الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 22:02

مقالة شبابنا في خطر/ بقلم: الشيخ محمد محاميد

كل العرب
نُشر: 29/04/13 18:29,  حُتلن: 08:12

الشيخ محمد محاميد في مقالته:

أكتب مقالي هذا وقلبي يعتصر ألماً على حال الكثير من شبابنا الذي لا نحسد عليه

باتت كل عين بصيرة تُبصر بوضوح وشفافية مرارة حالهم وانكسارهم وكآبة أوضاعهم الصعبة في ظل الرذائل والضلال

آن الأوان لتصبح المساجد حاضنة للشباب والفتيان فعلى الجميع أن يساهم بإصلاح الشباب على الأهالي بتربيتهم الدعاة بوعظهم وعلى المعلمين بإرشادهم

إن مرحلة الشباب هي مرحلة القوة ما بين الضعفين، ضعف الطفولة وضعف الشيخوخة، ولذلك تقاس قوة أي أمة بشبابها، لإن الشباب هم عصب الأمة وقلبها النابض بالنشاط والحيوية، وهم مستقبلها وصناع غدها، فإن صلحوا صلحت الأمة كلها وكُتب لها العزة والتمكين وإن فسدوا فسدت الأمة كلها وكُتب عليها الذل والهوان.

القلوب تنفطر حزناً على شبابنا
أكتب مقالي هذا وقلبي يعتصر ألماً على حال الكثير من شبابنا الذي لا نحسد عليه، فباتت كل عين بصيرة تُبصر بوضوح وشفافية مرارة حالهم وانكسارهم وكآبة أوضاعهم الصعبة في ظل الرذائل والضلال، تُبصر شباب يتسكعون على الأرصفة وبأيديهم قوارير الخمر، وشباب آخرون يترنحون ذات اليمين وذات اليسار من اثر المُسكرات والمُخدرات، وشباب قد غرقوا في مستنقعات البغيّ والزنا، وشباب باتوا يقتاتون على السرقة وبيع المخدرات وقتل النفس التي حرم الله قتلها، فعيوننا ترى نارا متقدة تأكل الأخضر واليابس تنتشر بشوارعنا كانتشارها بالهشيم، تطرق بيوت الجميع دون استئذان لتحرق فلان وعلان من شباب المسلمين. وأما اذاننا فكذلك تسمع بوضوح آهات الأمهات الثكالى الواتي فقدن ابنائهن بحوادث القتل والإجرام، وعويل الارامل الواتي مات ازواجهن غرقاً في وحل المخدرات، وبكاء الايتام المساكين الذين يقول فيهم أمير الشعراء أحمد شوقي:
ليس اليتيم من انتهى ابواه ***** من هَمِ الحياة وخلفاه ذليلا
إن اليتيم هو الذي تلقى له ***** أمّاً تخلّت أو أباً مشغـــــولا
نعم هؤلاء الاطفال الذين ما وجدوا من يربيهم على البر والخير والهداية والرشاد، فما بال أعيننا لا تبكي حال كل هؤلاء؟، وما بال اذاننا لا تحزن على اصوات نحيبهم؟، وما بال قلوبنا لا تنفطر حزنا على شبابنا؟.


مَن رَأى مِنكُم مُنكَرَاً فَليُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ
فلا يخفى على أحد أن الأمر جلل، وأن شبابنا في خطر، وأن هذه النار قد تطال بيوتنا دون استثناء او تمييز، فيا ايها العقلاء بقومنا: الم تسمعوا قول الله تبارك وتعالى: { وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران 104]، الم تسمعوا قوله جل وعلا: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ} [آل عمران 110]، الم تسمعوا قول نبيّ الله ورسوله محمد صلُّ الله عليه وسلم: "مَن رَأى مِنكُم مُنكَرَاً فَليُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَستَطعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَستَطعْ فَبِقَلبِه وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإيمَانِ" [رواه مسلم].


التوبة وتجنب المعاصي
ما دمنا سمعنا قول الله جل وعلا ورسوله صلَّ الله عليه وسلم، فلماذا نجلس مكتوفي الايادي نشاهد النار وهي تحرق شبابنا؟، حتى متى سنلزم الصمت حيال ذلك؟، ورب الكعبة إننا سنسأل عن ما قدمنا لهم، وما عملنا لإصلاح حالهم، آن الأوان لننتفض على هذا الحال وننقذ شبابنا، آن الأوان لتصبح المساجد حاضنة للشباب والفتيان، فعلى الجميع أن يساهم بإصلاح الشباب، على الأهالي بتربيتهم، الدعاة بوعظهم، وعلى المعلمين بإرشادهم، وكم اتمنى أن لو باعة الخمور والمخدرات تابوا إلى الله وكفوا عن بيعها لشبابنا وأبنائهم، فاتقوا الله في شبابنا فوالله فيهم الخير الكثير ارموا لهم بدعوتكم وتربيتكم وارشادكم اطواق النجاة، لينجوا وننجوا جميعا فنحن على متن سفينة واحدة. اللهم أهدي شباب المسلمين وردهم إليك رداً جميلاً... اللهم جنبهم المعاصي والفتن ما ظهر منها وما بطن... اللهم آمين اللهم آمين. 

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة