الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 22:02

الشهداء في ذمة الله، والأسرى في ذمة من؟ /بقلم:نضال أبو رب

كل العرب
نُشر: 16/04/13 13:28,  حُتلن: 14:34

نضال أبو رب في مقاله:

بكل صدق وصراحة وموضوعية ألا يستحق الأسرى ومن ناضلوا من أجل فلسطين النضال والعمل من أجل تحريرهم

أما آن الأوان للتفكير جدياً بتحرير كافة الأسرى من سجون الاحتلال أما آن الأوان لتبييض السجون وإغلاقها أما آن الأوان للفلسطينيين وللعرب أجمعين أن يهبوا غضباً وبالملايين

إن من يفكر بقضية الأسرى ويدقق فيها ولو لساعة واحدة يدرك مدى المعاناة التي يعانونها ومدى الصعوبات التي يواجهونها فمنهم من لم يرى الشمس منذ عشرات السنوات ومنهم من هو في زنازين العزل الانفرادي منذ عدة سنوات

اليوم نستذكر مئات الآلاف من الأسرى نستذكر الأسرى الشهداء الذين ضحوا بدمائهم وقدموا أرواحهم رخيصة من أجل الوطن، نستذكر الأسرى - الشهداء الأحياء- الذين يموتون كل يوم ألف مرة من جراء ممارسات سلطات الاحتلال بحقهم

حينما إقترب موعد يوم الأسير احترت ماذا سأكتب؟!هل سأكتب عن الأسرى أم هل سأكتب لهم؟فكرت جلياً،وأدركت أن الخيارين أصعب من بعضهما البعض، أن تكتب عن الأسرى فهذا شيء جميل،وأن تكتب للأسرى فهذه غاية في الروعة.... ولكن هل بإمكان أي منا أن يفي الأسرى حقهم من خلال كتاباته وأشعاره ومقالاته؟، وهل بإمكاننا إنصافهم من خلال الكتابة والاعتصامات والندوات واستذكارهم في هذا اليوم الذي أطلق عليه أسم يوم الأسير الفلسطيني؟
ايماناً مني وشعوراً بواجبي تجاه من أمضوا سني عمرهم وما زالوا يفنون زهرات شبابهم خلف قضبان الأسر،قررتُ أن أكتبَ عن الأسرى وللأسرى ومن أجلهم،علني أساهم ولو بجزءٍ من الوفاءِ للأحرارِوللأوفياءِ.

عماد النضال الفلسطيني
سأكتب عن الأسرى وأنا أعلم أن كلماتي تعجزُ عن التعبير أمامَ عظمتِهم وعطائهم، فهم من إنحنى أمام عظمتهم العظماء،وهم عماد النضال الفلسطيني وجوهره، وهم عمالقة التاريخ ومن سطروا بعذاباتهم أروع وأسمى آيات التضحية والبطولة والفداء،وسأكتب للأسرى، فأنا من كنت رفيقاً لهم لسنوات، عانيت جزءاً مما عانوه وما زالوا يعانونه، هؤلاءالذين يحرمون من أدنى مقومات الحياة الكريمة،ويمنع ذويهم من زيارتهم لِأشهرٍ متواصلة،وربما لسنوات، وفي حال سمحت سلطات الاحتلال لِأهالي الأسرى بزيارتهم، فإنها تنغص عليهم هذه الزيارة، فهي لا تسمح للأسرى بمصافحة ذويهم، ولا تسمح للأب الأسير بإحتضان إبنه الذي كبر، وأصبح رجلاً دونما يحتضنه والده أو يقبله أو يضمه إلى صدره.
من اجل هؤلاء الذين دافعوا عن كرامة هذا الشعب، وناضلوا من أجل الحرية...من أجل هؤلاء العظماء الذين يرسمون خارطة الوطن الجريح في عيونهم ، ويلونونها بالوانهم الزاهية المشرقة،من أجل المكبلين المقيدين الأحرار سأكتب وأقولها بعالي الصوت:_أسرانا كرامتكم كرامتنا،وحريتكم حريتنا، ولا حرية لنا إلا بتحرركم من غياهب وعتمة وظلمة الزنازين.

ممارسات سلطات الاحتلال بحقهم

في هذا اليوم نستذكر مئات الآلاف من الأسرى، نستذكر الأسرى الشهداء الذين ضحوا بدمائهم وقدموا أرواحهم رخيصة من أجل الوطن، نستذكر الأسرى - الشهداء الأحياء- الذين يموتون كل يوم ألف مرة من جراء ممارسات سلطات الاحتلال بحقهم،هؤلاء الذين يعيشون في زنازين معزولة عن العالم، وتمارس بحقهم أبشع صور العذاب . من خلال القمع اليومي، وحرمانهم من الزيارة،ويتعدى ذلك إلى حرمانهم من العلاج، وصولاً إلى قتلهم وإنهاءِ حياتهم.
بكل صدق وصراحة وموضوعية، ألا يستحق الأسرى ومن ناضلوا من أجل فلسطين النضال والعمل من أجل تحريرهم، وهل يعقل هذا الصمت العربي المخجل في ظل اعتقال سلطات الاحتلال للالاف من الفلسطينيين، الذين دافعوا عن شرف وكرامة الأمة، وهل يصدق أن يبقى الفلسطينيون ماضين على هذا النهجِ المتمثل بالدعوة للإفراج عن الأسرى والمعتقلين، والقيام ببعض الفعاليات والاعتصامات والندوات التي لم تستطع حتى اللحظة إنجاز ما تصبوا إليه.

تبييض السجون وإغلاقها
أما آن الأوان للتفكير جدياً بتحرير كافة الأسرى من سجون الاحتلال، أما آن الأوان لتبييض السجون وإغلاقها،أما آن الأوان للفلسطينيين وللعرب أجمعين، أن يهبوا غضباً وبالملايين، نصرةً للأسرى والمعتقلين، وأن يبذلوا كل جهد مستطاع لتحريرهم حتى وإن كلفهم الأمر حياتهم، لأنه لا حياة لنا إلا بحياتهم.
من منطلق الحرص والوطنية، والخوف على القضية الفلسطينية، علينا أن نناضل ونناضل من اجل تحرير الأسرى، لِأن تحريرهم يعني الطريق إلى تحرير فلسطين، حيث حريتهم هي الخطوة الأولى والبوابة الرئيسية لتحرير الأرض الفلسطينية، واستعادة الكرامة المسلوبة.
إن من يفكر بقضية الأسرى ويدقق فيها ولو لساعة واحدة، يدرك مدى المعاناة التي يعانونها، ومدى الصعوبات التي يواجهونها، فمنهم من لم يرى الشمس منذ عشرات السنوات، ومنهم من هو في زنازين العزل الانفرادي منذ عدة سنوات، ومنهم من هو مقعد، ويرقد في مستشفى سجن الرملة مكبل اليدين والرجلين، ومنهم من لم يعانق والدته،ولم يسلم عليها منذ زمن بعيد،ومنهم من استشهد وهو ينتظر العلاح،ومنهم من هو مضرب عن الطعام منذ أكثر من تسعة أشهر،ولم يحرك العالم الذي يدعي الحرية ساكناً.
لا شك أن الأسرى هم عنوان المرحلة، وهم الصامدون الأوفياء، وهم المناضلون الحقيقيون،وهم الصابرون على هذا البلاء. ولذا على كل حر فلسطيني أن ينزل إلى الشارع ويعبر عن رفضه لاعتقال المناضلين الفلسطينيين، وأن يعلي صوته من أجل الإفراج عن كافة الأسرى. وعلى القيادة الفلسطينية أن تنظم مسيرات وفعاليات تدعو فيها لإطلاق سراح الأسرى وتبييض السجون. حتى وان كلف الأمر انتفاضة ثالثة وشلال من الدماء. لأنه لا يجوز أن يبقى من ناضلوا وضحوا في الأسر، بينما ينعم الآخرون بالحرية والمجد الذي عمد بدماء الشهداء وعذابات هؤلاء.

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة