الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 09:02

إنهيار مشروع إسقاط النظام وتنحية الرئيس والتدخل الاسرائيليّ: المحامي جريس بولس

كل العرب
نُشر: 21/05/13 10:00,  حُتلن: 08:20

المحامي جريس بولس في مقاله:

في كل مرة عملت الولايات المتحدة على إرجاع عملية السلام كان ذلك في توقيت تصويب ضربة لإحدى الدول العربية

الولايات المتحدة الامريكيَّة متردّدة ولا تريد أن تدخل من جديد في الوحل الذي دخلته في أفغانستان والعراق وهذا الامر يقض مضجع اسرائيل وحلفائها العرب

المطلوب قوميَّاً اليوم هو عدم مطالبة سوريّا بالرد والا نعيب على سوريا عدم ردها في ظل عدم التوازن بل نطلب من القيادة السوريَّة إحكام القبضة وتسديد الضربة القاضية ضد فئران الناتو

اوجِّه كلامي للارهابيِّين وفئران الناتو الآتين من الخارج من اجل تدمير سوريا وتفكيكها وتقسيمها لمصلحة قوى الهيمنة والاستعمار وحكام البترودولار كقطر العميلة الشعب العربي لا يمت لكم بصلة

سوريا ستبقى قلب العروبة النابض حاضنة للمقاومات وللقومية العربيَّة وقلعة الممانعة وستحكم سوريا نصرها وستعيد وحدة ترابها شاء من شاء وأبى من أبى

كل الدلائل تدلّ بأن مشروع "إسقاط النظام" و"تنحية الرئيس" في سوريّا قد فشل فشلاً ذريعاً وان الجيش العربيّ السوريّ "حماة الديار" قد حَكَّمَ ويزيد من سيطرته يوماً بعد يوم على مواقع إستراتيجيّة لحركة "فئران الناتو" المموَّلة والمدعومة من الخارج. وقد باءَ هذا التمرّد بالفشل في إضعاف تعاضد الجيش السوري والقيادة السوريَّة أو التفاف المواطن العربيّ والسوريّ حولهما. هذا يعني بالتاكيد ان لا نص لحل سياسيّ لا يصب في مصلحة النظام السوريّ وان اي مشروع سياسيّ لا يمر إلا عبر القيادة السوريَّة التي تعتبر انها ربّة الموقف التي باتت تسدد الضربة تلو الاخرى للخصم، فيقوم الاخير بأعمال تخريبيّة وتفجيريَّة بين المواطنين العَزَّل واغتيالات، التي تدل فقط على ضعفه ووهنه ويأسه، لذا فيلجأ للإرهاب.

القضية السوريَّة
كما يعلم القارىء ان هناك لقاء يقترب بين بوتين واوباما في موسكو في شهر ايلول القادم، ستكون في صلبهِ وجوهره: "القضية السوريَّة"، وكلما اقترب هذا اللقاء يتأرجح طرفان كانهما قاعدان على الشوك وهما: الطرف الاول: اسرائيل، التي باتت تدفع في الولايات المتحدة دفعاً مبيناً للتدخل المباشر في سوريا بحجَّة واهية وهي: وجود الاسلحة الكيماويَّة هناك (ولنتذكر دائماً ان الولايات المتحدة دخلت الى العراق بحجَّة أسلحة الدمار الشامل ووجود القاعدة في العراق وبعدها تبيَّن ان كل هذه الادعاءات كاذبة والهدف منها كان "احتلال العراق" وتدميره وتقسيمه والسيطرة على خيراته وموارده وتاريخه، وهكذا يراد لسوريا)، والطرف الثاني هو "لا جامعة ولا عربيَّة" التي سعت كل الوقت لتنفيذ مشروعها الاسود "إسقاط النظام السوريَّ وقيادته" واستبدالها بشلة من التبع والصبية لمصلحة الغرب وحكام البترودولار واسرائيل، الذي فشل كما اسلفنا، والذي يعي انه إذا استمر الامر على هذا المنوال، سيحصي الايام حتى يترجّى الرئيس بشار الاسد للانضمام للاجامعة وللاعربيَّة لكي يعيد اليها قانونيتها المفقودة وتعود الجامعة لتكون جامعة وعربيَّة.

