الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 23:02

ظاهرة الانتحار المتفشية بمجتمعاتنا /شفاء ذيابات

كل العرب
نُشر: 18/04/13 08:19,  حُتلن: 19:14

 شفاء ذيابات -طالبة خدمة اجتماعية في كلية غرناطة:
 

الانتحار من الامور التي قليلا ما كنا نسمع بها انها تحدث في مجتمعنا اما اليوم فأصبح من الامور العادية التي يمكن ان تحصل في أي وقت مع اقرب الناس الينا

الانسان هو مخلوق اجتماعي لا يمكنه العيش بمفرده ابدا وقد يتأثر من اطراء اطلقه على سمعه صديق او قريب ويجد فيه لون اخر لحياته او العكس من نقد او ملاحظه سلبيه لفته اليها شخص يهتم به تحوله الى مكتئب ويائس

إن الانتحار هو نتيجة لإختمار عوامل عديدة نفسية، اجتماعية، اقتصادية، ذاتية، واحياناً جماعية. ولم يكن بحث ظاهرة الانتحار من الامور الحديثة العهد، فقد حاول العلماء والباحثين معرفة اسباب إقدام الانسان على ان يضع حداً لحياته ويقرر ان لا يعيش بعد الآن في هذه الدنيا. والامر الذي شغل الباحثين الاجتماعيين اكثرهم او اغلبهم هو متى يصرح الانسان بذلك ؟ وهل هنالك خطوات من الممكن ان يتبعها الاهل او الاصدقاء من شأنها جعل الشخص يعدل عن قراره في حال صرح به ؟ طبعاَ قبل فوات الاوان .

 المحاور الاربعة
وايضاً مسألة هل المنتحر انسان شجاع ليضع حداً لحياته،  أو جبان لانه يهرب من واقع لم يستطع ان يغيره او يواجهه ؟
لكن برأيي أنا : السؤال الاكثر اهمية هو ما هي مسؤولية المجتمع بأكمله تجاه الحد من هذه الظاهرة ؟ وينقسم المجتمع في محاربة الانتحار الى اربعة محاور :
1. الاسرة الاولية وكذلك الممتدة .
2. المدرسة رفاق الجيل او الحي.
3. صناع القرار والمسؤولين .
4. باقي افراد المجتمع .

وعندما نتحدث عن ظاهرة آخذة بالانتشار والتوسع،  كظاهرة الانتحار بين الشباب والمراهقين، فأننا بالتأكيد سنتجه الى التفكير في الاساليب المختلفة التي يمكن ان يوفرها لنا المجتمع كي نحارب ونقف في وجه الخطر الذي يهدد الشباب بالاخص ويسبب ايضا الاسى والالم لأفراد المجتمع ككل . الاساليب التي من الممكن ان تحد من الظاهرة تتركز في الجانب الوقائي من اهداف العمل الاجتماعي الذي هو مسؤوليتنا جميعاً . فنشر الوعي والمعرفة حول الظواهر التي نعايشها ونتعايش معها ليست مقيدة، في وظيفة او منصب او حتى إطار رسمي، لذلك لأسباب نابعة من هذا المنطلق قررت كتابة هذا النص .


مشكلة وظاهرة اجتماعية
الانتحار من الامور التي قليلا ما كنا نسمع بها انها تحدث في مجتمعنا، اما اليوم فأصبح من الامور العادية التي يمكن ان تحصل في أي وقت مع اقرب الناس الينا . ولا اقول انها لم تكن تحدث في الماضي ولكن الحديث عن مثل هذه الامور والمشاكل كان قليلا ، فاجدادنا كانوا يخافون من الحديث عن أي شيء قد يهدد صحة الانسان، جسدة، وسلامة العائلة والمجتمع ككل. اما اليوم في ظل الانفتاح الهائل على الحضارات المتنوعة والعالمية اصبح الحديث ضروري وملح لنشر التوعية، وطبعا مجتمعاتنا اليوم ليست كالسابق فالتغييرات في مجالات الحياة سريعة وتتجه كلها الى التطور بالجنس البشري. لذلك فالانتحار حاله كحال كل المشاكل والظواهر الاجتماعية، يجب التصدي له وبالاساس حماية المجتمع من خطره. ان ارتباط الانتحار بعوامل نفسية واجتماعيه تسبقه يُعد فائده للمعالجين النفسيين والاجتماعيين وحتى اطباء الطب العام.  فنسبة المرضى النفسيين التي يمكن معالجتهم من قبل اطباء الطب العام تكاد تصل الى 40% بينما حوالي 60% يتم توجيههم للطب النفسي وطب الاعصاب . ومن زمن ليس بعيد تفاجأت جدا عندما وصف لي طبيبي مضاد للاكتئاب ومهدئ للاعصاب، لانني عانيت من اعراض الضغط النفسي والعصبي والذي ساعدني كثيراً في تحسين المزاج قليلا، وجعلني اكثر هدوءاً وتساءلت ماذا لو لم يكن الطبيب مدركاً لاعراض الضغط النفسي والامراض النفسية، فكيف سينجح الطب النفسي في احتواء كل هذه الامراض والاضطرابات فالضغط النفسي اذا لم يُعالج وينظر اليه بجدية، سيتحول الى اضطرابات اخطر وممكن ان ينتهي الحال بالانتحار.

المحاور لمحاربة الانتحار
تحدثت في البداية، عن المحاور الاربعة لمحاربة هذه الظاهرة واهمها الاسرة : فهي المؤسسة الاجتماعية الاكثر تأثيراً على الفرد فيها يحتمي وينمي مداركه واهتمامته، فيجب عليها احتوائه ومعاونته على مواجهة . الحياة بدون ذلك سيتحول الى فرد مدمر لذاته ولمجتمعه . والمحور الثاني المدرسة دورها لا يقل اهمية عن دور الاسرة، فهي بمثابة الاسرة الثانية للفرد وعدم ادائها لادوارها من رعاية، ارشاد وتطوير قدرات ومواهب ايضا ينتج فردا بلا اهداف اساسية وعالة على مجتمعه واسرته . أما المحور الثالث يتركز دوره في تخطيط وتصميم برامج من شأنها النهوض بالافراد فكرياً وتدريبهم على اكتساب مهارات حياتية تزيد من جودة حياتهم التي ستنعكس ايجابيا على صحتهم النفسية . والمحور الاخير هو الاوسع والاشمل لذلك لا يمكن حصره في جملة او صفحات، لكن تأثيرات الافراد على بعضهم البعض رهيبة ومهمة جدا ..لان الانسان هو مخلوق اجتماعي لا يمكنه العيش بمفرده ابدا .. وقد يتأثر من اطراء اطلقه على سمعه صديق او قريب ويجد فيه لون اخر لحياته او العكس من نقد او ملاحظه سلبيه لفته اليها شخص يهتم به ...تحوله الى مكتئب ويائس طبعا لا اتحدث عن كل الافراد انما عن بعض الافراد ذوي الشخصيات المهتزة والضعيفه التي يمكن ان ينتهي بها المطاف منتحره بسبب تعليق ساخر او جارح من ام او أب او صديق .وهذه النماذج لا يمكن ابدا اهمالها وتجاهلها لانها موجوده وهم يحتاجون للمساعدة. اذا : العوامل المؤدية للضغط النفسي تنوعت وتعددت، لكنها قابلة للعلاج والسيطرة، لكن اذا لم يوضع لها حد ستكبر وتتحول الى جريمة .. يدمر بها الشخص المضطرب ذاته وحياته ليصل احيانا الى انتحاره واضعاً حلاً لمشاكله ومآسيه لينقلها لمن ترك ورائه من اسرة ومجتمع بأكمله . فرسالتي : الروح هبة من الرحمن لا يمكن العبث بها ، ولنعمل يدا بيد لنحمي مجتمعنا من ضياع الانفس والارواح بسبب ظاهرة اسمها قتل الروح " الانتحار" .. معاً نحو مجتمع رائع .

 موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع علي العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة