الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 22:02

الدولة العلمانية الواحدة/ بقلم: عادل جميل زعبي

كل العرب
نُشر: 07/06/13 16:26,  حُتلن: 08:16

عادل جميل زعبي في مقاله :

عندما حملت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وحركة أبناء البلد على كاهلها طرح الدولة العلمانية الواحدة كان للغربان دورا عبثيا

بعد مخاض عسير أطلقت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة حل الدولتين كشكل لحل نهائي للقضية الفلسطينية فكان كمن رمى خشبة النجاة لغريق في بحر هائج 

جاء مسلسل المفاوضات الطويل والعبثي لتقضم بعد كل جولة الكثير من الأراضي في الضفة والقدس وبذلك نرى أن أراضي الدولة الفلسطينية التي تطرح في حل الدولتين أصبحت كسجن صغير مقطع الأوصال يمضي بحسب منظور الاستراتيجي الإسرائيلي

أرى أن المحور الذي يقف مع الشعب الفلسطيني هو محور يستنهض قناعاتنا من جديد ويجذر في الوعي العربي والفلسطيني إن ما لم يكن بالإمكان تحقيقه بالماضي اصبح ممكنا

تعود الدولة العلمانية الواحدة إلى دائرة الضوء وتطرح نفسها بزخم، وبتلاقي الحراك الداخلي والخارجي الفلسطيني معا "هل هي الإخفاقات التي أنتجت إعادة النظر بالأطروحات القديمة والتي هي أصل الفكرة وخلاصه البصيرة ونتاج الذاكرة "، أم إنها تجاوز لمرحلة النكسة، انتكاسات القناعات وسقوط الوعي وارتهان القرارات لمشيئة السيف المسلط على رقابنا، أم هي محاولة لتجاوز حرق المراحل التي أكسبت الصهيونية غلوها والاستفادة من الذاكرة العربية المخروقة، فأسقطت من وعينا مرحلة 48 ومن ثم مرحلة 67 ومن ثم 73 ومن ثم 82 ومن ثم 88 ونمضي كخراف لسكين الذبح ونذبح المرة تلو المرة، ولا يقنعنا لون الدم بأن رقابنا تجز وأن كرامتنا تسقط ببئر العطش.

عندما حملت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وحركة أبناء البلد على كاهلها طرح الدولة العلمانية الواحدة كان للغربان دورا عبثيا، فقامت قيامة المتزمتين وإنصاف الوطنيين والمرتهنين فأجهضوها ليسلط الضوء على أنصاف الحلول.

خشبة نجاة
بعد مخاض عسير أطلقت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة حل الدولتين كشكل لحل نهائي للقضية الفلسطينية فكان كمن رمى خشبة النجاة لغريق في بحر هائج ، كان من إسقاطات هذا الحل الاعتراف بدولة إسرائيل دون اعتراف إسرائيل بالدولة الفلسطينية إنما اعترفت بسلطة ومنظمه تحاول أن تجد ولو شبر من فلسطين لتقف عليها، كما قال عرفات " أعطوني شبرا من فلسطين لاقف عليه "، فكانت إسقاطات اتفاق أوسلو المذل الذي ألغى ما قبل من مراحل وارض ومستوطنات ليتشبث بما تبقى من قابلية الإسرائيلي بالتنازل عما ليس يملك. 

مسلسل طويل
ثم جاء مسلسل المفاوضات الطويل والعبثي لتقضم بعد كل جولة الكثير من الأراضي في الضفة والقدس، وبذلك نرى أن أراضي الدولة الفلسطينية التي تطرح في حل الدولتين أصبحت كسجن صغير مقطع الأوصال يمضي بحسب منظور الاستراتيجي الإسرائيلي، بحيث إن شاء الفلسطينيون إقامة كينونتهم على ما تبقى ستكون عالة ومرتهنة للقرارات والامتلاءات الاسرائيلية. لذلك أرى أن نعيد النظر في الحلول المطروحة من قبل الأحزاب السياسية وبرمجتها حسب الملكية الحقة وسيرورة الفلسطيني وعدم الارتهان للأخر. 

محور
ندرك أن الزمن عامل محايد ولكن هناك متغيرات في السياسات ومحاور دولية تتبلور لها ما لها من صراعات واملاءات وقناعات. أرى أن المحور الذي يقف مع الشعب الفلسطيني هو محور يستنهض قناعاتنا من جديد ويجذر في الوعي العربي والفلسطيني إن ما لم يكن بالإمكان تحقيقه بالماضي اصبح ممكنا.

إثراء
اقامت مؤسسة " إعلام " مناظرة سياسية بين من يقف مع برنامج فكرة الدولة العلمانية الواحدة وبين برنامج حل الدولتين . اطلاق هذا النقاش هو اثراء للفكر والوعي الفلسطيني وهو بداية للعودة الى سنوات النهضة، حيث كان الشارع الفلسطيني بنبض لإيجاد حلول لمشكلات شعبنا اليومية والثقافية والسياسية. شكرا " لمركز إعلام " وقدما على هذا الطريق

كفرمندا

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة