أفتتح الحاج الشيّخ موّفق شاهين إمام وخطيب المسجد درس الجمعة بحمد الله سبحانه وتعالى متطرقًا بسؤال عريض كبير بعنوان ما الحكمة وما السر من خلق الله للناس

مع حلول يوم الجمعة أقيمت الشعيرة المباركة في مسجد عمر المختار التي وافقت 29 جمادي الآخر للعام 1434 هجري وتعتبر هذه الجمعة الأولى من شهر أيار، حيث شارك المئات من مدينة الناصرة والمنطقة الذين استمعوا بداية إلى تلاوة عطرة من القرآن الكريم مع تقديم إبتهالات بصوت الشيخ سليم خلايلة من مدينة سخنين وقد تعطرت النفحات الإيمانية.



وأفتتح الحاج الشيّخ موّفق شاهين إمام وخطيب المسجد درس الجمعة بحمد الله سبحانه وتعالى والصلاة والسلام على الرسول الكريم النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم متطرقًا بسؤال لا يزال يتلجلج في اذان البشرية منذ أن خلقها الله، سؤال عريض كبير بعنوان ما الحكمة وما السر من خلق الله للناس، الله من أجل ماذا خلق الإنسان، وكما معروف الله سبحانه وتعالى قال في القرآن الكريم ((وما خلقت الجن والإنسِ إلّا ليعبدون))، وهذا الجواب خطأ، لماذا خلق الله الخلق قال لعبادته، الله سبحانه وتعالى خلق الملائكة مكرمين لا يعصونه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وأكثر مخلوق مؤذي هو الإنسان والإنسان هو الذي يفسد في الأرض، الله سبحانه وتعالى أعطى الإنسان بيئة ذات جودة نظيفة والإنسان لوثها، أكثر مخلوق على وجه الأرض يقتل من أبناء جنسه هو الإنسان، لم يخلقنا الله سبحانه وتعالى ((لعبادته))، الله سبحانه وتعالى لم ولن ينقصه شيء، وكل شيء إليه محتاج، هو الذي بسط الطريق للإنسان، الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان من أجل الحفاظ على أبناء جنسه من أجل أن يُعمر الإنسان الكون ويزيد في جماله.

المحبة والعدل
وتتبعًا للدرس في خطبة الجمعة موضحًا الآية الكريمة ((وما خلقت الجن والإنس إلّا ليعبدون))، والملائكة أقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وفي العالم ربعهم يعبدون بوذا وغير الله، الإنسان خُلق لتعمير الكون، الإنسان جاء لمهمة أن يعمر هذا الكون بوجوده وأن يصل إلى خالقه من خلال أبناء جنسه بقدر ما يُحِب يُحَب، والإنسان يسامح أبناء جنسه، كما وأشار بآية كريمة وموقف الرسول الكريم النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم في نهاية غزوة اُحد رأى ما فُعِل بعمه حمزة، وحثّ المصلين أن الإنسان يُعمر الكون بحبه لأبناء جنسه، وكل الكون الله سبحانه وتعالى خلقه بمحبة، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي هذه هي جمالية الكون، وفي كلمة العدل الجميع سواسية، لذلك حثَّ الإسلام أن ينظم علاقة الإنسان مع أخيه الإنسان.

جمالية الكون
وأختتم بقول الرسول الكريم النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم (لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل أمرئ ظلما)، وعندما نظر إلى الكعبة المشرفة قال (ما أعظمكِ وما أعظم حرمتكِ إلّا أن حرمة المؤمن عند الله أعظم من حرمتك)، والمقصود الإنسان ((يا أيهّا الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلّك في أي صورة ما شاء ركبك))، والإنسان شوه جمالية الكون، وعالمية الأسلام عندما قال الله سبحانه وتعالى لحبيبه المصطفى ((وما أرسلناك إلّا كافة للناس))، عولمة الإسلام لا يخص جماعة دون أخرى، الإنسان سر الكون وزينة ما خلق الله سبحانه وتعالى، وأنهى بحديث قدسي جليل الذي يقول الله سبحانه وتعالى فيه ((ي أبن آدم خلقت الكون من أجلك وخلقتك أنت من أجلي))".