الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 21:02

وجهة نظر (مات الضمير فكتبنا للحمير)


نُشر: 23/09/08 10:38

يحكى أن عربيا دخل  ألى  احد الأدغال ألكثيفة قاصدا التعرف على نمط الحياة فيها، وانتدب لاستقباله زعيما من وجهاء ألقرود، واثناء الحديث بينهما اكتشفا ان بني ألأنسان وألقرود  تربطهما علاقة قربى متينة، وأنهما أبناء عمومة ،وأصطحبه ألقرد في جولة في ألغابة، ولكن لسوء حظهما اعترض طريقهما اسدا أراد افتراسهما، فتسلقا شجرة عالية هربا منه، ولكن ألأسد ربض تحت ألشجرة منتظرا نزولهما، ولما طال الانتظار وشعلرا بالتعب اتفقا على ان ينام احدهما لأخذ قسط من ألراحة بينما يسهر ألأخر على أمنهما. وتقول ألرواية أنه لما حان دور ألأنسان لحراسة زميله اقدم على عقد صفقة مع ألأسد يقوم بموجبها بتسليم مضيفه " أبن عمه"  القرد مقابل عدم ألاعتداء عليه، ولكن القرد انتبه للمؤامرة ، وتظاهر انه لا يعلم شيئا، واستطاع بعد مضي وقت من تخليص نفسه وضيفه من ألمأزق ألذي وقعا فيه، ولكن عندما وقف يودع ضيفه الانسان قال له بمكر وهدوء " رجاء لا تخبر أحدا أننا أبناء عمومة" .
حكاية مؤلمة تذكرنا بألاوضاع  السيئة التي وصل اليها أخواننا ألعرب ، وكيف أصبحت هذه ألأمة ألعظيمة جسدا هشا بلا روح تتأفف من ألعبث فيه حتى ألضباع، وكأن الاخ العقيد قد انتبه لهذا الامر عندما ناجى "الملائكة الجدد في قمة الهرب"  قائلا لهم انكم ستشنقون كما شنق صدام حسين،ويقصد بذلك ان من يسلم رأس اخيه للأجنبي لا بد ان يات يوما وتوضع رقبته تحت المقصلة... 
هذه ألأمة ألتى توقفت عن أنجاب ألعظماء من الزعماء، اصبحت جيفة نتنة وكومة من ألأشلاء... قادتها لا حول ولا قوة  لهم ، الديمومة على ألعروش هي همهم الوحيد، لا يسعدون الا عندما يرضى عنهم اسيادهم من راعي البقر من ألبيت ألأبيض، وألبهلوان في قصر  ألأليزيه ...
لا يخجل أحدهم أذا أضطر بيع أخيه أستجابة لغمزة من ألسيدة كوندليزا ألتي تحرص على دس انفها في كل صغيرة وكبيرة في شؤون ألامة ألعربية، وتحرص على الحضور لبيوتهم باستمرار لتوبخهم وفي جعبتها رزم من ألحطب لأشعال فتيل نار ألفتنة في ألمنطقة ألمرة تلو ألمرة.
كوندا ورفاقها يتعاملون مع هؤلاء بأزدراء، بنظرهم ما هم الا  مجرد مخاتير أو نواطير لا يملكون القرار وانما يملى عليهم فقط تنفيذ ألقرار، ولا نستغرب أذا كانوا سعداء لحصولهم على ألتسمية ألجديدة " زعماء ألاعتدال" ولا ندري عن أي أعتدال يتحدثون ؟  ربما القصد من ذلك هو تعديل "قعدتهم" في مجالسهم لاراحة مؤخراتهم ألسمينة والمهترئة من وقع عصي اسيادهم عليها، أو ربما الصقت بهم  هذه ألتسمية للسخرية منهم لاعتدالهم المتواصل  أثناء ممارستهم ألجنس على ألطريقة ألحيوانيه...

هؤلاء لا يهتز لهم جفن، ولا يتحرك لهم ضمير لمرأى أخوانهم  الذين يقتلون يوميا، يجوعون، يتسولون ويغتصبون... اهذا هو ألأعتدال، واجزم ان هذه الكلمة لم تشتق من كلمة عدل لان العدل وهؤلاء لا يلتقيان ابدا.
 
أرادوا اللقاء في دمشق ليتباحثوا بامر البوم هيفاء وهبي  الجديد ، والجزء القادم من مسلسل باب الحارة، ولتوبيخ العراق لتجرئها على الفوز بكاس امم اسيا ومصر لفوزها بكاس امم افريقيا بكرة القدم... ارادوا اللقاء ولكن قمتهم أجهضت وما حاجة اجتماع القمة لمن لا قيمة لهم... ثرواتهم نهبت وسلبت...ماجداتهم أغتصبت وحملت في بطونها زنديقا وزنديقا... حملن زناديق كالذي حملته قبلهن ، تلك "الشريفة"  في القصر المرصع بتيجان العمالة والرذالة من الباشا الوصي ...
لا ندري لماذا تغيب ذلك "الوطني"  من صنعاء، ولم يات لقصر المؤتمرات .. ربما " راحت عليه نومه"... اما المعتدلين الذين لم يحضروا  "عذرهم معهم"  فمنهم من كان مشغولا في مهرجان سباق الابل، ومنهم من كان يفتتح ناديا ليليا اخر... والمحزن في الامر تغيب ملك "البركتين" من المنامه الذي خيب امال الامة العربية...ولماذا نكران الجميل يا متسول الماء والخبز والكلأ من دمشق...لو جئت لتصورت وذبلت عيونهم.. 

لا ندري لماذا يبيعون بعضهم بعضا... أحقا ما يقال أن جينات ألعمالة وألخيانة قد تغلغلت في دماء هذه ألأمة؟

أمة عالم ألدين فيها أجير في بلاط  لندن يفتي استجابة لنزوات اسياده ... هكذا هم وهكذا شعوبهم ولا نظن أن شعوبهم أفضل حال منهم... هذه ألشعوب اسوء من ساداتها، ولو كانت غير ذلك لاعترضت ، لتمردت وانتفضت بحثا عن كرامة بائدة، ولكنها امة من ألخنث  ألخنع لا يرجى منها خير ...امة تمجد ألسلطان وتأله زعمائها...أمة تأكل بعضها وتبيع شرفها وكرامتها كل يوم ألف مرة ومرة...
أو بعد هذا تقولون أننا أشقاء وأقرباء ...
أذهبوا ألى قممكم...غطوا في سباتكم ...
طهروا حانات لندن وباريس في عباءاتكم.. كوفياتكم وصنادلكم...
واصلوا ألتمرغ في أوحال نذالتكم وخياناتكم
 ولكن " نرجوكم لا تقولوا لأحد أننا  أقربائكم "... 

مقالات متعلقة