الرضوخ للحلّ السياسيّ السوريّ الدَّاخليّ
وهكذا وصل الطرفان اللاجامعة واللاعربيَّة واسرائيل الى إستنتاج واضح: ان فشل التدخل غير المباشر في سوريا يتطلب إما التدخل المباشر وإمَّا الرضوخ للحلّ السياسيّ السوريّ الدَّاخليّ، والامر الثاني أمَرّ على الطرفين من المُرِّ نفسه: فاسرائيل واللاجامعة واللاعربيَّة تموتان من وقف الإقتتال الداخليّ في سوريا. وهنا يجب التنويه ان الولايات المتحدة الامريكيَّة متردّدة ولا تريد ان تدخل من جديد في الوحل الذي دخلته في أفغانستان والعراق، وهذا الامر يقض مضجع اسرائيل وحلفائها العرب. ولذا نرى التحرّكات على الحدود التركيَّة والاردنيَّة والتلويح بالتدخل بحجَّة "اسلحة الدمار الشامل" أو إقامة "مناطق عازلة" من أجل حماية اللاجئين السوريين (لقد قرأت مقالاً في صحيفة هآرتس مؤخراً جاء فيه: ان اسرائيل هي التي استعملت اسلحة كيماويَّة في سوريا من أجل ان تورِّط النظام هناك وتكون حجَّة للتدخّل المباشر في الأراضي السوريّة كما وقامت تركيا حليفة اسرائيل والغرب بترويج الشائعات عن وجود إصابات من السوريين عندها من جراء استعمال الاسلحة الكيماويَّة) من هنا جاءت تصريحات أمين عام حزب الله حسن نصرالله بان حلفاء سوريَّا لن يدعوها تسقط وقول الرئيس بشار "لن تحصلوا بالفهلوة على ما عجزتم عنه في الميدان".

جرّ سوريا لمعركة غير محضرة سوريَّاً
باختصار، أصيبت اسرائيل بالخوف والهلع من استدلالات تقهقر مشروع "إسقاط النظام" و"تنحية الرئيس" فقامت بغارتها على الاراضي السوريَّة، بدعم واضح وعلنيّ من امريكا، كوسيلة لجرّ سوريا لمعركة غير محضرة سوريَّاً في وضع سوريا الحالي في مواجهة الارهابيّين على أراضيها، تمكن إسرائيل من استعمال نقطة قوتها، تقدّمها التكنولوجي والجوِّي للقضاء على الجيش السوري وسلاح الجو السوري والعتاد العسكريّ السوريّ وبالتالي تدعم الجيش الحر وجبهة النصرة، وهذا بالطبع يصب في خدمة التكفيريّين وفي مشروع تدمير وتفكيك سوريّا، الذي هو جزء لا يتجزأ من مشروع الشرق الأوسط الجديد. وهنا يجب ان نذكّر ونتذكر ان أهم قاعدة في الاستراتيجيّة العسكريَّة: هي إستخدام نقاط القوَّة ضد نقاط ضعف الطرف الآخر وان من البلاهة ان يقبل طرف ان يقوم الطرف الآخر باستدراجه لمعركة يقوم باستفحال نقاط قوته ضد نقاط ضعفه. لذا لو لم تكُن أعصاب القيادة السوريَّة جامدة كالفولاذ في الشدائد، ولو كانت متسرّعَة وقامت برد هجوم مضاد على اسرائيل، فان ذلك كان سيؤدي حتماً، في حالة عدم توازن القوى بين سوريا واسرائيل والتفاوت بينها، الى معركة تؤدي الى تدمير الجيش والسلاح الجوّي السوري وعندها سيكون المستفيد الاول هو عصابات التكفيريّين والجيش الحر، والتي يعتبر الطيران الحربيّ السوريّ سدَّاً منيعاً لاعمالها الاجراميّة. لذا المطلوب قوميَّاً اليوم هو عدم مطالبة سوريّا بالرد والا نعيب على سوريا عدم ردها في ظل عدم التوازن بل نطلب من القيادة السوريَّة إحكام القبضة وتسديد الضربة القاضية ضد فئران الناتو واعداء الامَّة وإعادة السيطرة وإحكامها على كل شبر من الاراضي السوريَّة.

القضيَّة الفلسطينيَّة
ومن هنا جاء إقرار وفد السباعية العربية مبدأ "تبادل الأراضي" استرضاء" للولايات المتحدة وللتورط المباشر لأمريكا في سوريا وتأجيل الحل السياسيّ هناك، في لقائه مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري وذلك على حساب "القضيَّة الفلسطينيَّة". والامر الغريب والعجيب ليس موقف السباعيَّة العربيَّة بل موقف السلطة الفلسطينيَّة، لا لأنها ترفض حل "تبادل الأراضي"، فقد وافق عليه ابو مازن اثناء المفاوضات مع اولمرت، بل لان نجاح المشروع القطري – الاخواني – البترودولاري – الصهيوني والتكفيري في سوريا سيؤدي الى ضعفها امام حماس التي تحولت من حركة مقاومة ولحقت بركب الاخوان المسلمين الذي ينسق مع امريكا وحلفائها في مشروع الشرق الاوسط الجديد. وبما ان تنازل السباعيَّة العربية في أمر "تبادل الأراضي"، بمشاركة مصر الاخوانية، ثمَّ تقديمه هدية غير مشروطة فمن المؤكّد ان اسرائيل وأمريكا تستغلانه لتحويل "التبادل القليل" للاراضي بين ما يسمى بالدولة الفلسطينيَّة الوهميّة وغير الموجودة واسرائيل الى تنازل كبير عن القدس وعن قسم كبير من اراضي الضفَّة الغربيَّة لصالح إسرائيل، بغض النظر عما سيحصل في سوريا.

مصلحة قوى الهيمنة والاستعمار 
ولنتذكر دائماً، ان في كل مرة عملت الولايات المتحدة على إرجاع عملية السلام كان ذلك في توقيت تصويب ضربة لإحدى الدول العربية. فخطة الطريق التي حضرت في 2002 كانت كمقدمَّة لإحتلال العراق، واعادة إحياء عملية السلام في 2005 كانت قد حضرت قبل حرب 2006 مع لبنان واحياء المبادرة العربية سنة 2007 أعد خصّيصاً لتجميع حلفاء امريكا ضد ايران، والان يدور الحديث عن إحياء عملية السلام للتهيئة لتصويبة ضد سوريا. واخيراً ان الموقف القومي الواضح والاصيل يكون باعلان الدعم لسوريا والدعم الثابت في هذا المفصل التاريخي للامَّة، للشعب العربي السوري وللجيش العربي السوري وللقيادة السوريَّة وهذا هو الثالوث المقدس الذي اثبت صلابة عوده في مواجهة أصعب التحديات والمِحَن. وأخيراً اوجِّه كلامي للارهابيِّين وفئران الناتو الآتين من الخارج من اجل تدمير سوريا وتفكيكها وتقسيمها لمصلحة قوى الهيمنة والاستعمار وحكام البترودولار كقطر العميلة: ان الشعب العربي لا يمت لكم بصلة وان سوريا ستبقى قلب العروبة النابض، حاضنة للمقاومات وللقومية العربيَّة وقلعة الممانعة وستحكم سوريا نصرها وستعيد وحدة ترابها شاء من شاء وأبى من أبى.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة