الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 19:01

المقاطعة هي الرد على السوبرلاند/بقلم:الشيخ محمد محاميد

كل العرب
نُشر: 30/05/13 20:07,  حُتلن: 07:49

الشيخ محمد محاميد في مقالته:

لماذا ينحصر محط انظارنا الترفيهي على المسابح والملاهي وما شابه؟ لماذا لا نقوم بتعريف ابنائنا على بلادهم وأصالتها وتاريخها حتى نغرس فيهم الانتماء وحب الارض والوطن

المجتمع الفلسطيني داخل الخط الاخضر يتعرض بشكل يومي لعشرات الحوادث العنصرية حيث أن النزر القليل منها يُعلن ويُعرف ومعظمها يُسر ويُكتم وهذا انعكاس طبيعي للحالة العنصرية المتفاقمة بالشارع الإسرائيلي

الحادثة استوقفتني قليلا حيث انها ازعجتني جدا لأنها عكرت صفو وسعادة تلاميذنا بالصف السابع بمدرسة اجيال بانتهاء العام الدراسي الذي جدوا واجتهدوا فيه بطلب العلم والمعرفة وربما لأن هؤلاء الطلاب من المدينة التي ولدتُ فيها 

بلغ أسماعنا أن المربي خالد شقرة من مدرسة أجيال الثانوية العربية بمدينة يافا، قد توجه لحجز تذاكر لمدينة الملاهي "سوبر لاند" الواقعة بمدينة "ريشون لتسيون" لطلاب صفه للترفيه عنهم والاحتفال بمناسبة انتهاء العام الدراسي الحالي، وسارت الامور على ما يرام حتى اكتشفت مندوبة المبيعات أن الحديث يدور عن مدرسة عربية وطلاب عرب تغيّرت نبرة صوتها الهادئ ورفضت الحجز بدعوى أن "السوبر لاند" مكتظة في تلك الفترة وليس هنالك مجال لاستقبال المزيد من الزوار، فلم يقتنع الأستاذ خالد بحجتها الواهية واتصل مرة اخرى وادعى ان اسمه "ايال" ويريد الحجز لطلاب صفه اليهود من المدرسة اليهودية فلاقى وجها حسنا من المندوبة التي قبلت العرض والصفقة وبات بإمكانها استقبال المزيد من الزوار "للسوبر لاند".


مشاريع تهويدية ترانسفيرية
فلا يخفى على أحد أن المجتمع الفلسطيني داخل الخط الاخضر يتعرض بشكل يومي لعشرات الحوادث العنصرية حيث أن النزر القليل منها يُعلن ويُعرف ومعظمها يُسر ويُكتم، وهذا انعكاس طبيعي للحالة العنصرية المتفاقمة بالشارع الإسرائيلي التي بلغت بأن يطالب بعض الدخلاء الغرباء الذين لا ناقة لهم ولا جمل بأرضنا بترحيلنا منها ليتسنى لهم إقامة الدولة اليهودية الخالصة، بالإضافة للمختطات الحكومية التي تقوم على مشاريع تهويدية ترانسفيرية كبيرة جدا بمختلف انحاء الداخل الفلسطيني وأبرزها مخطط برافر بالنقب، ولكن هذه الحادثة بالذات استوقفتني قليلا حيث انها ازعجتني جدا لأنها عكرت صفو وسعادة تلاميذنا بالصف السابع بمدرسة اجيال بانتهاء العام الدراسي الذي جدوا واجتهدوا فيه بطلب العلم والمعرفة، وربما لأن هؤلاء الطلاب من المدينة التي ولدتُ فيها وترعرعت بها.


حفظ كرامة المواطن الفلسطيني
فمثل هذه الحوادث المؤلمة لا بد من استثمارها كوقود لتحريك عقولنا لابتكار الحلول الواقية ولعدم الوقوع مرة اخرى بفخ العنصرية الإسرائيلية، فالأمر الأول الذي فكرت فيه: هو دور النواب العرب ممثلي الأحزاب العربية ببيت التشريع الإسرائيلي "الكنيست"، فمن ممكن جدا أن تستغلوا هذه الحادثة وأخواتها بطرح سن قانون يحفظ للمواطنين العرب حقوقهم بالعيش بكرامة بدولة تدعي بأنها تُطبق نظاما ديمقراطيا تُحفظ فيه حقوق الأقليات، حيث يفرض القانون على كل مؤسسة إن كانت مدنية أو حكومية إن ثبت عليها التورط بأعمال عنصرية تُغرم بمبلغ كبير جدا يتم دفعه تعويضا للمظلوم بالإضافة لاعتذار منشور بوسائل الاعلام من الشخص او المجموعة وإن تعددت هويتها الإثنية يعني هنالك ايضا روس وأحباش يتعرضون لمثل هذه المعاملات فممكن استغلال نماذج منهم لكسب التأييد المُطلق لسن هذا القانون الذي تُحفظ فيه كرامة المواطن العربي بالداخل الفلسطيني في هذه الايام.


الترفيه عن أولادنا برحل تثقيفية
ثانيا: نحن كمجتمع فلسطيني يعيش على ارضه في ظل الحكم الإسرائيلي لها، ونلمس بوضوح العنصرية الإسرائيلية ذات الوجه الحكومي والشعبي، ألا ينبغي علينا أن نبني مجتمعا يقوم على الاكتفاء الذاتي ولو بالأمور الترفيهية والصناعات الخفيفة، فرجال الأعمال وأصحاب الثروات بمجتمعنا كثر فكلي أمل أن يتعاقد بعضهم ويُنشأ مدينة ملاهي راقية على غرار المسابح الكثيرة التي تم افتتاحها بالوسط العربي بالسنوات الأخيرة، وتكون هذه الملاهي بمنطقة المثلث او الجليل حيث الكثافة العربية والأيدي العاملة الكثيرة حيث تشهد تلك المناطق نسب بطالة مرتفعة بصفوف الشباب الفلسطيني الذي يعيش فيها، فصدقا سيكون ذلك الصرح الترفيهي قِبلة لقاصدين الترفيه من العائلات والمدارس والمخيمات العربية، وإن كانت المدينة على قدر من التميّز سيقصدها كذلك الإسرائيليين الغير محسوبين على التيارات التارنسفيرية العنصرية.
ثالثا: من الجميل جدا أن تُرفه المدرسة عن طلابها، ويُرفه الأب عن أبنائه، ولكن لماذا ينحصر محط انظارنا الترفيهي على المسابح والملاهي وما شابه؟، لماذا لا نقوم بتعريف ابنائنا على بلادهم وأصالتها وتاريخها حتى نغرس فيهم الانتماء وحب الارض والوطن؟، كزيارات ارشادية للقرى المُهجرة والمدن القديمة والمسارات الطبيعية بالشمال والجنوب التي فيها مُتعة النظر ورياضة الجسد، حيث أن المدارس والأسر اليهودية تُركز على ذلك جيدا، فلا يُعقل أن معظم أبنائنا لا يعرفون بلادهم.


رفض عيش دور الايتام على موائد اللئام
رابعا: وأختم بهذه النقطة، بتذكير الجميع إننا أصحاب حق بأرضنا وبلادنا ولم نأتي من الشرق والغرب لنسكنها عُنوة عن اصحابها، فلا بد لنا أن نعيش بكرامة وعزة ونرفض الذل والهوان، فاعتقد أن خير عقاب ممكن أن نؤدب فيه "السوبرلاند" هو المقاطعة لأن هذه الملاهي تجني الاموال الكثيرة من المجتمع العربي طيلة العام فلا بد من أن نفهمها بأننا كرماء لا نقبل الذلة أبدا ونرفض عيش دور الايتام على موائد اللئام، فهذا الامر سيلقي تبعاته الاقتصادية عليهم ولو كان مردود تلك التبعات بسيط، وأما لمن يريد الطرح البديل فممكن ان يعمل بنصيحتي بالتعرف على بلادنا وإن صمم على الملاهي فهنالك مدينة ملاهي اخرى "لونا بارك" على امل ان يُقيم رجال الاعمال العرب مدينة ملاهي تحترم زوارها وروادها من الاطفال العرب بإذن الله رب العالمين.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net  

مقالات متعلقة