الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 09:02

الجامعة العربية الأمريكية تنظم مؤتمر الإعلام واللغة والثقافة

كل العرب
نُشر: 04/06/13 15:09,  حُتلن: 16:16

رئيس الجامعة للشؤون الاكاديمية الأستاذ الدكتور نور أبو الرب:

جامعة تتميز ببرامجها وتنوعها وديمقراطيتها والديمقراطية بهذا الصرح العلمي المميز تتم على أكمل وجه

الجامعة أنهت قريباً انتخابات مجلس اتحاد الطلبة بمشاركة جميع القوى والكتل الطلابية كما أنها تحتضن أبناء الشعب هذا المؤتمر فريد من نوعه فاللغة مكون أساسي لأية أمة والإعلام هو السلاح للديمقراطية وإظهار الحق

عماد أبو الحسن:

لغة الإعلام والصحافة لم تصل إلى المستوى الذي يجب أن تصل إليه فنظراً للدور الخطير الذي تلعبه وسائل الإعلام عبر استخدام اللغة بات من الضروري أن تعمل على تطوير علاقتها بها

د. وليد الشرفا :

الدلالات اللغوية مرتبطة باللسان ولا يمكن أن تكون بعيدة عن السلطة اللغوية والخطابية والتطورات التكنولوجية أسهمت في تعزيز الصراع بين ثنائية العامية والفصيح والانهيار اللغوي الذي يتضح في النشرات الإخبارية على الفضائيات العربية

نظمت كلية العلوم والآداب في الجامعة العربية الامريكية وتحت رعاية رئيسها الأستاذ الدكتور محمود أبو مويس، مؤتمر "الإعلام واللغة والثقافة" بمشاركة نخبة من الباحثين من الجامعة والمؤسسات التعليمية الفلسطينية ومن المناطق المحتلة عام 1948. 

وافتتح المؤتمر نائب رئيس الجامعة للشؤون الاكاديمية الأستاذ الدكتور نور أبو الرب بكلمة رحب فيها بالحضور، وأكد ان: " الجامعة معنية بتعزيز مكانة البحث العلمي، وتشجيع التواصل الدائم مع المجتمع المحلي. وأن الجامعة تتميز ببرامجها وتنوعها وديمقراطيتها، والديمقراطية بهذا الصرح العلمي المميز تتم على أكمل وجه، مشيرا الى ان الجامعة أنهت قريباً انتخابات مجلس اتحاد الطلبة بمشاركة جميع القوى والكتل الطلابية، كما أنها تحتضن أبناء الشعب هذا المؤتمر فريد من نوعه، فاللغة مكون أساسي لأية أمة، والإعلام هو السلاح للديمقراطية وإظهار الحق، متمنياً لكم التوفيق". من جهته، أكد عميد البحث العلمي في الجامعة الأستاذ الدكتور محمد رفيق حمدان أن: "الجامعة معنية بدعم الجهد الأكاديمي والبحثي في مختلف الأقسام والتخصصات، مؤكدا حرص الجامعة على التشبيك والتفاعل مع مجالس عمداء البحث العلمي في الجامعات الفلسطينية، خدمة للوطن ومؤسساته، وبما يسهم في استثمار الجهد العلمي المشترك، وتحدث حمدان عن تميز فكرة المؤتمر، كونه يبحث في مواضيع حيوية ومحور اهتمام كبير، موضحاً دور الإعلام في خلق جو ثقافي يمهد لفرض واقع ليس للشعوب الضعيفة نصيب فيه، وبين ان اللغة الوطنية مستهدفة إذا كانت تختزن مضمونا ثقافياً وهوية حضارية، وزخماً تاريخياً، لتصبح متغيراً مستهدفاً لخلق معادلة ثقافية طيعة".


اللغة والإعلام
وفي كلمته شكر عميد كلية العلوم والآداب في الجامعة الدكتور عبد الرحمن أبو لبدة القائمين على المؤتمر، موضحاً أن" تنظيمه جاء في سياق فلسفة الجامعة وحرصها على التطور والتميز والمشاركة الفاعلة في كل ما له صلة بخدمة المجتمع المحلي والقضية الفلسطينية، مشيرا الى ان المؤتمر يؤكد صدق النسيج المتين بين اللغة العربية والإعلام والثقافة، وأنها ركائز أساسية ثلاث في بناء المجتمعات العلمية، وتجسيداً للعمل المشترك، الذي من أجله تتواصل الطاقات، وترسم السياسات، وتوثق اللبنات الأساسية في العمل والعطاء". وقدم مقرر المؤتمر ومساعد عميد كلية العلوم والآداب الدكتور عباس المصري شرحاً لأهم محاوره، موضحاً أن ما يميز هذا الجهد أنه يضم نخبة من الباحثين والمعنيين من مختلف أرجاء الوطن، ومن الداخل الفلسطيني.
وتضمن المؤتمر جلستين بحثيتين، جاءت الأولى تحت عنوان اللغة والإعلام، وأدارها الدكتور محمد دوابشة أستاذ اللغة العربية في الجامعة.


ترجمة أدبنا الفلسطيني وإنتاجنا السينمائي
وبدأت الجلسة بورقة مقدمة من د. وليد الشرفا من جامعة بيرزيت بعنوان (اللغة والسلطة في الإعلام)، ركز فيها على العلاقة المعقدة بين اللغة والإعلام، موضحاً أن" الدلالات اللغوية مرتبطة باللسان ولا يمكن أن تكون بعيدة عن السلطة اللغوية والخطابية. وأن التطورات التكنولوجية أسهمت في تعزيز الصراع بين ثنائية العامية والفصيح، والانهيار اللغوي الذي يتضح في النشرات الإخبارية على الفضائيات العربية".  وبدوره، قدم رئيس قسم اللغة العربية والإعلام في الجامعة العربية الأمريكية د. عماد أبو الحسن ورقته التي تضمنت (العلاقات التبادلية بين اللغة والإعلام)، من خلال محاورها الأساسية والتي تشمل: مفهومها، ووظيفتها، وواقع اللغة والنص الإعلامي المنتج، والتنمية الوظائفية المشتركة فيما بينهما.  وأوضح أن" لغة الإعلام والصحافة لم تصل إلى المستوى الذي يجب أن تصل إليه، فنظراً للدور الخطير الذي تلعبه وسائل الإعلام عبر استخدام اللغة بات من الضروري أن تعمل على تطوير علاقتها بها". من جهته تحدث الكاتب سلمان الناطور عن (دور إعلام فلسطيني عرب 48 في دعم الثقافة) من خلال الصحف والمجلات التي أنشئت في الداخل وكان هدفها نشر الثقافة الفلسطينية وإحيائها حيث قامت قوات الاحتلال بهدم مباني هذه الصحف لطمس الثقافة. وأضاف": نريد ان يترجم أدبنا الفلسطيني وإنتاجنا السينمائي في الداخل لكل اللغات الأوروبية وأن تكون جزءأً لا يتجزأ من ثقافات العالم، فنحن نريد أن ننهل من الثقافات الأخرى ونعطيها".


حرية الرأي والتعبير
وعرض المحاضر في قسم اللغة العربية والإعلام الدكتور محمود خلوف ورقة بحثية محكمة بعنوان (المصطلحات المستخدمة في الصحافة الإلكترونية الفلسطينية في وصف الاحتلال وإجراءاته: دراسة تحليلية مقارنة)، واشتملت الدراسة على تحليل مضامين ثلاثة مواقع فلسطينية وهي: وكالات وفا، و معاً الإخبارية، والرأي في غزة. وركزت الدراسة على إظهار حجم استخدام مواقع الدراسة للمصطلحات الخاطئة والصائبة المتعلقة بالصراع العربي- الإسرائيلي، بالاعتماد على أسلوب تحليل المحتوى. وطالب د.خلوف بأن تنجز نقابة الصحفيين الفلسطينيين دليلاً إرشادياً حول المصطلحات الواجب تجنب استخدامها؛ لتوزيعه على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية. وحث المؤسسات الإعلامية بأن تهتم بإعداد الصحفيين جيداً، ليكونوا قادرين على التعاطي مع الرسائل الواردة من الاحتلال، أو من يحالفه، وبشكل يخدم القضية الفلسطينية. وقد عالجت الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور عباس المصري مقرر المؤتمر موضوع "الثقافة واللغة، حيث تحدث فيها بالبداية الباحث في العلاقات الدولية والناشط في حقوق الإنسان الأستاذ بشار الديك مستعرضاً واقع الحريات في فلسطين، وتطرق في الورقة التي قدمها بالنيابة عن الناشط الحقوقي الدكتور عمر رحال، إلى أهمية الإعلام وضرورته للدفاع عن حقوق الإنسان. وأكد ان الإعلام بحاجة إلى حقوق الإنسان ليمارس على الأرض بحرية تامة، ولولا مبادئ حقوق الإنسان لما كان بالإمكان ممارسة العمل الإعلامي على أساس حرية الرأي والتعبير.


انتشار ظاهرة العولمة
ومن جانبه استعرض المحلل السياسي هاني المصري دور الإعلام في تحقيق المصالحة، بورقته بعنوان "الإعلام والانقسام"، معتبراً أن تغطية الإعلام تتأثر كثيرا بحالة الانقسام، مشيرا الى ان الانقسام كان له دور في الحد من الحريات، وعلى الإعلاميين محاربته بحياد وموضوعية. من جهته، قدم رئيس قسم الثقافة العامة في الجامعة جمال حنايشة الدكتور جمال حنايشة ورقة بحثية حول العولمة والتحديات الراهنة، موضحاً وجود تباين كبير حول تحديد مصطلح العولمة، نظرا لوجود مجموعة من الأسباب ترجع لاختلاف خلفية المُعَرِّفين: سياسيين، اقتصاديين، علماء اجتماع، إعلاميين، تربويين. وأضاف ان هناك وجه مشرق للعولمة ووجه آخر قاتم، وبكل الأحوال العولمة لها تأثير في اللغة والمسلك، والملبس والمأكل، مطالبا بضرورة التفكير بطبيعة العلاقة بين الدول في ظل العولمة، من خلال التفكير بالسؤال: هل ننعزل أم ننفتح في حوار ثقافي؟. كما استعرض العوامل التي أسهمت في انتشار ظاهرة العولمة كانهيار المعسكر الشرقي، وتزايد نفوذ الشركات متعددة الجنسية، والثورة المعلوماتية، وإنشاء منظمة التجارة العالمية وغيرها.


رخوة في ظل الانفتاح
اما أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الدكتور أيمن يوسف أستاذ العلوم السياسية في الجامعة، ورقة بحثية بعنوان "إعادة تعريف مصطلح السيادة في زمن العولمة والإعلام الجديد: مضامين فلسطينية". واعتبر أن السيادة في ظل العولمة أصبحت "رخوة في ظل الانفتاح"، مضيفاً انه عندما نتحدث عن السيادة نتحدث عن الدولة الوطنية، وان السيادة إحدى العناصر الأساسية للدولة الحديثة، و تعني قدرة الدولة على سيطرة الجغرافية والسكان، وأن هناك دولة وقانوناً نافذاً على الأرض والجغرافيا والسكان.
وأضاف يوسف: إن أكبر عنصر صراع مع الاحتلال هو السيادة، لأن الاحتلال يغتصب الأرض ويطرد السكان، ويرى بأنه في ضوء المعطيات وموازين القوى من الصعب أن تتحقق السيادة الفعلية على الأرض، ما يتطلب بالتركيز على المبادرات المتعلقة بالهوية والمصالحة، بما يؤدي إلى تحقيق السيادة التضامنية بوجود شعور تضامني بين 11 مليون فلسطيني في العالم.
وأوصى المشاركون في نهاية المؤتمر بضرورة التنبه للمصطلح في تقديم الرواية الفلسطينية بما يخص الاحتلال ونشر ما له صلة بحقوق الإنسان، والتنبه إلى خطورة المصطلحات الصهيونية، وأهمية الاهتمام بالتأهيل اللغوي للإعلاميين، وأن تدرج كليات الإعلام والصحافة في مناهجها ما يتعلق بحقوق الإنسان، نظرا لأهمية ثقافة حقوق الإنسان في حياة الناس وأهميتها في تعريفهم بحقوقهم، كما دعا القطاع الخاص إلى الاستثمار في الإعلام، وأن ينأى الإعلامي بنفسه عن الأطراف السياسية المتناقضة والمشاركة في تمديد عمر الانقسام على الأرض.

مقالات متعلقة