الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 12:01

نصائح وارشادات:أبناؤنا وصيف ممتع ومفيد

أماني حصادية -
نُشر: 06/06/13 11:01,  حُتلن: 14:12

الكثيرون حاولوا التخطيط من قبل من أجل صيف ممتع ومفيد ولكن الكثير منه أحبط لأن مخططاتهم لم تنجح وتتحقق في أرض الواقع أو تحقق جزء صغير منها لا يرقى لحجم المخطط له

لعل السبب الأهم وراء ذلك أن الآباء يريدون تخطيط يوم الأبناء بأكمله وشغل وقت فراغهم كاملا في البرامج المقترحة وأحيانا دون العودة للأبناء أنفسهم ومن ثم تتعرض هذه البرامج للفشل

بعد نهاية عام دراسي طويل وأيام امتحانات مشحونة بالتوتر والقلق تأتي العطلة الصيفية بمثابة استراحة جميلة طال انتظارها والتشوق لها، ولكنها كثيرا ما تمر تماما كما تمر سحابة الصيف دون أن يشعر بها أحد أو تحقق الهدف من الحصول عليها، بل وللأسف وفي كثير من الأحيان تتحول لعبء وضغط نفسي وتوتر ومشاحنات..
فكيف يمكن أن نستثمر هذه العطلة الصيفية لتجديد نشاطنا ونشاط أبنائنا بل وتحقيق تنمية شاملة لهم عقليا ونفسيا وعاطفيا وجسديا؟.


التخطيط الممكن
الكثيرون حاولوا التخطيط من قبل من أجل صيف ممتع ومفيد ولكن الكثير منه أحبط لأن مخططاتهم لم تنجح وتتحقق في أرض الواقع أو تحقق جزء صغير منها لا يرقى لحجم المخطط له ..ولعل السبب الأهم وراء ذلك أن الآباء يريدون تخطيط يوم الأبناء بأكمله وشغل وقت فراغهم كاملا في البرامج المقترحة وأحيانا دون العودة للأبناء أنفسهم ومن ثم تتعرض هذه البرامج للفشل.
نحن إذن أمام صنفين من الآباء أحدهما لا يخطط لشيء ويترك للأبناء حرية التصرف في أوقاتهم في العطلة الصيفية، ومن ثم يسهر هؤلاء الأبناء حتى ساعات الصباح الأولى أمام التلفاز والنت وألعاب البلاي استيشن ثم ينامون طيلة النهار دون حتى أن يؤدوا الصلاة المكتوبة ثم يستيقظون كسالى يتسكعون بعض الوقت ثم يسهرون الليل كسابقه وهكذا دواليك حتى في شهر الصوم الذي سوف يتخلل عطلة هذا العام وحتى بداية العام الدراسي القادم.
والصنف الثاني من الآباء يخططون لكل دقيقة في يوم الأبناء بحيث يشغل النشاط الجاد معظم الوقت وبالتالي يلقون عنادا كبيرا من الأبناء وغالبا ما يفشل المخطط مع نسبة كبيرة من الإحباط.
لذلك فالخطوة الأولى التي ينبغي على الوالدين تحقيقها وهم يخططون من أجل العطلة الصيفية هي الواقعية في الطرح، ومن الواقعية في الطرح ألا نخطط لكل دقيقة في اليوم خاصة لو كان أبناؤنا فوضويين، وهذه هي المرة الأولى التي نخطط فيها لبرنامج خاص بالعطلة الصيفية فليس من المهم أن ننجح بالضربة القاضية ونقوم تغيير ثوري في نمط حياة الأبناء ولكن المهم حقيقة هو النجاح ولو كان جزئيا عن طريق النقاط.
من الممكن إذن أن ندخل إصلاحات وبعض الأفكار على نمط حياتهم ومن ثم تزيد تدريجيا حتى نقارب النموذج المثالي الذي نحلم به. الأبناء مصرون على السهر حتى قرابة الفجر ويرفضون النوم مبكرا..حسنا لا داعي للصراخ والغضب وإثارة المشكلات

فليسهروا ولكن:
ـ إذا كانوا سيشاهدون التلفاز فإنه سيتم اختيار مجموعة محددة من القنوات في باقة وغير مسموح بتجاوز هذه الباقة.
والأمر ذاته في انتقاء الألعاب المسجلة على الكمبيوتر أو البلاي استيشن.
والجديد في الأمر أنه سيتم تكليفهم بإيقاظ الآباء قبل موعد الفجر بنحو نصف ساعة وسوف تكون هذه النصف ساعة لقراءة القرآن والذكر وغير مسموح بالنوم قبل صلاة الفجر ( نحن من نطلب منهم المزيد من السهر إذن !) وقبل صلاة الظهر لابد من إيقاظهم وبدون عنف فمن سيستيقظ سوف يتناول المثلجات (هذه مسابقة مرحة) ومن يستيقظ بعد الظهر فقد خسر المثلجات .
ـ وهذه الفتاة التي لا تساعد في ترتيب المنزل نهارا لأنها لاتزال تشعر بالخمول سنمنحها الفرصة كاملة لترتيبه ليلا وهكذا سوف نتحايل على برنامجهم الفوضوي وندخل فيه إصلاحات جزئية تدريجية بلطف ومرح متناسبان مع أجواء العطلة الصيفية.

بين المتعة والفائدة
الأصل في العطلة الصيفية بالنسبة للأبناء الصغار والكبار هو المتعة والمرح لذلك فما أجمل أن يكون التعلم عن طريق اللعب والمرح بعض ألألعاب تنمي الحصيلة الثقافية والمعرفية وبعض المسابقات تحقق الغرض ذاته وهناك مخيمات رائعة تجمع بين اللعب وبعض المحاضرات النافعة وهناك مساجد يمتلك القائمون عليها روحا ابداعية فيمزجون فيها بين تحفيظ القرآن وتفسيره بطريقة ميسرة وبين المسابقات والقصص الممتع وبعض الرحلات الجماعية والأناشيد والمسرحيات دون أن يحملوا الأسرة أي أعباء مالية إضافية وهم في الحقيقة يؤدون دورا بالغ الأهمية وهناك فارق نوعي كبير جدا بينهم وبين هؤلاء الذي يقومون فقط بتحفيظ القرآن دون أنشطة أخرى تجذب الأبناء وتشجعهم على الحفظ والتعلم وتربطهم بالمسجد وتكوين شبكة علاقات اجتماعية مع ابناء المسجد الآخرين لتحقيق الصحبة الصالحة الآمنة.
أيضا هناك الكثير من الأبناء لا يرغبون في القراءة في العطلة الصيفية فهم لا يستشعرون المتعة في القراءة خاصة في عصر النت والسماوات المفتوحة وبالطبع نحن لن نجبرهم على القراءة ولكن سنشجعهم عليها حتى يستشعروا هم المتعة الممزوجة

بالفائدة عن طريق:
ـ الخروج للتنزه وتناول الطعام في الخارج ثم المرور على المكتبة بصورة تبدو عفوية ومنح كل منهم الفرصة لاختيار كتاب واحد فقط.
ـ انتقاء بعض الكتب المميزة ذات الطباعة الفاخرة ووضعها على الطاولة بطريقة تبدو أيضا عفوية دون أن نطلب منهم قراءتها.
ـ أن نقرأ نحن بعض الفقرات بصوت مرتفع وننادي يا فلان- اسم الابن أو الابنة- أليس هذا هو الموضوع الذي كنا نتحدث فيه

هنا معلومات تفيدك.
ـ أن نقرأ نحن القصص للأطفال الصغار والذين لا يجيدون القراءة بعد.
ـ تحديد يوم في الأسبوع لعمل مسابقة من كتاب معين مع جوائز ممتعة (جوائز للجميع وليس للفائز الأول فقط).
ـ تحديد ساعة أسبوعية نجلس فيها مع الأبناء ونسميها ساعة القراءة ممنوع فيها التلفاز والنت ويجلس فيها الوالدان مع الأولاد، والجميع يقرأ ثم وفي جلسة سمر يحكي كل واحد عن الكتاب الذي قرأه.

مقالات متعلقة