الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 01:02

المربي محمد سمارة من الطيرة يسترجع أحداث حرب 48

منى عرموش- مراسلة
نُشر: 16/04/13 13:17,  حُتلن: 19:43

المربي محمد سمارة :

في ثورة 1936 – 1939 كانت الطيرة من أوائل القرى الفلسطينية التي تشكل فيها فصيلا مسلحا وكانت مقراً وملجأ للثوار وخاصة الفصائل

كان الثمن الذي دفعناه خلال المعارك سقوط اكثر من  13 شهيداً ثمانية منهم من الجنود العراقيين والباقي من أبناء الطيرة والمتطوعين


كانت حصيلة المعركة أكثر من 20 قتيلاً من المهاجمين وقرابة ثلاثين جريحاً وأربعة من المفقودين الذين لم تعرف آثارهم حتى يومنا هذا 

استشهد من سكان البلدة أثناء الثورة ونتيجة للتنكيل البريطاني بالسكان والثوار على حد سواء كل من حسين مصطفى الجمال وسعيد سلطاني ومحمد أبو عزيز

 يستذكر بعض سكان الطيرة في هذا اليوم، المعارك التي وقعت في عام 1948 والشهداء الذين سقطوا في الحروبات التي وقعت حينها، والتي ما زالت ذكراها راسخة في قلوبهم. المربي والاستاذ محمد سمارة ابن مدينة الطيرة، سرد لنا استعدادات سكان البلدة للدفاع عن اراضيهم ووطنهم، وتحدث عن الطيرة والقرى المجاورة لها وقال:" كانت مدينة الطيرة موجودة في عهد الانتداب البريطاني، فمنذ بداية عهد الانتداب شارك أبناء الطيرة في الحركة الوطنية الفلسطينية،  عام 1921 قاد عبد المنان الشيخ نجيب عبد الحي فصيلاً من شباب ابناء البلدة الذين شاركوا في الانتفاضة التي قادها الشيخ شاكر أبو كشك، والتي انطلقت شرارتها من قرية تبصّر (خربة عزون). وفي ثورة 1936 – 1939 كانت الطيرة من أوائل القرى الفلسطينية التي تشكل فيها فصيلا مسلحا، وكانت مقراً وملجأ للثوار وخاصة الفصائل التابعة للقائدين عبد الرحيم الحاج محمد وعارف عبد الرازق. وقد استشهد من سكان البلدة أثناء الثورة ونتيجة للتنكيل البريطاني بالسكان والثوار على حد سواء، كل من: حسين مصطفى الجمال، سعيد سلطاني ومحمد أبو عزيز".


محمد سمارة

وتابع قائلا:" مع بداية المناوشات في نهاية عام 1947 تم تشكيل لجنة قومية تألفت من حسن عبد الله ورفيق النجيب وعبد الرؤوف سمارة التي كانت مسؤولة عن تنظيم الدفاع والحراسة عن الطيرة. واستعانوا بقدامى ثورة 1936 -1939 وأعضاء المنظمات الشبابية شبه العسكرية النجادة والفتوة والتي كان لكليهما فروع في الطيرة، وبعد قدوم جيش الإنقاذ في شباط 1948 تولى ضباط هذا الجيش الأمور الأمنية في البلدة، وقام قائد وحدات المتطوعين الضابط العراقي صادق شنشل (أصبح رئيساً لأركان الجيش العراقي فيما بعد ) ببناء خط من نقاط الحراسة المشرفة، وعرفت كل نقطة من هذه النقاط باسم "الرابية " أو " الطابة "، وتم بعث مجموعة من شباب الطيرة بلغ عددهم قرابة 30 شاباً ممن تم تجنيدهم لوحدات جيش الإنقاذ إلى معسكر التدريب في قطنة في سورية. وعن ذلك قال أحدهم وهو خالد عبد الرحيم خاسكية ( من مواليد 1927 ) في مقابلة معه في نيسان 2004 :" في البداية جمعونا في مخيم نور شمس بجانب طولكرم، وبعدها بعثونا لمركز التدريب في قطنة، وبعدها تم توزيعنا على مناطق مختلفة. كنت أنا في قرية السجرة وانتقلت إلى قلنسوة ومن هناك إلى الطيرة واشتركت في معركة الطيرة الأولى المعروفة بمعركة يوم الخميس التي وقعت في 1948. 5. 13". وعن قضية التنظيم والواجبات الملقاة على المتطوعين قال : " كان في الطيرة من 10 -15 طابة وعن كل طابة كان مسؤول ضابط ومعه من 8-10 جنود يتناوبون على الحراسة والدورية. كل شيء كان يسير حسب النظام، وكنا نتقاضى رواتب من الجيش العراقي. الضابط المسؤول عن الطابة التي حرست فيها كان عراقي اسمه مجيد".


الاستيلاء على الاراضي ووقوع الضحايا
ومضى وهو يقول:" وقعت المعركة الأولى في الثالث عشر من أيار وقد كانت قوات "الهاجاناه" هي التي بادرت لها حين قامت فرقة مسلحة تابعة لها بمهاجمة الطيرة من الغرب، حيث تواجدت مستوطنة كفار "هيس"، والتي تبادلت النيران مع الطيرة على فترات متقطعة منذ كانون الأول 1948. وفي وثيقة وجدناها في أرشيف "الهاجاناه" تم وصف المعركة بشكل تفصيلي من خلال تقرير كتبه ضابط الاستخبارات التابع للوحدة المهاجمة حيث قال: "كانت مهمة العملية إزعاج الطيرة من جهة كفار "هيس". وقد بدأت تمام الساعة الحادية عشرة صباحاً حيث تم في البداية الاستيلاء على بعض النقاط المشرفة والواقعة جنوبي كفار هيس، وعندما لم نجد أية مقاومة عربية توجهنا صوب الطيرة. بعد مسيرة قرابة 200 وقعت قواتنا في كمين عربي جدي حيث فتحت علينا النيران من الأسلحة الخفيفة والأوتوماتيكية، قتل البعض على الفور في حين جرح عدد كبير من رجالنا".

بث روح الاطمئنان والثقة لدى الأهالي
واستطرق قائلا:" أدخلت هذه الوقائع قواتنا إلى حالة من الهلع، وعندما شرعت هذه القوات بالانسحاب المنظم لم يكن ذلك بمتناول اليد بسبب ازدياد النيران العربية قوة، الشيء الذي جعل المقاتلين يتشتتون ويهربون، حيث قام بعضهم برمي سلاحه وهو يلوذ بالفرار وقسم كبير من رجالنا لم يستطع التخلص من قبضة العدو وبقي في ميدان المعركة جرحى وقتلى. كانت حصيلة المعركة 20 قتيلاً من المهاجمين وقرابة الثلاثين جريحاً وأربعة من المفقودين الذين لم تعرف آثارهم حتى يومنا هذا في حين كانت خسارة الطرف العربي أربعة من الشهداء وهم محمد الطه، عبد الحافظ أسعد، أبو عثمان من مسكة ومحمد الحموي من المتطوعين السوريين وسبعة من الجرحى، وقد تجاهلت المصادر اليهودية هذه المعركة إلى حد كبير. وقد جرت المعركة الثانية في الرابع عشر من أيار حين تمت مهاجمة الطيرة على محورين واحد من جهة "رمات هكوبيش" والثاني من جهة كفار "هيس"، وقد كان الهجوم الأول تمويهياً من أجل إشغال محاربي الطيرة ليتسنى للمهاجمين من كفار هيس سحب جثث القتلى ومن تبقى من الجرحى على قيد الحياة من معارك اليوم السابق. صمد مدافعو الطيرة ولكن القوات المهاجمة التي كانت هذه المرة مدعومة بقوات من لواء "جبعاتي" حيث استطاعت الوصول إلى مشارف البيوت خاصة من المحور الغربي. وقد أنقذ الموقف وصول نجدات من طولكرم وقرى من محيطها ونجدة كبيرة من قرية سيلة الظهر الذين ساهموا في صد الهجوم بعد ست ساعات من القتال المتواصل الذي وصل في بعض الأماكن إلى الالتحام بالسلاح الأبيض، حيث استشهد في هذه المعركة أربعة من المقاتلين العرب، وأصيب العشرات الذين نقلوا إلى المشافي في طولكرم ونابلس. أما المعركة الثالثة فقد وقعت في السابع والعشرين من أيار، حيث تعرضت الطيرة مرة أخرى لهجوم كبير من محور "رمات هكوبيش" وهجوم مساند من محور كفار هيس. تم التمهيد لهذا الهجوم بقصف عسكري مركز على بيوت القرية ساهم إلى حد كبير بإدخال الهلع في النفوس، لاسيما أن القوات المهاجمة استطاعت اقتحام بعض البيوت في الجهة الشمالية الشرقية، ودار قتال من بيت إلى بيت وفي محيط المدرسة التي استخدمها المدافعون مقر قيادة وإسناد. وفي هذه المرة، كما في المرة السابقة، ساهمت الفزعات القادمة من القرى المجاورة (من طولكرم والطيبة هذه المرة ) وبعض صناديق الذخيرة القادمة من مخازن اللجنة القومية في طولكرم بصد الهجوم، واستشهد في المعركة مواطنان من الطيرة وجرح قرابة العشرة. غداة يوم المعركة قدمت طلائع القوات العراقية النظامية إلى المنطقة، واتخذت لها مواقع على طول الجبهة في منطقة المثلث. ساهم ذلك في بث روح الاطمئنان والثقة لدى الأهالي بشكل جعلهم يعيدون إلى القرية النساء والأطفال والشيوخ الذين كان قد تم إجلاؤهم أثناء احتدام المعارك".

تسليم المواقع للجيش الأردني
 وفي نهاية حديثه قال:" وقعت المعركة الرابعة في الليلة الواقعة بين الأول والثاني من كانون الثاني 1949 وقد كان الطرف العربي هو المبادر لها هذه المرة، وذلك عندما حاولت وحدة الجيش العراقي مدعومة بوحدة من المتطوعين من أبناء الطيرة، والقرى المجاورة بمحاولة استعادة بعض نقاط الحراسة التي كانت قوات يهودية قد استولت عليها. جرى قتال شديد حول نقاط الحراسة التي تم استعادتها جميعاً باستثناء نقطة واحدة في محور "رمات هكوبيش". وقد كان الثمن سقوط 13 شهيداً ثمانية منهم من الجنود العراقيين والباقي من أبناء الطيرة والمتطوعين. بعد هذه المعركة بأسابيع قليلة قام الجيش العراقي بتسليم مواقعه للجيش الأردني الذي تولى المهام الأمنية، هناك حتى توقيع الهدنة بين الأردن وإسرائيل، والتي سلم بمقتضاها شريط حدودي من المثلث الكبير إلى إسرائيل. وقد دخلت القوات الإسرائيلية الطيرة وغيرها من قرى هذا الشريط في الفترة الواقعة بين العاشر والحادي والعشرين من شهر أيار 1949".

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.79
USD
4.04
EUR
4.72
GBP
233204.50
BTC
0.52
CNY