات الانتخابية، وفي تمثيل النساء العربيات فيهن يستطيع الملاحظة، وبسهولة، تغيّب وتغييب دور النساء العربيات كمشاركات، إما كمرشحات للرئاسة أو للعضوية، في أماكن متقدمة. هنالك عدة أسباب لهذه الظاهرة منها: المبنى الاجتماعي الأبوي (الذي يقصي الشباب أيضاً)، استمرار هيمنة الهويات العائلية والطائفية كأطر ممثلة، ضعف الأحزاب والحركات السياسية، وتقبلها وتفاعلها مع المباني الاجتماعية القائمة وأحياناً استثمارها، هنالك عوامل عنيفة تأخذ دوراً فعالاً في العمليات الانتخابية في العديد من البلدات العربية، كما أن رئيس السلطة هو أحياناً محط تهديدات، مما يجعل العديد من النساء العربيات ينأين بأنفسهن عن هذا النشاط.

التحديات الكبيرة
باعتقادي، هنالك أهمية كبيرة لتقوية الحكم المحلي العربي، كمؤسسة منتخبة من قبل المواطنين، من أجل التعاطي مع التحديات الكبيرة، كما يجب معالجة الأزمات العامة التي يواجهها المجتمع الفلسطيني وفي أساسها خلق وتطوير قيادة جماعية ومؤسسات جماعية فاعلة وقوية وذات رؤيا شاملة وتطلعات نهضوية ولن يحدث هذا كله إلا إذا تمّت مشالاكة مجموعة النساء مشاركة فعّالة وشاملة، فالمشاركة هي حق لهن وواجب عليهن كعنصر متساوٍ في المجتمع، وعلى الأحزاب السياسية بصفتها الأكثر تنظيماً وموارد أن تقود هذه المسيرة وأن تضمن تمثيلاً جيداً للنساء. من بين نقاط الضوء التي يجب الإشارة إليها في هذا السياق هي الازدياد الكبير في نسبة النساء العربيات المتعلمات والمثقفات، وذوات القدرات والكفاءات واللواتي باستطاعتهن أخذ دور فعّال والمشاركة في الانتخابات. كما أن العديد من مؤسسات المجتمع المدني قد أهلت ودعمت العديد من النساء للمشاركة في الانتخابات، وهنالك شريحة واسعة من النساء يمكن أن يخضن الانتخابات وهن جديرات بذلك وباستطاعتهن تقديم ودهات نظر مختلفة وشرعية حول مجمل القضايا التي يواجهها مجتمعنا.

الثورات والاحتجاجات

إن المتأمل في الثورات والاحتجاجات في الدول العربية، والانتفاضتين الفلسطينيتين ومسيرة النضال الفلسطيني يستطيع أن يرى بأن النساء لعبن دوراً مركزياً وهاماً رغم انتمائهن إلى مشارب فكرية وتنظيمية مختلفة مما ساهم في تحقيق النجاحات. كان من الأفضل أن تحصل النساء على تمثيل لائق دون تدخّل البرلمان، أو وضع "نظم الكوتا" في الأحزاب، ولكن ما دام الوضع سيئاً جداً فمن الضروري أن يتدخل البرلمان لضمان نسبة مشاركة النساء في الانتخابات للسلطات المحلية، كما فعلت العديد من الدول الديمقراطية، وفي المقابل، يجب على النساء ألا ينتظرن قدوم التغيير وأن يأخذن زمام المبادرة وأن يضعن أنفسهن في مركز الساحة السياسية، وعندها لا يمكن تجاهلهن وتغييبهنّ.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة