الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 05:02

مظاهرة حيفا-صرخة غضب ضد العنف المجتمعي/بقلم:شاكر فريد حسن

كل العرب
نُشر: 11/05/13 16:51,  حُتلن: 08:36

شاكر فريد حسن في مقاله:

مشهد الجريمة والعنف المجتمعي بين جماهيرنا وشعبنا العربي الفلسطيني في الداخل غدا مشهداً يومياً نازفاً مصحوباً بمشاعر الوجع والألم والغضب

بالرغم من أن هذه المظاهرة ليس حلاً سحرياً وعلاجاً شافياً سريعاً لظاهرة العنف المتفشية والمتفاقمة داخل مجتمعنا بشكل مطرد ورهيب إلا أنها وضعت الأصبع على الجرح

على قياداتنا السياسية والاجتماعية والدينية والتربوية ومدارسنا العربية لعب دور تثفيقي وتربوي مؤثر أكبر  وحث النشء الجديد على التعقل والتسامح والحوار والتعددية واحترام الرأي الآخر والتمسك بالقيم الأخلاقية والانسانية والدينية

بالأمس قتلت الشابة المقدسية ميناس قاسم ابنة العشرين ربيعاً، وقبل أسبوع قتلت سيدة من قلنسوة، وقبلهما قتلت منى شحادة محاجنة من أم الفحم وكريمان الضميري من الكسيفة البدوية، وقبل ذلك قتل الشاب محروس زبيدات من حيفا، والشابة آلاء شامي من عبلين وغيرهم الكثير.

مشهد الجريمة والعنف
ولا جدال في أن مشهد الجريمة والعنف المجتمعي بين جماهيرنا وشعبنا العربي الفلسطيني في الداخل غدا مشهداً يومياً نازفاً مصحوباً بمشاعر الوجع والألم والغضب الساطع المتاجج في القلوب والعقول. ولا يكاد يمر أسبوع دون جريمة قتل تقطف من بين روضتنا وبستاننا شباب وفتيات في عمر الورود وريعان الشباب.

آفة قاتلة
ورداً على هذه الآفة القاتلة أقيمت في الآونة الأخيرة في كل من الطيبة والطيرة وأم الفحم وسخنين والناصرة وحيفا، العديد من الفعاليات والنشاطات والوقفات الشعبية الإحتجاجية المنددة بظاهرة العنف والجرائم البشعة المقترفة، والمطالبة بنبذها ومحاربتها والقضاء عليها بشتى الطرق والأساليب. ولعل مظاهرة حيفا، التي شارك فيها الآلاف، وطغى عليها الحضور الشبابي من الجنسين، هي من أكثر هذه المظاهرات حشداً وعدداً ووزناً ونوعاً، وذات أهمية خاصة وبالغة.
وبالرغم من أن هذه المظاهرة ليس حلاً سحرياً وعلاجاً شافياً سريعاً لظاهرة العنف المتفشية والمتفاقمة داخل مجتمعنا بشكل مطرد ورهيب، إلا أنها وضعت الأصبع على الجرح، وشكلت صرخة غضب وإنطلاقة شبابية جديدة وشرارة أخرى ضد العنف المجتمعي، وإنها معلم كفاحي هام على درب مقاومة ومحاربة جرائم وآفة العنف.

عمل شعبي وجماهيري
اننا نثمن مبادرة الشباب الحيفاوي بتنظيمه هذه المظاهرة الحاشدة، التي جاءت رداُ على مقتل الشاب السخنيني الحيفاوي محروس زبيدات وجرائم قتل النساء العربيات، ولكن يجب أن يتلوها عمل شعبي وجماهيري منظم لكل الفعاليات والقوى السياسية والحزبية والمنظمات الاهلية والمؤسسات المدنية ، ووضع اسس لمشروع مستقبلي قائم على تنشئة اجتماعية صحيحة وسليمة وحقيقية وصالحة للأجيال الجديدة، وصقل شخصية شبابنا الصاعد ، وتعزيز لغة وثقافة الحوار، فضلاً عن تعميق النضال السياسي والاجتماعي لأجل بناء مجتمع مدني ديمقراطي تعددي عادل واعٍ ومتسامح . وعلى قياداتنا السياسية والاجتماعية والدينية والتربوية ومدارسنا العربية لعب دور تثفيقي وتربوي مؤثر أكبر ، وحث النشء الجديد على التعقل والتسامح والحوار والتعددية واحترام الرأي الآخر والتمسك بالقيم الأخلاقية والانسانية والدينية . ولا سبيل أخر للقضاء على هذا الوباء المشتري كالهشيم في جسد مجتمعنا ،غير هذا السبيل .

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة