الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 09:01

صاروخ غزاوي يغزو بيروت/ بقلم: سحر إغبارية

كل العرب
نُشر: 06/06/13 13:15,  حُتلن: 13:16

سحر إغبارية:

حان الآوان أن ترتسم وتعلو ضحكاتنا ونهمس للفرح لمجاورتنا حان الآوان أن نصرخ بما في دواخلنا ولنخرج طاقاتنا التي أسِرت منذ سنون

عساف أصبح عنوانًا للصحف المحليّة القطرية والعالميّة ليس ذلك فحسب بل أصبح عنوانًا للصحف الإسرائيليّة التي أعلنت عن ولادته كنجم وأثنت على صوته وأداءه ورقي أخلاقه


من رحم المعاناة يولد فنان مبدع، راقي، ذو إحساس مرهف وطلة بهية، إنه سفير الكلمة، الصوت، الإحساس، الأمل ولحن العروبة الفلسطينية القابعة في روح ذواتنا، إنه المناضل في فنه، الراقي في تعامله، الطليق في صوته، صاحب العزيمة والقضية والروح الوطنية، والصوت النقي العفي الذي احتلّ مساحات واسعة في قلوبنا وانبسط بها دون استئذان. هو من تخطى الحواجز والحصار ولم تمنعه قوات الاحتلال من تخطى الأشواك والمعابر سعيًا لتحقيق حلمه متزودًا بالارادة وقوة القرار ليحمية منطق الاصرار، فيصدح بصوته متسلحًا بكوفيته متعطرًا بوطنيته ليسافر بشذى خطاه مع حلمه وتعلن طائرته عن يقطة ترفرف في سماء طموحه.

أرض العزة والطهارة
فمن أرض العزة والطهارة "غزة" حمل زاده كلمات الشهيد الراحل "ياسر عرفات" والذي هو رمز لكل فلسطينيّ ووحلّقت هذه الكلمات معه: "الثورة ليست فقط بندقية، هي ريشة فنان وقصيدة شاعر وصوت مغن"، فكل شخص يناضل بالطريقة التي يجيدها ويراها مناسبة، فقد وعد غزة بأنه سيناضل لآخر رمق وسيرسم الفرح على وجوه الصغار قبل الكبار بطريقته فوجه وجهته إلى بلد الأهرامات مع تغريدات صوته التي سُمِعَت من أعالي الجدران حافرًا وعده بين العين والرمش ورسمة أمل تزين وعده وتأخذه إلى بلاد الأرز على أجنحةٍ من خيوط شمسٍ ذهبية تسطع وتتلألأ بسماء نجمه وتراسل غزلًا بملقى محياه موعدةً بولادة كوكبٍ صاروخيّ فلسطينيّ عسافيّ، وتهمس برسالة غزلٍ وحبٍ واحترام لبلد الطهارة: "قد صدق الوعد،، فقد انجبت رجالًا" ، فترد عليها غزة-فلسطين بكلماتٍ وأحرف متزاحمةً داخلها شاكرةً بطلها العسافيّ هامسةً بأذنه عبر الرياح : "أنجبت قلبًا سعيدًا لفلسطين ووحّدت كل شعبها".

الوطن الجريح
نعم، فبغناه للوطن الجريح، ذلك الوطن الذي ينزف، الوطن المحاصر الذي طالما ارتبطت أخباره بالاغتيال، القتل، آهات الثكلى، أنين الطفال، غدر الجرحى، عذابات الأسرى، القصف، الدمار وروائح الشهداء، ذلك الوطن الذي لم يهدأ روعه منذ زمن والذي ما شَهِد غير لون الأسود والأحمر أما حان الآوان بأن يعلي راية النصر ويكسوه البياض؟!!! نعم قد حان الآوان أن ترتسم وتعلو ضحكاتنا ونهمس للفرح لمجاورتنا، حان الآوان أن نصرخ بما في دواخلنا ولنخرج طاقاتنا التي أسِرت منذ سنون.

نبل الأخلاق
فإن كانوا كبار الساسة عجزوا بأن تتعالى ضحكاتنا فقد فعلها العساف بقوة صوته ونُبل أخلاقه، نعم قالها: "سأظل أغني لأملأ هذا العالم ضجيجًا كي لا ينام العالم على آنين الصغار في بلادي". وقد فعلها، فناضل وناضل وناضل حتى وصلت رنة صوته لكل بيتِ، ورشفها كل صغيرٍ قبل الكبير وتراقص على نغماتها، نعم استطاع أن يمسح ولو لبضع لحظات الآسى، الحزن، مشاهد الدمار والاحتلال من حبال أفكارنا وسُمِعت مكانها أصوات ضحكاتنا.
عساف أصبح عنوانًا للصحف المحليّة، القطرية والعالميّة ليس ذلك فحسب بل أصبح عنوانًا للصحف الإسرائيليّة التي أعلنت عن ولادته كنجم وأثنت على صوته وأداءه ورقي أخلاقه. لذا فانه من واجبنا أن نقف وندعم ابن فلسطين وهذا أقل ما يمكن تقديمه لصاحب الموهبة التي تخطّت كل الحدود وعجزت كل الحروف عن وصفها، لذا اصدح واستمر بنضالك وغرد جهرًا وعاليًا ونحن سنجيبك يا "فرحة فلسطين".

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة