المحامية ريم شداد تكتب عن النكبة والاستقلال 

ذهلت البارحة عندما عاد ولدي الصغير من المدرسة يقص عليّ قصة الاستقلال ولم يذكر النكبة!  سألته وماذا بعد؟ فأجاب: لا يوجد بعد... هذا ما تعلمته في المدرسة وما قصته علينا المُدرسة! "امي انه عيد اليهود فهناك الاف الجنود قتلوا ليحموا الارض" قال لي.
يا الهي كم كان سماع هذا صعباً وكان وقعه عليّ كالصاعقة!
بدأت اشرح لولدي عن النكبة، نكبة الشعب الفلسطيني، سردت له قصصا كنت قد قرأتها وقصصا كنت قد سمعتها من جدي، أريته صوراً... حتى الصعبة منها، لأشرح له ويعي الحقيقة... مقتل اطفال، مذابح، تهجير، قمع ونهب.
لقد ذهل ولدي، ذهل مما رأى حتى انه ابدى تعاطفاً كبيراً عندما رأى اطفالا مشردين داخل خيام لا مأوى لهم ولا ملبس ولا طعام...
اثرت في نفسه صورة لجندي يوجه بندقيته لوجه مسنة. غضب وقال بالعامية: "بدي اكسره هالحيوان".
وزارة التعليم تعمل جاهدة لمحو ماضينا الاليم من ذاكرتنا. هكذا كان عندما كنت على مقاعد الدراسة. وهكذا الآن...
تستمر قضيتنا. اجتهدوا في محو الذاكرة... فلن تفلحوا... لان ايماننا بقضيتنا وذاكرتنا اقوى من اجتهادكم.
لن ننسى ولن ننسى ولن ننسى.
باقون على الذكرى وحتماً سنعود.

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع علي العنوان:alarab@alarab.net