الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 05:02

حفل تكريم الشيخ أبو خضر محمد الرمال/ بقلم: زياد شليوط

كل العرب
نُشر: 18/04/13 08:15,  حُتلن: 08:19

زياد شليوط في مقاله:

الرمال شخصية نادرة تتسم بالصدق والاستقامة واطلاق كلمة الحق التي تؤدي الى الشقاق والخصام

الرمال لا يخشى فيها لومة لائم صاحب المواقف الجريئة وغير المهادنة ذو الرأي النافذ والسليم والشجاع

الرسالة واضحة وهي رسالة وطنية من الدرجة الأولى سواء في اختيار الشخصية المحتفى بها او في نوعية الجمهور وتنوعه وتعدديته وفي الجهات الداعية للحفل

كثيرون انتقدوا همسا وتبادلوا الرأي وكثيرون خرجوا قبل انتهاء الحفل لأن البرنامج ومع احترامي للمنظمين لم يأت بحجم الحدث وربما تفاجأ المنظمون من كمية الحضور لكنهم هل تفاجأوا من عدد المتكلمين؟

كنت واحدا من مئات المدعوين الذين حضروا حفل تكريم الشيخ أبو خضر محمد رمال من يركا، بمبادرة من جمعية "اخوتي أنتم" وكنيسة الروم الأرثوذكس في كفرياسيف، مساء الجمعة (12 نيسان) في قاعة المركز الثقافي الرحبة في كفرياسيف.

شخصية متفردة
لا شك أن شخصية رجل مثل أبي الخضر يستحق التكريم، ليس من جمعية فحسب أو هيئة دينية واجتماعية وحتى سياسية، لا بل يستحق التكريم من هيئات قطرية، عابرة للطوائف والأحزاب والبلدات لما لهذا الرجل من أياد بيضاء ومواقف وطنية وانسانية عالية، ولكونه شخصية نادرة تتسم بالصدق والاستقامة، واطلاق كلمة الحق التي تؤدي الى الشقاق والخصام، لا يخشى فيها لومة لائم، صاحب المواقف الجريئة وغير المهادنة، ذو الرأي النافذ والسليم والشجاع.. أبو خضر شخصية متفردة في مجتمعنا العربي الفلسطيني بكل المقاييس.

اختلاط الحابل بالنابل
من هنا لم يكن عجبا أن تضيق قاعة المركز الثقافي الرحبة بالحضور، مما أدى الى وضع المقاعد على المسرح الذي تحول الى مكان لجلوس جمهور المدعوين الذين اختلطوا بمن يجلسون على المنصة، وهذا ما أدى الى أن يجلس حول طاولة المنصة من لا يفترض به أن يجلس، لكن ضيق المكان أدى الى اختلاط الحابل بالنابل، وأن نشاهد من يتبادل السلام والعناق وأحيانا بصوت عال، أو نسمع صوت تحريك الكراسي أثناء القاء أحدهم لكلمته، فكان مشهدا لا يليق بالتكريم ولا بصاحبه.

انتقاد
كثيرون انتقدوا همسا وتبادلوا الرأي، وكثيرون خرجوا قبل انتهاء الحفل، لأن البرنامج ومع احترامي للمنظمين لم يأت بحجم الحدث، وربما تفاجأ المنظمون من كمية الحضور، لكنهم هل تفاجأوا من عدد المتكلمين؟ لم يفهم أحد وكثيرون تساءلوا ما العلاقة بين المحاضرة التي قدمها الشيخ جمال منصور-على أهميتها- عن عجائب القارة الأفريقية التي خبرها خلال اقامته في القارة السوداء، ومناسبة التكريم! فلا علاقة بين تكريم الرمال وموضوع المحاضرة، وبهذا فإن الحجر الذي أريد به ضرب عصفورين لم يبلغ هدفه، فالمحاضرة تستحق لقاء خاصا لتأخذ وقتها وحجمها المناسبين، وحفل التكريم الطويل لم تخدمه المحاضرة، فالجمهور بغالبيته الساحقة وفد لحضور تكريم أبي الخضر احتراما وتقديرا لشخصه، وتلبية لهذه الدعوة الكريمة وليكونوا الى جانب صديقهم في هذا المساء الخاص.

عدد المتكلمين فاق المتوقع
أضف الى ذلك أن رقاع الدعوة لم يحتوِ على برنامج التكريم وأسماء الخطباء، ربما لأن ذلك ظل مفتوحا حتى اللحظة التسعين، وربما لأسباب أخرى.. لكن عدد المتكلمين فاق المتوقع، ولم يلتزم الخطباء بالوقت - إلا قلة منهم- وطال البرنامج مما أحرج البعض، الذي اضطر للخروج قبل نهاية الحفل لارتباطات مسبقة، هذا ناهيك عن تشتت مكان جلوس في أرجاء القاعة، فبعضهم جلس في الصفوف الخلفية وبعضهم في جنباتها فضاعت الدقائق الغالية الى حين وصول الخطيب للمنصة.

جلسة "دردشة" انسانية
ألم يكن من الأفضل، وبدل ان يعاد الكلام بعبارات مختلفة ومفردات خاصة في كلمات التكريم، أن تعقد جلسة "دردشة" انسانية يشارك فيها عدد من أصدقاء وأتراب المحتفى به، ليسردوا لنا ذكرياتهم والطرائف التي جمعتهم بأبي الخضر وهي كثيرة، عندها يكون الحديث أكثر تشويقا وتلقائيا ويتفاعل معه الجمهور بشكل أكبر.

رسالة وطنية
ان ما ذكرته من ملاحظات - والتي آمل أن يتقبلها القائمون على الحفل برحابة صدر- لا ينقص من أهمية حفل التكريم، ومن تقدير الحضور والجمهور عامة لهذه الخطوة الرائعة للجهات القائمة على الحفل، والتي حملت دلالات عديدة. لا أريد -في هذه العجالة- العودة الى كل ما قيل في الحفل وتكرار الكلام، فالرسالة واضحة وهي رسالة وطنية من الدرجة الأولى، سواء في اختيار الشخصية المحتفى بها، او في نوعية الجمهور وتنوعه وتعدديته، وفي الجهات الداعية للحفل.. هذا ما نريده لمجتمعنا ولشعبنا وهذا ما ينشده كل عاقل، ويتوجب عليه أن يعمل في سبيله كما يعمل صديقنا المكرّم والمعطاء الشيخ أبو خضر محمد الرمال. 

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net



 

مقالات متعلقة